لتلك اللحظات النادرة

لتلك اللحظات النادرة

 ياسر مروّة

 حاولتُ أن أنسى كل شيء

ففعلت،

 لكن عاودني وسواسي الذي يقلقني

يقتلني

يعاندني

 يأمرني أن أتذكر اسبابي

 ويتابع كشف عللي

وأبوابه المستترة

وأسمائه الملعونة

أريد أن أنسى ذاكرتي

أنسى لأنسى

يجب أن أنسى

ففعلت

لكن يأنبني ذاكرة البلاد التي أنجبتني

يذكرني بالرياح المعاكسة من بلل المسمومة

وهوس الانتقامات

وهول الدمار التي أدت إلى تخريب النقاط

والحدود المتشابكة المتفجرة حول رأسي

من هم صانعو الموت

لامسوا الرصاص الجماجم واحداً فوق الآخر

ما شعرت انني أقوى على الحراك

أنني أهوى على فتح عضلات فاهي

لم ولن أفتح أصابيع يدي لكني التقطت منامي

أجرجر أحلامي بثقلها عند حركات التنقل ودقات الملل

 كنت أحلم عندما كانت تلامس طيران الفراشات الآلية

هل كنتُ سكراناً

هل كنتُ مختلاً مهتزاً

هل مسَّ شيئاً فيَ

هل كنتُ فناناً بالتحايل على صِعابي

عندما كانت عقدتي الفتاكة لرسم تخطيط شبكات أعصابي

وصراعي  وصرعي  وتصدعي

وتسلطي وسلطتي على التلطي جدارها وخلف متراسها

وخلق ستاراتها الخشنة للشوارع  التي تسيطر عليها القناصة،

يطلقون نبالهم على رؤوس الغزلان

هم سعيدون في تلك المهمة

هم لاعبون سريون

حين قضيتُ مرات في القبو والغرف الآمنة والملاجئ

اندس شبابي الأول مع صبية

لامست يديّ 

داعبت صدري

سرقت قبلات مني في عتمة العتمات

اندهشتُ لتلك اللحظات النادرة

كنا عراة عندما شاهدتُ شاشة التلفزيون ايام الحرب الأفلام العربية

حاولتُ أن أقتل الاشخاص فيَ

لكن عاودني وسواسي

 أنسى لأنسى

يجب أن أنسى

حاولتُ أن أنسى

ففعلت

لكنني لم أستطع من أن أتناسى وأنسى ذكرياتي المارقة

في شريط متسلسل التي علقت

لحد الآن

فعلتي!

<

p style=”text-align: left;”> روما 2022

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

ياسر مروّة