الطائر الأزرق يتحول إلى غراب
باريس- المعطي قبال
هل هي نزوة ثري يرغب في إثبات سلطته ،أم خطة مدروسة بتأني تستهدف التقشف والتركيز على الإشهار لضخ الاموال في شرايين شركته؟
على أي ما أقدم عليه الملياردير إيلون ماسك، (الذي اقتنى شبكة تويتر بـ 44 مليار دولار)، بتسريحه ل 7500 موظف، أي خمسين في المائة من العاملين بالشركة، فيهم المهندس في مجال الذكاء الاصطناعي، الإعلامي، المهندس في علوم المعطيات الخ… ستكون له انعكاسات سياسية، اجتماعية وسيكولوجية سيئة، لا فحسب على سمعة الشركة، بل على مجموع شبكات التواصل الاجتماعي. وكانت إحدى علامات السلطة هي تسريح هؤلاء الموظفين بإرسال إيمايل فك الرابطة بينهم وبين الشركة. وكان هذا الإبلاغ بهذه الطريقة صدمة عنيفة بالنسبة للموظفين. وقد جاء في الرسالة التي بعثها ماسك أن الشركة تخسر يوميا أكثر من 4 مليون دولار يوميا. إلا أن فصل العاملين خلق نتيجة عكسية على مستوى الإشهار الذي يمثل 90% من الموارد حيث دعت شركة “فولغزفاغن” للسيارات، شركة “كارلزبير” لإنتاج البيرة وشركة “أيرلنز” للطيران.. زبناءها لمغادرة تويتر. وتتخوف هذه الشركات من أن تغرق إعلاناتها وسط تغريدات مشحونة بالحقد، الأخبار المزيفة، العنصرية، الكراهية، بالأفكار التآمرية وبهجمات الذباب الالكتروني، الشيء الذي قد يحول تويتر إلى حاضنة للشعبوية.
كما أغلقت أو غادرت عدة شخصيات سياسية وثقافية الشبكة للأسباب نفسها. ووصلت التخوفات إلى الأمم المتحدة حيث طالب المنتدب السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من الشركة احترام حقوق الإنسان، مبديا تخوفه من تسريح الفريق المشرف على حقوق الإنسان بالشركة، خصوصا وأن أمريكا تخوض غدا الانتخابات النصفية التي يبقى الرهان فيها هو الحصول على الأغلبية بالكونغرس الأمريكي. ويتحدث الخبراء فيما يخص هذه الانتخابات عن محك للديمقراطية.
يبقى السؤال: ما هي انعكاسات فصل نصف موظفي تويتر على هذه الانتخابات؟ هل ستدعم أصوات الجمهوريين وتوفر منصة قفز لدونالد ترامب ليعود عام 2024 إلى الرئاسة أم سيصوت الناخب الأمريكي بناء على قناعته السياسية وحصيلة الرئيس والحكومة؟
المهم أن الطائر الأزرق الذي كانت له القدرة على صنع الملوك قد يتحول إلى غراب لا يصدر عنه سوى النعيق !