قضية ميشال ويلبيك.. لا تصلح المحاكم ما أفسده الإسلاموفوبيون

قضية ميشال ويلبيك.. لا تصلح المحاكم ما أفسده الإسلاموفوبيون

باريس- المعطي قبال

   خصصت أسبوعية لوبوان الفرنسية عددها الصادر هذا الأسبوع للروائي ميشال ويلبيك الذي قال في حقه الكاتب الجزائري كمال داوود أنه الكاتب الأكثر قراءة في العالم.

   جاء العدد على خلفية المقابلة المطولة التي خص بها هذا الأخير مجلة «الجبهة الشعبية»، والتي سبق أن عرضنا لها في أحد أعدادنا، والتي أرخى خلالها حقده الدسم على مسلمي فرنسا وعلى الحرب القادمة التي على الفرنسيين الاستعداد لخوضها دفاعا عن هويتهم وقيمهم. وقد جندت المجلة بعضا من صحافييها الاستئصاليين للدفاع عن ويلبيك باسم حرية التعبير فيما تقع تصريحاته تحت طائلة التحريض على الكراهية والحقد.

   عودتنا أسبوعية لوبوان على مانشيتات هدفها إشاعة الدعاية الرخيصة. وقد دافع كمال داوود الذي أصبح معلقا بالأسبوعية عن هذا التوجه الإسلاموفوبي. هذا الهذيان ليس وليد اليوم. فيما حافظت الطبقة السياسية، النخبة السياسية والثقافية على صمت عميق، خرج عميد المسجد الكبير لباريس عن صمته لرفع دعوى قضائية ضد ويلبيك بسبب «تحريضه على كره المسلمين». على الرغم من رقعة علاقاته الواسعة في الأوساط السياسية، مع ولائه للجزائر، لم يحرك أي مسؤول سياسي ساكنا للتعبير عن استنكاره ومساندته لمبادرة العميد.

   في المقابلة الآنفة الذكر، أشار ويلبيك إلى أن «رغبة المواطنين ذوي الأصول الفرنسية ليست الغاية أن يندمج المسلمون بل أن يكفوا عن سرقة الفرنسيين والاعتداء عليهم. وهناك حل أخر ألا وهو أن يغادروا فرنسا». هذا التصريح دعوة إلى الكراهية ويقع تحت طائلة عقوبة جنائية لا تقبل الشك. لكن المحاكم لا تصلح ما أفسده الإسلاموفوبيون من أمثال إيريك زمور وميشال ويلبيك وغيرهما. غير أن القضية تحولت إلى مسلسل من فصلين جديدين في انتظار تفاعلات أخرى: في الخامس من يناير، تدخل على الخط الحاخام الأكبر لفرنسا، حاييم كورسيكا، ليقترح وساطته بين ويلبيك وشمس الدين حفيظ. بعد اللقاء وافق ويلبيك على تغيير تصريحه في الكتاب الذي يصدر له قادما معترفا بأن الفقرات جاءت غامضة وسيعمل على شرحها وتفسيرها في كتابه الجديد.

   أقنعت هذه التفسيرات عميد مسجد باريس الكبير الذي قبل الوساطة مع إلغاء دعوته ضد ويلبيك. هل يجب الثقة في رجل تعتبر الاسلاموفوبيا وقوده الحارق؟ على أي ما أن اتفق الطرفان على وقف إطلاق النار، حتى أعلن محمد الموساوي، رئيس تجمع مساجد فرنسا ورئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، والذي له توجهات مساندة للمغرب، رفعه لدعوى ضد ويلبيك في نفس القضية. وستقدم محامية تجمع مساجد فرنسا الدعوة يوم الإثنين امام محكمة نانتير بضاحية باريس. سترفع الدعوى ضد ميشال ويلبيك، وأيضا ضد ميشال أونفري وناشر مجلة الجبهة الشعبية، ستيفان سيمون. هناك انطباع بأن المسلمين ليسوا طرفا في المعادلة وبأن مسؤولين عن هيئات ومؤسسات دينية يرفعون دعوات قضائية ثم يلغونها من دون أي نقاش ولا استشارة ديمقراطية. إنها أحد طرق الوصاية و«تطفيل» (التحويل إلى أطفال) المسلمين.

Visited 3 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".