زيارة عبد المجيد تبون لفرنسا.. حبل نجاة لولاية ثانية؟

زيارة عبد المجيد تبون لفرنسا.. حبل نجاة لولاية ثانية؟
 باريس- المعطي قبال
   
   في الوقت الذي تعرف فيه العلاقات بين الرباط وباريس تعثرات طارئة ، وبالأخص على خلفية تصويت البرلمان الأوربي على توصية ضد المغرب يوم 19 يناير 2023، والتي لعب فيها حزب النهضة الماكروني دورا نشطا، تعيش باريس والجزائر ما يشبه شهرا سرياليا للعسل. إذ تم بسط السجاد الأحمر لوزير الدفاع، الفريق أول السعيد شنڨريحة، الذي استقبله إيمانويل ماكرون، وذلك في الوقت الذي تداس فيه بالجزائر وبشهادة المنظمات الحقوقية الحريات الصحافية والمدنية حيث تم حل الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بدعوى تواجد مسؤوليها بالخارج، فيما السبب الرئيسي هو ملاحقة المسؤولين، بحسب سعيد الصالحي، نائب رئيس الرابطة، الذي أشار إلى أن كماشة القمع أحكمت على كل المناضلين. وقد نجحت السلطات في القضاء على جيوب مقاومة الحراك سواء في أوساط المجتمع المدني أو في الأوساط الإعلامية. وقد بلغ عدد المعتقلين إلى الآن ما يقرب من 300 شخص. إعلاميا تم إغلاق راديو M واعتقل مدير المحطة إحسان القاضي.
   
   عن هذه التجاوزات لا ماكرون ولا حزبه نبسا بكلمة في حق التعديات على حقوق الإنسان بالجزائر. تحت نصائح إيف لودريان، وزير الشؤون الخارجية الفرنسي الأسبق، والذي لم تكن تحرجه صفقات بيع الأسلحة لدول الخليج، لمصر، كنس ماكرون حقوق الانسان تحت السجاد الأحمر لبيع الأسلحة للجزائر والاستفادة من المعلومات الاستخباراتية التي تتوفر عليها في شأن المنظمات الإرهابية النشطة بدول جنوب الصحراء وبخاصة بالدول التي غادرتها فرنسا تحت التهديد مثل مالي وبوركينا فاسو. هذا دون الحديث عن الغاز الذي قد تستفيد منه فرنسا على المدى البعيد. خلال الزيارة التي سيقوم بها عبد المجيد تبون لفرنسا في شهر مايو ولتلميع صورته سيقوم ماكرون رفقة الرئيس الجزائري بزيارة لمقبرة اومبواز حيث يوجد رفاة الأمير عبد القادر وحاشيته. على أي لماكرون القدرة على إحياء الرموز وهي رميم!
 
   الواضح ان الجزائر ليست بقادرة على مساعدة فرنسا في استعادة موقعها بدول الساحل ولا بتلميع صورتها في الأوساط المدنية بإفريقيا. لذا سيكون ملف الإرهاب، الغاز، والوضع بإفريقيا أحد الملفات التي ستتم مناقشتها خلال المحادثات بين تبون وماكرون. الغريب ان الجزائر التي كانت تدعي انها قطب محاربة الاستعمار الفرنسي الجديد، والتي باعت هذه الأيديولوجية لإفريقيا، أصبحت اليوم حليف مستعمر الأمس. لكن التقارب الجزائري الفرنسي لم يكن له أن يتحقق لولا اللوبي الفرنسي من أصول جزائرية، أقدام سوداء أو حاركيين أو شخصيات جزائرية منتمية لحزب ماكرون، هذا اللوبي الذي أصبح يعمل في الدائرة المقربة للرئيس. بعض من هذه الشخصيات لها بيوت في مراكش، تقيم بالمغرب ولها موقف عدائي من المغرب! إن خلقت مقالة كزافيه درينكور سفير فرنسا الأسبق بالجزائر نوعا من الهلع في الأوساط الجزائرية فإنها أماطت اللثام عن تواجد لوبي مناهض للجزائر ولخيارات ماكرون في التقارب مع نظام لاشعبي، لا ديمقراطي ويمكن أن يجر معه ماكرون إلى الهاوية.
   لذا فإن عبد المجيد تبون ينظر لهذه الزيارة كحبل نجاة تمكنه من الحصول على ولاية ثانية. لكن هذا السيناريو يصبح وهميا في حالة ما إذا جره العسكر إلى الحرب مع المغرب. إذ ذاك ستكون عملية هارا كيري قاتلة بالنسبة له وللنظام الجزائري.
Visited 16 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".