إنقاذ فتاة في كهرمان مرعش ومأساة مشردي الزلزال تصدم العالم

إنقاذ فتاة في كهرمان مرعش ومأساة مشردي الزلزال تصدم العالم

السؤال الآن ـــــ وكالات وتقارير

بعد عشرة أيام من الزلزال، تمكنت فرق الإنقاذ التركية من إخراج فتاة تبلغ من العمر 17 عاما من تحت أنقاض مبنى انهار في إقليم كهرمان مرعش بجنوب وسط تركيا، بعد 248 ساعة من وقوع الزلزال الهائل الذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 ألفا في كل من تركيا وسوريا.

وأوضح أحد أعضاء فرق الإنقاذ الطبي التركية أن بوسع من هم تحت الأنقاض البقاء على قيد الحياة بشكل عام لمدة تصل إلى خمسة أيام. وأضاف “أي شيء يتجاوز خمسة أيام يعد من المعجزات”، بحسب ما نقلت وكالة رويترز.

وقال دينيز جيزر، أخصائي الباطنة في مستشفى بمدينة مرسين التركية، أن أحد أكبر مشاكل البقاء على قيد الحياة هو البرد. وأضاف قائلاً: “لكن بعض المرضى بقوا في مناطق مغلقة، وتمكنوا بالتالي من الصمود تحت المباني، في مساحات صغيرة ومغلقة، فضلا عن أن بعضهم كان بحوزته ماء.

وكانت فرق الإنقاذ انتشلت أمس أيضا امرأتين من تحت الأنقاض في كهرمان مرعش مركز الزلزال الأول المدمر، إحداهما تبلغ من العمر 74 عاما، كما أنقذت في وقت سابق أمس امرأة تبلغ من العمر 46 عاما في مدينة قريبة من مركز الزلزال.

يشار إلى أن عدد الضحايا في تركيا تجاوز 36 ألف شخص، بحسب ما أعلنت اليوم هيئة إدارة الطوارئ. وأوضحت أن 36187 شخصا لقوا حتفهم حتى الآن، وأصيب 108068، فيما تم تسجيل أكثر من 4.3 ألف هزة ارتدادية في المنطقة.

من جهته، وجه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، نداء لمساعدة دولية لجمع مليار دولار لتركيا، وقال في بيان إن “التمويل الذي يغطي فترة ثلاثة أشهر، سيقدم مساعدة إلى 5,2 مليون شخص ويتيح لمنظمات المساعدة تعزيز دعمها الحيوي للجهود التي تبذلها حكومة” تركيا “التي ضربها زلزال يعد الأعنف منذ قرن”.

وحض “المجتمع الدولي على التحرك أكثر لتمويل هذا الجهد الحيوي للاستجابة لواحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في عصرنا”.

وأضاف “آن الأوان ليدعم العالم الشعب التركي كما فعلت بكل بساطة مع آخرين كانوا بحاجة لمساعدة”، لافتا إلى أن “الحاجات ضخمة والمعاناة كبيرة ولا مجال لهدر الوقت”.

أما في سوريا، فلم يتم العثور على ناجين تحت الأنقاض منذ 4 أيام، والآمال تلاشت بالعثور على أحياء. في حين ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 7328 بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما أكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن هناك الكثير من قتلى الزلزال دفنوا بدون تسجيلهم في المستشفيات وشدد على أن هناك الكثير من المفقودين في المناطق المنكوبة مصيرهم مجهول.

إلى ذلك، أشار إلى أن حجم الكارثة في المناطق بالشمال السوري أكبر بكثير من الإمكانيات المتوفرة.

وكانت منظمة الصحة العالمية أعربت أمس الأربعاء عن قلقها بشأن وضع السكان في منطقة شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها المعارضة وتعاني شحا في تدفق المساعدات منذ الزلزال الكارثي الذي وقع الأسبوع الماضي، فيما أكد مايك ريان المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية في إفادة صحفية من جنيف بأن تأثير الزلزال كبير على المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، إلا أنه اعتبر أن الخدمات موجودة، أما في الشمال الغربي أي في مناطق المعارضة فرأى أن الوضع كارثي بعد سنوات من الحرب، قائلا إن “النظام الصحي هش بصورة هائلة.. فالناس يعيشون جحيما”.

يذكر أن العديد من المفقودين ما زالوا تحت الأنقاض سواء في تركيا أو سوريا منذ الزلزال الذي وقع فجر السادس من فبراير، فيما يرجح العديد من المختصين ارتفاع أعداد القتلى بشكل كبير بعد.

وفي ظل انهيار آلاف المباني في 10 محافظات بجنوب تركيا، إثر الزلزال فضلاً عن إخلاء آلاف المساكن أيضا المعرضة لمخاطر الانهيار، بدأت أزمة “المشردين” تتفاقم في البلاد.

إذ بدأت السلطات تتعامل مع واحدة من أسوأ حالات التشرد في العالم، فيما تسعى الحكومة جاهدة لتوفير المأوى لمئات آلاف النازحين جراء الكارثة. فأكثر من مليوني شخص على الأقل في تركيا التي تضم 85 مليون نسمة، فقدوا منازلهم، وأضحوا بلا مأوى.

وأكد هيرديم دوجرول، سكرتير فرع ديار بكر لغرفة المهندسين المعماريين، أن ما لا يقل عن 420 ألف منزل دمرت بأكملها في مناطق الزلزال. وأوضح أن تلك الكارثة تركت ما لا يقل عن مليوني شخص بلا مأوى.

ووسط كل هذا الخراب، لم تجد السلطات أمامها سوى تحويل عشرات الملاعب والحدائق والمساحات العامة، فضلا عن المدارس وغيرها إلى ساحات لنصب الخيام من أجل إيواء النازحين. كما أشار إلى أن العديد من النازحين قضوا لياليهم في السيارات، أو حتى في العراء، وسط البرد القارس.

إلى ذلك، علقت الدراسة في الجامعات وطردت الطلاب من مهاجعهم في جميع أنحاء البلاد لإفساح المجال للنازحين، ما أثار انتقادات من الطلاب وعائلاتهم، بحسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال

فيما رجح الاتحاد التركي لأصحاب الفنادق إيواء أكثر من 100 ألف من النازحين في فنادق على مستوى البلاد. إلا أن كل تلك الإجراءات لم تخفف من انتقادات المتضررين والمعارضة السياسية على السواء، بسبب ما وصفوه باستجابة الحكومة غير المنظمة وغير الكافية، خاصة في أعقاب الزلازل مباشرة.

فقد اتهمت بعض منظمات المجتمع المدني التي بدأت جهود الإغاثة الخاصة بها هيئة إدارة الكوارث الحكومية “أفاد” بعرقلة المساعدات لتحقيق مكاسب سياسية قبل الانتخابات المقررة في وقت لاحق من هذا العام. وقالت مجموعة من النشطاء والسياسيين المعارضين إن العديد من شاحنات المساعدات صوردت من قبل الهيئة في منطقة أديامان .

الى ذلك، بدأت تطفو إلى السطح أزمة كبرى، تتجسد في المباني الآيلة للهدم. فقد أعلنت السلطات أمس الأربعاء أنها تخطط لهدم 50 ألف مبنى فورا تضررت ولم تعد صالحة. إلا أن تحذيراً صادماً صدر عن عمدة اسطنبول، أكرم إمام أوغلو خلال الساعات الماضية.

فقد حذر من أن نحو 90 ألف مبنى قد يتعرض لخطر الانهيار إذا ضرب زلزال كبير أكبر مدينة في لبلاد.

وقال في تصريحات تلفزيونية أمس، إن التقدير الحالي للمباني المعرضة لخطر الانهيار في أي زلزال قد يحصل يبلغ ضعف ما كانت تعتقده الإدارة السابقة. وأضاف أنه يجب التحرك بسرعة كبيرة لتحسين الهياكل والمباني وجعلها تتماشى مع قوانين البناء المفروضة في المناطق المعرضة للزلازل.

إلى ذلك، لفت إلى أنه تم العفو عن نحو 317 ألف مبنى مخالف خلال الفترة الماضية، محذراً من مغبة هذا الأمر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.

أتى ذلك، بعدما ألمحت السلطات التركية أمس إلى أنها تخطط للقيام بهدم عاجل لأكثر من 50 ألف مبنى تضررت بالزلزال المزدوج الذي ضرب 10 محافظات، ولا يمكن ترميمها وإصلاحها، بحسب ما أعلن وزير البيئة والتطوير التركي مراد قوروم. فيما أشار عدد من الخبراء إلى أن أكثر من 50 ألف مبنى انهار بالفعل أو يجب هدمها فورا، بينما تعرض 11 ألف مبنى لأضرار متوسطة و99 ألفا لضرر طفيف.

أما في “غازي عنتاب” و”هاتاي” فتضرر في كل منها أكثر من 12000 مبنى، وفي “كهرمان مرعش” تضرر ما يزيد عن 11000 مبنى.

<

p style=”text-align: justify;”>يشار إلى أن العديد من الانتقادات كانت وجهت خلال الأيام الماضية إلى الحكومة التركية، متهمين المسؤولين بالتغاضي عن معايير السلامة، واعفاء آلاف المباني المخالفة من العقوبات. فيما عمدت الشرطة والقوى الأامنية إلى إيقاف أكثر من 130 مقاولاً أثناء محاولاتهمن الهرب خارج البلاد، خوفاً من الملاحقة، وتحمياهم مسؤولية الاهمال وعدم مراعاة معايير السلامة في البناء، ما رفع عدد ضحايا الكارثة أكثر.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة