الانتخابات البلدية: توتر وصراعات في عقر دار الثنائي

الانتخابات البلدية: توتر وصراعات في عقر دار الثنائي

حسين عطايا

يخوض الثنائي أمل – حزب الله معركة لا هوادة فيها سراً وعلانية، الهدفُ منها تأجيل استحقاق الانتخابات البلدية ويسعيان بشكلٍ حثيث الى تأجيلها او التمديد لها، كما فعلوا العام الماضي، بحجة ان الدولة غير قادرة على إجراء الانتخابات البلدية مع الانتخابات النيابية، وقد حققا حينها ما اراداه.

اليوم وبعد نتائج الانتخابات النيابية، لا يختلف إثنان على ان الثنائي يخشيان من الانتخابات البلدية لاسبابٍ عدة أبرزها:

ـــ اولاً: الخلافات الثنائية ما بين أمل وحزب الله، حيث تشهد ساحات القرى والبلدات والمدن الجنوبية على وجه التحديد خلافات ومشكلات عديدة، الى حد تصل بين الحين والآخر الى حرب شوارع بين عصابات وميليشيا الطرفين، وهذا ما يجعل الاستحقاق الانتخابي في البلديات يزيد الشرخ اكثر فأكثر .

ــــ ثانياً: خلافات أمل الداخلية، حيث تشهد ساحة الجنوب وهي الأبرز على صعيد حركة أمل خلافات داخلية ما بين القيادات المركزية وقيادات المناطق نتج عن استحقاق الانتخاب النيابي والذي ولد مشكلات وحساسيات داخلية بين فاعليات قيادية خصوصاً في منطقة صور، ومنها ما يصل الى خلافات وراثة الحركة بعد نبيه بري .

ـــ ثالثاً: نتائج الانتخابات النيابية وما نتج عنها من خروقات ، وتطور ذهنية الجنوبيين نحو المجتمع المدني، بعدما تراكمت نِسب الفساد التي تجتاح المجتمع الجنوبي من طرفي الثنائي، وهنا نستذكر أزمة الادوية والمحروقات والتي كان أبطالها قيادات وفاعلين من طرفي الثنائي، على مستوى إحتكار الادوية والمحروقات .

فقيادة الثنائي مرتبكة ومتخوفة من خروقات كُبرى في المدن والقرى والبلدات الجنوبية، لا سيما في دائرتي الجنوب الثانية والثالثة، حيثُ تُنبيُ استطلاعات الرأي أو الاحصاءات التي يقوم بها الطرفان بأن حتمية الخسارة في بعض القرى والبلدات وعلى مستوى المدن الُكبرى قد يحصل في هذه الانتخابات .

ــــ رابعاً: الانتخابات البلدية والقروية، أي المجالس البلدية والاختيارية لها حسابات مختلفة، حيث تدخل فيها العائلية واجباب العائلات وهنا تكمن المشكلة الحقيقية حيثُ يصعب على طرفي الثنائي التحكم بردات فعل العائلات نتيجة الاوضاع الصعبة التي يعيشها الجنوبيون اليوم في ظل الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، عدا عن الضغينة الكبرى التي ولدت بعد سيل عمليات الاحتكار التي كان أبطالها قيادات في الثنائي أمل – حزب الله، وهذا حقيقة ما يُؤرِق  قيادة الثنائي ويدفعهما الى السعي لتأجيل الاستحقاق البلدي .

من هنا ، فإن ما حصل في جلسة اللجان المشتركة من صِدام ليس بريئاً، خصوصاً بعد ان طرح رئيس حزب الكتائب بتمويل الانتخابات البلدية من حقوق السحب الخاصة “SDR “وهذه  ليست المرة الاولى التي تحدث بل أحياناً كانت تحصل عمليات صرف مبالغ لتنظيف الوزارات تتم من هذه المبالغ، وهنا كانت ردة فعل نائبي أمل غازي زعيتر وعلي حسن خليل عاصفة وغير متوقعة وهي ناتجة عن توتر القيادتين في أمل وحزب الله والتخوف من نتائج الانتخابات، وهو ليس توتر صُدفةً او عابر .

 لذلك، فإن استحقاق الانتخابات البلدية، فعلياً وجدياً يُسبب القلق لكِلا الطرفين لان ١٧ تشرين غيرت في المزاج الشعبي الجنوبي، وبالتالي أصبحت نتائجها غير متوقعة وليست معروفة كما الاستحقاقات السابقة، وهذا ما يدفعهما إلى العمل الجدي لتأجيل الاستحقاق سنة على الاقل، لعل يحدث ما يُعيد لهما القدرة على مسك زمام المبادرة في استعادة السيطرة على زمام الأمور .

 

Visited 6 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني