القصف الصاروخي.. رسالة واضحة المعالم

القصف الصاروخي.. رسالة واضحة المعالم

حسين عطايا

    لا شك في أن عمليات القصف الصاروخي الذي استهدف الجليل الغربي في فلسطين المحتلة، أتى في وقت خطير جدا تعيشه إسرائيل، ويحتاجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ليجمع من حوله المعارضة كما الموالاة المؤلفة منها حكومته، وبالتالي فإن من قام بعمليات القصف يعد كأنه حليف لنتنياهو أو صديقٌ مخلص له، أدى له خدمة جيدة وفي وقتها .

 هذا الأمر يؤكد أن من قام بعملية القصف، أراد من خلالها إرسال رسائل عدة، أبرزها للداخل اللبناني والخارج العربي والدولي .

 –  للداخل اللبناني حيث أراد أن يوصل رسالته بأنه هو القادر على جر البلاد إلى حرب، في حال لم تؤخذ هواجسه ومخاوفه على محمل الجد، في أن يكون الرئيس العتيد من محوره ويؤمن له الحماية ولا يطعنه بالظهر .

–  للخارج العربي وإلى الخماسية، الذين يبحثون عن حل لرئاسة الجمهورية، ليقول، مهما طرأت من مستجدات، وخصوصاً الاتفاق الإيراني السعودي، فأنا من يُمسك بالأرض، وبالتالي القرار لي، وعليكم الوقوف على خاطري في موضوع رئاسة الجمهورية .

من هنا كانت الرسائل المتعددة تقف خلف الصواريخ اللقيطة إذ لم تجد أحداً يتبناها على الإطلاق .

فحزب الله أصدر بياناً على الفور تبرأ فيه منها، كما أن حماس أصدرت بياناً نفت علمها بالأمر. يبقى الموضوع أن تلبسه إحدى المجموعات الفلسطينية والتي تدور بفلك حزب الله والممانعة .

لكن أهم ما في أمر الصواريخ هذه أنها قدمت هدية مجانية لنتنياهو، حيث وحدت المجتمع السياسي الإسرائيلي خلف الحكومة اليمينية المتطرفة، والتي كان الشارع الإسرائيلي حتى الأمس القريب يتظاهر ضدها.

وأيضاً لم تكن إسرائيل بعيدة عن تجهيل الذي يقف خاف الصواريخ، فبيانها الأول جاء فيه أن هذه الصواريخ لا يقف خلفها حزب الله، بل كالت الاتهامات لحركة حماس، وبالتالي أصدرت القيادة العسكرية أنها وبناء على استشارة القيادة الأمنية، بأن الرد سيكون في قطاع غزة وبقوة. موضعي في جنوب لبنان، أي أن إسرائيل بذلك لازالت تلتزم بقواعد الاشتباك المتفق معها مع حزب الله منذ العام 2006 .

ولكن الغريب في ظل هيمنة حزب الله على الركة السياسية في لبنان واحتكاره الأمن والهيمنة في جنوب الليطاني، خصوصاً والجنوب اللبناني عموماً لا يمكن أن تُنقل هذه الأعداد من الصواريخ من دون علمه بالأمر ومن دون مساعدته اللوجستية والعملاتية، وبذلك لا يمكن أن تبقى الصواريخ مجهولة التوقيع على الإطلاق، بل يقف خلفها حزب الله بكل وضوح، بينما يتحمل عِبؤها قطاع غزة وحركة حماس، وبذلك تكون رسالة الصواريخ واضحة المعالم، حتى تكاد تُتهم بالعمالة والتحالف مع نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، وما تُقدم عليها في فلسطين المحتلة .

أما في لبنان فسيعود كل شيء إلى طبيعته.. وكأن شيئاً لم يكن .

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني