اليوم 405 للحرب: نجاحات روسية في باخموت وشي وماكرون لعودة السلام في أوكرانيا
السؤال الآن ـــ وكالات وتقارير
في اليوم 405 للحرب، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استهداف مركز للقيادة والمراقبة وتدمير مستودعين للذخيرة تابعين للقوات الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية في إحاطة إعلامية: “قامت وسائل الدفاع الجوي، خلال يوم واحد، باعتراض قذيفتين من منظومات راجمات صواريخ “هيمارس”، كما تم تدمير 11 مسيرة أوكرانية في بلدتي أولغينكا وبريفولنوي بجمهورية دونيتسك الشعبية، وبلدتي كارمازينوفكا ونوفوكراسنيانكا بجمهورية لوغانسك الشعبية، وبلدة ريموفكا بمقاطعة زاباروجيا”.
وأعلن الجيش الأوكراني أن روسيا حققت نجاحا تكتيكيا في مناطق بباخموت، لكنها تكبدت خسائر فادحة. وقالت كييف إن موسكو تركز كل جهودها على السيطرة على مدينة باخموت شرق البلاد، ووصفت الوضع بأنه “صعب”، لكنها أشارت إلى أنها صامدة رغم التفوق العددي للقوات الروسية. وأفاد المتحدث باسم القيادة العسكرية الشرقية، سيرهي تشيرفاتي، لرويترز بأن أوكرانيا تسيطر على الوضع في باخموت وتدرك النوايا الروسية وأن موسكو حققت نجاحا تكتيكيا في بعض الأماكن، لكنها تدفع ثمنا باهظا مقابل ذلك.
هذا واستهدف الطيران الروسي، صباح اليوم، موقع الحرس البحري الأوكراني في محافظة خيرسون، حيث بلغت خسائر الأوكرانيين حوالي 50 جنديا. وقال أندريه روليف، رئيس مركز الإعلام في التشكيل العسكري “دينيبر” للإعلام المحلي، إن جنود مدفعية “دينيبر” دمروا اثنين من فرق المدفعية المتحركة التابعة للجيش الأوكراني في مناطق البلدات الساحلية في بيريغوفي ونيكولسكوي.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية، اليوم إن روسيا استولت على الضفة الغربية لنهر باخموتكا، مما يعرض للخطر طريقا رئيسيا للإمداد في أوكرانيا، وذلك في إطار مساعيها للسيطرة على مدينة باخموت الشرقية المدمرة. وتابعت الوزارة قولها على تويتر في نشرة دورية “روسيا حققت المزيد من المكاسب، وقد تقدمت الآن على الأرجح إلى وسط المدينة.. من المرجح أن يكون طريق الإمداد الأوكراني الرئيسي 0506 إلى غرب المدينة مهددا بشدة”.
ويوم أمس الخميس، اشتبكت القوات الأوكرانية والروسية في مدينة باخموت المدمرة بشرق أوكرانيا والتي أصبحت رمزا لتحدي كييف، بينما قُتل سبعة مدنيين في قصف مدفعي أوكراني على مناطق تسيطر عليها روسيا. وقال جنود أوكرانيون في خنادق على مشارف باخموت مباشرة، إنهم جاهزون لشن هجوم مضاد طال انتظاره بمجرد تحسن الطقس. وفي أماكن أخرى، يتدرب مجندون أوكرانيون آخرون على أداء مهام قتالية جديدة.
وكان قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية يفيغني بريغوجين قال في مقطع فيديو نشر على تليغرام أمس إن السيطرة على باخموت قد تتطلب ما يتراوح بين 3 و4 أسابيع. وأضاف أن روسيا ما زالت تسعى إلى قطع خطوط الإمداد عن الأوكرانيين الذين يدافعون عن باخموت، مما سيمكنهم من دخول المدينة من عدة اتجاهات والمضي قدما في “تدمير الأهداف العسكرية الرئيسية”. وأقرّ بريغوجين بأن مقاتليه يتكبدون خسائر متزايدة في الحرب في أوكرانيا، وذلك خلال زيارته مقبرة قال إنها “لا تنفكّ تكبر”.
وفي مقطع الفيديو، ظهر قائد فاغنر واقفا أمام عشرات المدافن التي تعلو كلا منها صلبان ووُضعت عليها أكاليل من الزهور. وقال في الفيديو “نواصل دفن مقاتلي فاغنر هنا ولا مشكلة في ذلك حتى اليوم. سنعمل على تحسين هذه المقبرة وجعلها نصبا تذكاريا للأجيال المقبلة”، مضيفا “نعم (المقبرة) تكبر. أولئك الذين يقاتلون يُقتلون أحياناً. هكذا تسير الحياة”.
ووفقا للتقديرات الغربية، فإن خسائر القوات الروسية مجتمعة (الجيش الروسي ووحدات فاغنر والانفصاليين الموالين لموسكو) منذ بدأت الحرب قد تصل إلى أكثر من 150 ألفا ما بين قتيل وجريح.
شدد الرئيسان الصيني شي جينبينغ والفرنسي إيمانويل ماكرون في إعلان مشترك، الجمعة، على “دعم كلّ الجهود الرامية لعودة السلام إلى أوكرانيا”.
جاذ ذلك في الإعلان المشترك في ختام زيارة قام بها الرئيس الفرنسي إلى الصين. وأكّد الإعلان أنّ البلدين “يعارضان الهجمات المسلّحة على محطات الطاقة النووية والمنشآت النووية السلمية الأخرى” ويدعمان الجهود التي تبذلها الوكالة الدولية للطاقة الذرية “لضمان سلامة محطة زابوريجيا” النووية.
ولم يأت النصّ على ذكر روسيا، كما أنه لم يتضمّن إدانة لهجومها على أوكرانيا. وشدّد الإعلان المشترك على “أهمّية” أن تحترم “جميع أطراف النزاع” القانون الدولي الإنساني “بدقّة”.
يأتي ذلك فيما علق الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بكين، مؤكدا أن الصين لا تغير موقفها تحت تأثير خارجي.
وقال الكرملين، الجمعة، إنه تابع “المحادثات المهمة” بين الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الفرنسي ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبي أورسولا فون دير لايين. وأثارت صورة للرئيس الفرنسي ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية، خلال اجتماع ثلاثي مع الرئيس الصيني، على طاولته العملاقة في بكين، سخرية مواقع التواصل في فرنسا بسبب المسافة الكبيرة بين السياسيين الجالسين على الطاولة الكبيرة المستديرة.
وذكرت وكالة “نوفوستي” الروسية أن الكثيرين استذكروا الزيارة الأخيرة التي قام بها الزعيم الصيني إلى موسكو، حيث جلس الأخير والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على مسافة قريبة خلال محادثاتهما.
وأكد ماكرون والرئيس الصيني خلال مؤتمرهما الصحافي المشترك، الخميس، في بكين، على ضرورة بدء مفاوضات في أوكرانيا بأسرع وقت، ورفضا بشدة أي احتمال لاستخدام السلاح النووي خلال الأزمة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها تعمل على تحديد مصدر تسريب وثائق سرية تفصل إستراتيجية الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لدعم أوكرانيا في وجه الهجوم الروسي، نشرت الأسبوع الماضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي على ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
من جانب اخر، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن الناتو يراقب إجراءات روسيا عن كثب في ضوء التصريحات حول نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، لكنه لا يخطط لتعديل وضع قواته حتى الآن.
وقال بلينكن في مقابلة مع مجموعة “فونكه” الإعلامية: “سيتخذ الناتو دائما الإجراءات التي يراها مناسبة لحماية الأراضي وضمان أمن أعضاء الحلف، لن أتحدث هنا وأقول ما سيفعله الحلف أو ما لن يفعله”.
ندّدت موسكو اليوم الجمعة بإلغاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، كما حددت الإطار العام لأي مفاوضات سلام تنهي الحرب المستمرة مع كييف منذ أكثر من عام. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته إلى أنقرة “إذا لم يحدث تقدّم على صعيد إزالة العوائق أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية، فسنتساءل عمّا إذا كان هذا الاتفاق ضرورياً”.
وفي سياق متصل، أعلن لافروف أنّ أيّ مفاوضات سلام بشأن أوكرانيا يجب أن يكون مرتكزها الأساسي قيام “نظام عالمي جديد” لا يخضع لهيمنة الولايات المتّحدة.