بعد غياب زوجته.. أي مصير للتراث الأدبي والفكري لبورخيس؟

بعد غياب زوجته.. أي مصير للتراث الأدبي والفكري لبورخيس؟
باريس – المعطي قبال
 
   توفيت في 26 من مارس الماضي بالأرجنتين،عن سن 86 عاما، الكاتبة والمترجمة مارية كوداما، عقيلة الراحل خورخي لويس بورخيس(1899-1986). بما أنها لم تترك وصية للتصرف في إرث صاحب «الألف» و«حديقة المسارب المتشعبة» الخ… فإن هذا الإرث أصبح محط مزايدات ومطالب من طرف خمسة من أحفاد، أبناء أخ مارية كوداما. وقد تقدم هؤلاء أمام محكمة بوينس إيريس لإثبات أحقيتهم في هذا الإرث. وسبق للممثل الشرعي لمارية كوداما، فيرناندو سوتو أن أعلن في تغريدة أن خمسة من أبناء أخ كوداما قد أعلنوا عن الرابطة التي تجمعهم من جهة والدهم لمارية كوداما. «أنا جد سعيد وهذا يبعث على الطمانينة كون الأحفاد تقدموا بصفتهم ورثة. هكذا ستدشن مرحلة جديدة في الحفاظ على نتاج بورخيس»، يشير فيرناندو سوتو في تغريدته. ويبدو الورثة على عجلة من أمرهم، إذ سيطالبون، فور قبول صلة القرابة من طرف المحكمة، بتقييم شامل للإرث الذي سيتصرف فيه كل واحد منهم.
يتضمن الإرث مخطوطات، رسوم أصيلة، والمكتبة الشخصية للزوجين، وكذا شهادات الأوسمة التي تلقاها بورخيس إضافة إلى الممتلكات العقارية وحقوق الملكية الثقافية لكل الأعمال التي امتلكها بورخيس وزوجته. هذا معناه توزيع وتقسيم لنتاج بورخيس وزوجته. ونعرف كيف يتحول هذا النتاج في حالة الإشراف عليه من طرف عدة أشخاص. فيما كانت زوجته، التي تعرف عليها في سن السادسة عشرة والتي كان يسميها بلقب محبب «ابنة الساموراي»، الوريثة الوحيدة التي استفادت من حقوق النشر لأعمال لا تزال تتمتع بشهرة عالمية ولم تتقادم في سوق المبيعات.
وبالنظر إلى تدخل بورخيس في العديد من المواضيع، أدب، فكر، إستيتيقا، سينما، رياضة، سياسة الخ… فإن القاريء يجد حتما متعته وضالته في نص ما من نصوصه. وتعتزم دار بانجوان راندوم هاوز للنشر التي تمتلك حقوق النشر باللغة الإنجليزية، الاستمرار في مشاريع نشر أعماله، وفي هذا الصدد ستعيد الدار إصدار ديوان «حماسة بوينوس إيريس» (الصادر عام 1923) بمناسبة 100 عام على ولادة بورخيس.
ليس هذا الأخير الوحيد الذي ترك إرثه مفتوحا على الرياح الأربع، بل ثمة كتاب آخرين لم يحسموا في مسألة الميراث ليتركوا الورثة يترددون على ردهات المحاكم. صحيح أنه ورث زوجته مارية كوداما التي لم تفصل بشكل قانوني قاطع في المسألة الشيء الذي قد يترك للمحامي سوتو ومحامين آخرين اليد الطولى في هذه القضية. وهذا معناه أن اعتبارات المال قد تشوش على الرسالة الأدبية والفكرية لواحد من أهم الكتاب العالميين.
Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

المعطي قبّال

كاتب ومترجم مغربي - رئيس تحرير مساعد لموقع "السؤال الآن".