بوتين يتوعد بالرد على قصف موسكو وقائد فاغنر غاضب من شويغو
السؤال الآن ــ وكالات وتقارير
توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرد على هجمات المسيّرات التي طالت العاصمة موسكو.
وقال في تصريحات، اليوم إن تلك الهجمات استهدفت مواقع مدنية في العاصمة، مشددا على أنها محاولة لترهيب المواطنين الروس والبلاد برمتها، ومؤكدا أن موسكو تحتفظ بحق الرد.
وأثنى على الدفاع الجوي الروسي، مؤكدا أنه عمل بشكل صحيح لمواجهة الهجمات، ووعد بتعزيز أنظمة الدفاع الجوية في البلاد بشكل أكبر.
وكشف أن تلك الهجمات الأوكرانية بالدرون، أتت رداً على استهداف القوات الروسية قبل يومين، مقر جهاز المخابرات في كييف، وفق ما نقلت فرانس برس.
وقال: “لم يخدعونا ويقولوا لنا إنه لن يكون هناك أي تحرك للناتو باتجاه الشرق فحسب، بل وصلوا إلى أوكرانيا أيضاً. ففي عام 2014، كما تعلمون، قاموا بالانقلاب وبدأوا، ببساطة، في القضاء على كل من يرغب بطريقة أو بأخرى في بناء علاقات طبيعية مع موسكو، بالإضافة إلى ذلك، بدأوا حرباً في دونباس”.
بدوره، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، ووزارة الخارجية الروسية، أن البلاد تحتفظ بحق اتخاذ أشد الإجراءات ردا على الهجمات الأوكرانية بالمسيرات.
كما اعتبرت الخارجية في بيان، أن تصريحات الغرب بأن أوكرانيا لن تهاجم الأراضي الروسية مجرد نفاق. ورأت أن الدعم الغربي المتزايد دفع القوات الأوكرانية نحو أعمال إجرامية متهورة.
وكانت كييف نفت في وقت سابق اليوم، أي علاقة لها بتلك الهجمات. وقال مستشار الرئيس الأوكراني، ميخايلو بودولاك، لقناة “بريكفاست شو” على يوتيوب: “بالطبع نحن سعداء بمشاهدة تلك الهجمات على موسكو، ونتوقع زيادتها”، لكنه أضاف “بالطبع ليس لدينا علاقة مباشرة بها”، وفق ما نقلت رويترز.
يذكر أن هجمات الدرون على موسكو أتت بعدما تعرضت كييف لعدة هجمات خلال الأيام الماضية، آخرها كان بأكثر من 20 طائرة مسيرة ليل الاثنين الثلاثاء. ومنذ فترة، ارتفعت الهجمات على الحدود الروسية ــــ الأوكرانية وفي الداخل الروسي أيضاً، سواء عبر المسيرات أو الصواريخ.
وفيما اتهمت موسكو كييف بالتورط، نفت الأخيرة استهداف الأراضي الروسية، لاسيما أن العديد من الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا، والتي أغدقت عليها السلاح وأنظمة الصواريخ المتطورة، ربطت تلك المساعدات بشرط عدم استهداف الداخل الروسي.
من جهتها، بعد الضربات مسيّرات استهدفت مباني عالية في العاصمة الروسية موسكو، شددت الولايات المتحدة على أنها لا تؤيد تنفيذ هجمات داخل روسيا. لكنها قالت إن روسيا تتحمل مسؤولية الحرب مع أوكرانيا، وفق فرانس برس. وصرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أنه “بشكل عام لا نؤيد تنفيذ هجمات داخل روسيا”، مضيفاً: “نركز على تزويد أوكرانيا بالمعدات والتدريب الذي تحتاجه لاستعادة السيادة على أراضيها“.
كما أضاف أن الولايات المتحدة ما زالت تقيّم ما حدث في موسكو، حيث استُهدفت أبنية سكنية لأول مرة منذ بدء العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا. فيما أفاد بأن روسيا نفذت ضربات جوية في كييف، الثلاثاء، للمرة الـ17 في مايو. وأردف: “بدأت روسيا هذه الحرب غير المبررة على أوكرانيا”، لافتاً إلى أنه “يمكن لروسيا وضع حد لها في أي لحظة عبر سحب قواتها من أوكرانيا بدلاً من شن هجمات على المدن والشعب الأوكراني كل يوم”.
واليوم شن قائد فاغنر يفغيني بريغوجين، هجوماً شرساً على الأركان الروسية ووزارة الدفاع برئاسة سيرغي شويغو، عقب هجوم المسيّرات الذي شهدته العاصمة موسكو. وأكد بريغوجين في تسجيل صوتي على قناته في تليغرام، أنه كان قلقاً من هجوم المسيرات هذا.
كما أضاف الرجل المثير للجدل، الذي انخرط في نزاع مرير مع القيادة العسكرية الروسية خلال الأشهر الماضية، أن وزارة الدفاع لا تفعل شيئًا على الإطلاق لمواكبة التطور الحاصل في قاع تكنولوجيا الطائرات بدون طيار.
ووجه العديد من الشتائم إلى المسؤولين، قائلا: “أنتم حيوانات كريهة الرائحة وخنازير، ماذا تفعلون جالسين.. انهضوا من مكاتبكم للدفاع عن هذا البلد”. وتساءل “لماذا تسمحون لهذه الطائرات بدون طيار بضرب موسكو؟“. كما اتهم وزير الدفاع بالتغاضي عن فعل أي شيء لصد التهديدات. وزعم أنه حذر مرارا وتكرارا من تهديدات مماثلة، إلا أن المسؤولين لم يفعلوا شيئًا لمنعه.
أتى ذلك، بالتزامن مع تأكيد شويغو أن العاصمة تعرضت لهجمات بالمسيرات، إلا أن الدفاعات الجوية تصدت لها.
وأوضح أن القوات المسلحة تعمل على تحسين قدرة استخدام الطيران في سياق العملية العسكرية الخاصة، والاستجابة بسرعة للتهديدات الناشئة. وشدد خلال اجتماع عسكري على أن “الوضع المتغير باستمرار واستخدام العدو لأنواع مختلفة من الأسلحة الغربية، يتطلب الرد السريع للتهديدات الناشئة“.
كما اعتبر أن الدول الغربية تضغط على كييف لتنفيذ عمليات هجومية واسعة النطاق على الرغم من الخسائر الكبيرة للقوات الأوكرانية، مؤكداً أن شحنات الأسلحة الغربية أهداف مشروعة لبلاده.
يشار إلى أن المعارك التي شهدتها مدينة باخموت خلال الأشهر الماضية، كانت بلورت بقوة الخلافات بين قائد فاغنر والأركان الروسية، وألقت الضوء بشكل كبير على تراجع العلاقة بين بريغوجين والقيادة العسكرية في موسكو، إذ اتهمها مراراً “طباخ بوتين” كما كان يلقب لقربه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالخائنة والمتقاعسة. كما اتهمها بحجب السلاح والذخيرة عن قواتها، ما كبده خسائر فادحة في أوكرانيا، كذلك حذر مؤخراً من ثورة كبرى في روسيا إذا استمر هذا النهج.