سيناريو الجلسة 12 .. اوراق بيضاء وتطيير النصاب
حسين عطايا
لايختلف إثنان على أن الرئيس نبيه بري ، احد رُكني الثنائية الشيعية مع شريكه حزب الله ، واللذان يحتكران حصرياً تمثيل الطائفة للشيعية الكريمة ، بقوة الامر الواقع ، نتيجة الهيمنة على قرارها ، وهو ما أثبتته الانتخابات النيابية الاخيرة التي جرت العام الماضي في شهر ايار- ماي وما رافقها من تعديات على الحريات العامة وحرية كل من يُعارض رأيهما ولو بالقوة ولا ننسى طبعاً مقولة ” المجد لكاتم الصوت ” ، وهذا ينعكس بما يُسمى فائض القوة الذي يعطيهما ملكية غير قانونية لمفاتيح المجلس النيابي حيث قرار فتح المجلس او إغلاقه يعود القرار فيه لنبيه بري حصراً وكأنه ملكيةً فردية . وهذا الامر تسبب في آطالة امد فترة الفراغ والشغور الرئاسي للشهر الثامن على التوالي .
اليوم وبعد ان تقاطعت المعارضات على إسم المرشح جهاد ازعور ، اصبحت إلزامية الدعوة لجلسة مجلس النواب واجبة وضرورية ، وهي لا تقف عند هذا الحد ، اي ليست دستورية الدعوة او قانونيتها هي التي حتمت على الرئيس بري توجيه الدعوة للنواب لحضور جلسة انتخاب في الرابع عشر من الشهر الجاري ، بل زد عليها ما تداولته المعلومات عن رسائل واضحة من الادارة الامريكية ونقلتها له السفيرة دورثي شيا منذ ايام والتي تحوي تهديد مُباشر بفرض عقوبات تحت وصاية “قانون ماغنتسكي” والتي ستطال القريبين منه او هو شخصياً في حال طال امد عدم الدعوة لجلسة انتخاب رئاسية اي تعطيل اعمال المجلس النيابي، هذا الامر حتم على الرئيس بري الدعوة وقبل يوم من المهلة التي كان قد حددها منذ فترة بأنه سيدعو لجلسة قبل الخامس عشر من شهر حزيران – يونيو الجاري .
لكن هذه الجلسة حتماً لن يتمخض عنها انتخاب رئيس بل سيتكرر السيناريو الذي رافق الجلسات الحادية عشر والتي مضت حين كان وشركائه يقترعون بالورقة البيضاء ، حيث ستُعقد الجلسة الاولى والتي لن يحصل خلالها احد المرشحين على ست وثمانين صوتاً أي ثلتي اصوات النواب ، وبالتالي سيتم تطيير النصاب قبل افتتاح الجلسة الثانية ، وهذا ما سيؤدي الى فض الجلسة وقد يدعو لجلسة أخرى في وقتٍ لاحق .
هذا السيناريو محسومٌ لان الثنائي وبعض حلفائه يخشون من ان يحصل المرشح جهاد ازعور على الاكثرية المطلقة في الجلسة الثانية اي ما نسبته خمس وسون صوتاً وبالتالي يفوز ويخسر مرشحهم والذي لن يحصل على اكثر من إثنان وخمسون صوتاً في احسن الاحوال .
إذاً هذه الجلسة ستكون بداية لفتح حوار بين الاطراف وسيصل الامر الى انسحاب المرشحين والتوافق على مرشح ثالث يتوافق عليه الجميع .
إذاً اصبح من الواضح للعيان بأن الجميع ينتظرون كلمة السر والتي ستأتي من خلف البحار ، ليُصار فيما بعد الى التئام المجلس النيابي وانتخاب رئيس عتيد للجمهورية اللبنانية بعد ان تحدث تسوية ما إقليمية وبغِطاءاً دولياً بين رُعاة اولياء الامر فتتغير موازين القوى الداخلية وتلتحق بقطار التسوية الموعودة ، هذا الامر إعتاد عليه اللبنانيون على مدى الحقبات الماضية ومنذ الاستقلال ، وبالتالي يُعبر على أن الطبقة السياسية الحالية قاصرةً ولا تصلُح لقيادة البلاد ، فالمطلوب تغييراً جذرياً في البلاد إن على مستوى ذهنية العمل السياسي ، او على مستوى الشعب والذي اعتاد الزبائنية السياسية مع زعمائه ، وهذا الامر لايبني حياةً سياسية فعالة على المستوى الوطني .
Visited 9 times, 1 visit(s) today