أوكرانيا تتقدم نحو باخموت وقائد فاغنر يصف ما حصل بـ “العار” .. وخطاب مزيف لبوتين
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
أعلنت أوكرانيا اليوم “عمليات عن تنفيذ عمليات هجومية في بعض قطاعات الجبهة، معلنة إحراز تقدم قرب مدينة باخموت، في وقت تحدث فيه مسؤولون أميركيون لصحيفة نيويورك تايمز عن مؤشرات بدء كييف هجومها المضاد.
وأضاف المسؤولون الأميركيون الذين تحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هوياتهم أن تصاعد هجمات أوكرانيا مؤخرا كان مؤشرا محتملا على أن هجوم كييف المضاد المخطط له منذ فترة طويلة ضد القوات الروسية قد بدأ.
وبحسب نيويورك تايمز، فقد استند المسؤولون الأميركيون في تقييمهم جزئيًا إلى معلومات من الأقمار الصناعية العسكرية الأميركية، التي رصدت زيادة في العمليات من المواقع العسكرية الأوكرانية، حيث تمتلك تلك الأقمار الصناعية قدرات الأشعة تحت الحمراء لتتبع نيران المدفعية وإطلاق الصواريخ.
ونقلت رويترز عن وزير الخارجية الأوكراني قوله “لدينا ما يكفي من الأسلحة لبدء الهجوم المضاد“.
وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن بلاده تعتقد أن هجوم كييف المضاد على روسيا سيعيد الأراضي الأوكرانية المهمة إستراتيجيا من قبضة موسكو.
وأضاف سوليفان في حديث مع محطة “سي إن إن” (CNN) الأميركية أن بلاده مستمرة في دعم أوكرانيا ضد العدوان الروسي، على حد وصفه.
وتقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى مزيد من الأسلحة، ومنها الصواريخ بعيدة المدى، للدفاع عن نفسها في مواجهة الهجمات الروسية، ولاستعادة السيطرة على أراضيها المحتلة.
في غضون ذلك، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني غانا ماليار إن “العملية الدفاعية (لاوكرانيا) تشمل عمليات مضادة. من هنا، في بعض القطاعات، ننفذ عمليات هجومية“. وأضافت في تدوينه على تطبيق تلغرام أن “قطاع باخموت يبقى محور العمليات القتالية. نتقدم هناك على جبهة واسعة نسبيا ونحرز نجاحات ونحتل المرتفعات. العدو في موقع دفاعي”.
بدوره، قال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي إن قواته تواصل التقدم قرب باخموت التي أعلنت روسيا السيطرة عليها بعد أشهر من المعارك الدامية. وأضاف أن قواته نجحت في تدمير موقع روسي قرب باخموت، مضيفا عبر تطبيق تليغرام للمراسلة “نواصل المضي قدما”.
من جانبها، أكدت روسيا أنها صدت هجوما واسع النطاق في شرق أوكرانيا وجنوبها، مشيرة إلى أنها كبدت الأوكرانيين خسائر جسيمة.
لكن المسؤولة الأوكرانية في وزارة الدفاع لم تدل بأي معلومات عن القرى الواقعة جنوب منطقة دونيتسك وتلك المجاورة لزاباروجيا، حيث اكدت موسكو أنها صدت الجنود الأوكرانيين.
من ناحية ثانية، أكد قائد مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين أن القوات الأوكرانية استعادت جزءاً من بلدة بيرخيفكا شمال باخموت في الشرق الأوكراني، واصفا ما حصل بـ “وصمة العار”.
كما أكد في تصريحات على تليغرام، اليوم أن قواته أسرت ضابطاً روسياً. ونشر الرجل المثير للجدل شريط فيديو لاستجواب الضابط الذي عرف عن نفسه بأنه “المقدم رومان فينيفيتينوف، قائد اللواء 72 الآلي”. وجدد اتهاماته للقوات الروسية بتفجير الطرقات في باخموت حيث كان مقاتلو فاغنر. كذلك اتهم الدفاع الروسية بإعطاء الأوامر لجنودها بإطلاق النار على عناصر “مجموعته العسكرية”.
ورفض رفضا قاطعا مقترح ما يسمى فيلق “الحرية لروسيا” بشأن إجراء صفقة لتبادل الأسرى بين الطرفين.
وكان فيلق “الحرية لروسيا” اقترح على بريغوجين إجراء صفقة لتبادل الأسرى يقوم فيها الفيلق بإطلاق سراح القوات الروسية وحرس الحدود الروس الذين يتواجدون في الأسر لدى الفيلق مقابل إطلاق سراح رومان فينيفيتين.
من جهة ثانية، بثت عدة إذاعات روسية تعرضت لعملية “قرصنة” اليوم الاثنين خطابا زائفا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتحدث عن “غزو” أوكراني ويعلن فرض الأحكام العرفية في المناطق الحدودية، بحسب ما أفادت به السلطات الروسية.
وبثت عدة إذاعات في المناطق الحدودية هذا “الخطاب” الذي يؤكد أن “القوات الأوكرانية المدججة بالسلاح.. والمدعومة من واشنطن، اجتاحت مناطق كورسك وبيلغورود وبريانسك”، وفق السلطات المحلية. وكان الصوت الذي يلقي الكلمة يشبه كثيرا صوت بوتين ونبرته.
وأعلنت الرسالة المنسوبة لبوتين والتي تناقلتها بعض الشبكات الاجتماعية، فرض الأحكام العرفية في هذه المناطق وتوقيع مرسوم رئاسي قريبا يفرض التعبئة العامة في روسيا، داعية السكان المحليين إلى إخلاء مناطقهم.
وجرت القرصنة في ظل عمليات توغل وقصف متزايدة منذ أسبوعين في منطقة بيلغورود، حيث يهاجم مقاتلون روس مؤيدون لأوكرانيا القوات الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات الأنباء الروسية “إنها فعلا عملية قرصنة، نحن على علم بها”، مؤكدا أن الإذاعات المعنية عاودت السيطرة على موجات بثها.
من جهتها، أفادت سلطات بيلغورود بأن “المعلومات حول اجتياح للقوات الأوكرانية في منطقة بيلغورود وفرض الأحكام العرفية والتعبئة العامة والإجلاء.. معلومات زائفة”.
وأكدت خلية الأزمة التي شكلتها السلطات عبر تطبيق تليغرام أن “هدف هذه الرسالة هو بث الذعر بين السكان المسالمين”، داعية إلى “الحفاظ على الهدوء” والاعتماد حصرا على مصادر المعلومات “الموثوقة”.
وفي منطقة فورونيج الحدودية التي تعرضت بعض الإذاعات فيها للقرصنة، أكدت السلطات للسكان أنه “ليس هناك ما يدعو إلى القلق”، وكتبت على تليغرام “الوضع في المنطقة تحت سيطرة السلطات وقوات حفظ النظام”.
وذكرت إذاعة “مير”، إحدى الإذاعات المستهدفة، أنها فقدت السيطرة على موجات ترددها لحوالي 40 دقيقة بعد الظهر، مؤكدة أن كل ما تم بثه في هذه الفترة هي “أخبار زائفة تماما واستفزازية”.
وسبق أن تعرّضت عدة إذاعات وشبكات تلفزيونية روسية في فبراير/شباط لعمليات قرصنة أدت إلى بث إنذارات زائفة بحصول هجمات جوية.
وتنفي كييف إرسال أي قوات إلى الأراضي الروسية، وتقول إن عمليات التوغل البرية المتفرقة التي وقعت في الأشهر الثلاثة الماضية وألقت موسكو باللوم فيها على أوكرانيا، جاءت من جانب روس مناصرين لكييف.
هذا ونشرت وزارة الدفاع الأوكرانية مقطع فيديو يُظهر عناصر من القوات التابعة لها يشيرون بعلامة الصمت، معنونة المقطع بالقول إن الخطط تحتاج الصمت، وإنه لن يكون هناك إعلان لبدء الهجوم المضاد.
وقد أظهر الفيديو مجموعة من الاختصاصات العسكرية القتالية والآليات والمدرعات، بما فيها الطائرات الحربية، وهي في حالة فعالية قتالية.
وكانت وسائل إعلام أوكرانية قد نشرت فيديو قالت إنه لاختراق بث قنوات روسية بشبه جزيرة القرم، وبث إعلان وزارة الدفاع الأوكرانية بشأن التزام الصمت. وقالت المتحدثة باسم قيادة عمليات الجنوب في القوات الأوكرانية ناتاليا هومينيوك إن العجز الروسي عن معرفة اتجاه الهجوم المضاد يبقي الجيش الروسي متأهبا ويدفعه للتحرك في عدة أماكن.
من جهتها، أعلنت السلطات الأوكرانية مجددا حالة التأهب الجوي اليوم في 5 مناطق (سومي وبولتافا وخاركيف ودنيبروبتروفسك وميكولايف) وكذلك أجزاء من منطقتي خيرسون وزاباروجيا الخاضعتين لسيطرة كييف.
وفي لندن، قالت الاستخبارات البريطانية إن روسيا شنت هجمات بأكثر من 300 طائرة مسيرة إيرانية ضد أوكرانيا في مايو/أيار الماضي.
وأضافت في تغريدة على تويتر أن روسيا تستخدم المسيرات لإجبار أوكرانيا على إطلاق أكبر عدد من صواريخ الدفاع الجوي المتطورة والقيمة، وأشارت إلى أن أوكرانيا حيدت ما لا يقل عن 90% من المسيرات باستخدام أسلحة دفاع جوي أقدم وأرخص مع تشويش إلكتروني.