استغراب وألم وغضب
عبد الرحمان الغندور
استغربت لأنه في زمن التغني بالديموقراطية وحقوق الإنسان، بما فيها حرية الفكر والتعبير والنشر، في هذا الزمن، يكشف غول الاستبداد عن أنيابه ويسحب من أكبر معرض للكتاب بالمغرب كتاب الدكتور عبد الله حمودي “حضور في المكان”. بدون أي حكم قضائي، أو قرار إداري مكتوب يبين الجهة التي أصدرت القرار، مما يكشف أن الاستبداد قاعدة والحرية استثناء.
تألمت، لأني اعتقد في كل مرحلة أن المغرب يسير في طريق الحداثة والتنوير والعقلنة رفم كل المعيقات، فأكتشف أن طريق التضبيع والتجهيل يتعبد في وجه الأجيال أكثر فأكثر، عنوانه إشاعة ثقافة “طوطو”، ومنع كتاب عبد الله حمودي أحد أكبر الباحثين والانثروبولوجيين المغاربة.
غضبت للحالة الانبطاحية لأغلبية المثقفين المغاربة، كتابا وشعراء وباحثين وأكاديميين وجامعيين، وهم من باب الأعراف أكبر وأهم زوار معرض الكتاب، حيث انكبوا على توقيع كتبهم وإصداراتهم وحضور توقيعات زميلاتهم وزملائهم، والبروز امام آلات التصوير والكاميرات، من دون أدنى حركة تضامنية، أو موقف يندد هذا الاعتداء على حرية التعبير والنشر، أو حتى تصريح لوسائل الاعلام يستنكر هذا الاعتداء. بل حتى الأغلبية الساحقة لوسائل الاعلام مرت على هذا الحدث الفظيع وكأنه لم يحدث رغم أنه خدش صارخ في وجه المغرب الديموقراطي المفترى عنه.
لا يسعني من موقفي المبدئي سوى التعبير عن استنكاري وتنديدي بمثل هذه القرارات الهوجاء، وإعلان تضامني مع الأستاذ حمودي مهما اختلفنا معه، ومهما كانت مبررات سحب كتابه ومنعه من توقيعه في رواق دار النشر طبقال ضمن فعاليات المعرض الدولي