“اللقاء الديموقراطي” بيضة القبان ترجح كفة أزعور
حسين عطايا
لا شك بأن موقف كتلة “اللقاء الديمقراطي” التي يتزعمها النائب تيمور جنبلاط، بإعلانه تأييد ترشيح الوزير جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، قطع الشك باليقين ووضع حداً لاستناجات ومقولات وتوقعات ورهانات كثيرة، قيلت وكُتِبت في الاونة الاخيرة .
فاللقاء الديمقراطي عقد عصر امس الخميس اجتماعه بحضور ورئاسة كل من وليد جنبلاط رئيس الحزب الاشتراكي والنائب تيمور جنبلاط، واتخذ قراره بتبني الاقتراع للمرشح جهاد ازعور، وهو اي جنبلاط الاب كان اول من طرح اسم ازعور من ضمن سلة تضمنت ثلاثة اسماء وهي: جهاد ازعور وصلاح حنين وقائد الجيش جوزيف عون، خلاله استقباله استقبل وفداً من حزب الله في كليمنصو بتاريخ ٢٣ كانون الثاني من العام الحالي، ومن ثم اتبعَ هذه السلة بترشيحات جديدة تضمنت الاسماء الثلاثة الاولى بالاضافة الى مي ريحاني، وتريسي شمعون ثم شبلي ملاط .
اذن، تبني اللقاء الديمقراطي لترشيح جهاد ازعور قطع كل التكهنات والاستنتاجات او التمنيات التي كان يحلم بها البعض، وخصوصاً بموضوع مونة رئيس مجلس النواب نبيه بري على جنبلاط، وجاء موضوع سفره الى باريس للتهرب من المواجهة وترك القرار لابنه تيمور، مع العلم ان البيان الصادر عن اللقاء الديمقراطي في تبني ازعور تضمن موقف اللقاء بشكل مفصل وجدي، وحدد بأن اللقاء مع تبني ترشيح ازعور هو لا يصطف مع جهة ضد جهة اخرى وهو لا زال مع دعوته للحوار كونه السبيل الوحيد للوصول الى حلول تُنقذ لبنان من ازماته وتفتح افاقاً لايجاد الحلول .
يُعد هذا الموقف صفعة مُدوية وفي توقيتها الصحيح للثنائي “امل ــــ حزب الله”، لتعنتهما ومحاولتهما فرض مرشحهما على بقية اطياف الوطن، كما فعل من قبل في العام ٢٠١٦ في ايصال ميشال عون لسدة الرئاسة في بعبدا .
من هنا يأتي خطاب الثنائي بأن مرشح المعارضة جهاد ازعور هو مرشح تحدي، كونه فعلا يتحدى قرار حزب الله بفرض مرشحه على اللبنانيين، حتى دعوته للحوار هي للحوار على اسم مرشحه سليمان فرنجية، وليس لتبني خيار اخر، اي أن اي مرشح اخر هو مرشح بوجه غطرسة حزب الله وقراره بفرض ترشيح اتباعه فقط لتهديم ما تبقى من مقومات وطنية متبقية بعد ان كان عهد ميشال عون اجهز على الاكثرية العظمى من مقومات الدولة والوطن .
لهذا، وفي هذه الايام الفاصلة عن جلسة الرابع عشر من الشهر الجاري، يُخشى ان يقوم حزب الله بمغامرةٍ ما تؤدي الى تعطيل جلسة الانتخاب هرباً من المواجهة لانه يعلم بأن مرشحه لن يحصل على اكثر من 52 صوتاً في اكثر الحالات تفاؤلاً، وبأن ازعور في حال وصول عدد المقترعين لصالحه، يكون قد شكل حالة ضغطٍ جدية على الثنائي واظهر فعلاً من يلعب بلعبة التعطيل، وهذا الامر سيترتب عليه كثيراً من الامور .
وهنا لابد من التنويه بأن كل نائب او كتلة او مجموعة نواب مهما كانت تسميتهم تغيريين او مستقلين او ما شابه يمتنع عن الاقتراع الى مرشح المعارضة المواجه لمرشح حزب الله، هو ضمنياً يقترع لسليمان فرنجية، وبالتالي هو يتلطى خلف ذلك حتى لا يواجه حزب الله في حقيقة الامر .
إن الوطن ومصيره على المحك إما اختيار إعادة النهوض بالوطن وإعادة وصل ما انقطع من علاقات مع الاشقاء العرب ودول العالم، او تسليم البلاد لحزب الله ومحور الممانعة وبالتالي استمرار عهد الخراب وجهنم لست سنوات اخرى، هنا ضرور اخذ القرار وحُسن الاختيار.