جولة شميد على دول آسيا الوسطى: ترتيبات مختلفة

جولة شميد على دول آسيا الوسطى: ترتيبات مختلفة

خالد العزي

زارت الأمينة العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلغا ماريا شميد الى  قرغيزستان وتركمانستان وكازاخستان ضمن جولة على دول آسيا الوسطى بدأتها في 5 حزيران الجاري، استغرقت زيارتها لتركمانستان استغرقت أربعة أيام. ففي عشق أباد، افتتحت مكتبًا جديدًا لمركز منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وقدمت هدايا إلى الرئيس سيردار بيردي محمدوف، الهدف من جولتها كان إقناع دول آسيا الوسطى بعدم  التعاون مع روسيا أو مساعدة موسكو في الالتفاف على العقوبات.

جاءت زياراتها على خلفية شائعات عن انسحاب محتمل من منظمة التعاون الأمن الجماعي التي  تتكون من هذه الدول، اضافة الى  روسيا وبيلاروسيا، ما يعني  بأن  الحركة  الاوروبية  في داخل  هذه الدول لها دلائل  واضحة في  لعب دور سياسي نشط في هذا المحور.

تحاول أوروبا تعزيز دورها السياسي والاقتصادي في هذه الدول من خلال  بناء طرق مواصلات تجارية مع هذه الدول خارجة عن روسيا مما يعني تقليص دور روسيا في هذه الدول بعدما كانت هذه الدول تعتبر مناطق نفوذ روسية .

تعمل المفوضية الاوروبية على أبعاد هذه  الدول عن الترابط بالاقتصاد المثلت التي تستخدمه روسيا للالتفاف على العقوبات المفروضة عليها  من قبل الغرب وتأتي هذه الخطوة من ضمن توجهات الغربية الهادفة الى ملاحقة الشركات والدول التي تستخدم كمحطة انتقال للتجار والمواد المطلوبة للاقتصاد والصناعة الروسية والتي تأتي من ضمن الحزمة الحادية عشرة من العقوبات التي تم اقرارها  اوروبيا والتي تشير الى ملاحقة الدول والشركات المتعاونة مع روسيا ووضعها تحت العقوبات الدولية .

ان انخراط  تركمانستان في هذا التوجه يساعد الاتحاد الأوروبي في تسهيل خطوط الربط الخارجية التي تستخدم ببحر قزوين حيث يقطع الطريق على روسيا في استخدام الدولة كنقطة عبور للتجارة الروسية الإيرانية .

وناقشت مع الرئيس التركمانستاني قضايا ذات أهمية حيوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي وتركمانستان: ضمان إمدادات آمنة من موارد الطاقة للأسواق العالمية، وخلق ظروف للتنمية الاقتصادية المستدامة، وزيادة إمكانات النقل، وحماية البيئة، والاستخدام الرشيد لموارد المياه. كما تم التطرق إلى موضوع مدينة أركاداغ، التي تم منحها الانضمام إلى مشروع “تطوير مدن مستدامة وخضراء وصديقة للمناخ مع حلول مبتكرة في منطقة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

تكمن اهمية المشاريع القائمة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مع دول آسيا الوسطى ذات الأولوية للبلاد مثل مكافحة الفساد والجريمة المنظمة، والرقمنة والحكم الرشيد  وإصلاح النظم القضائية وتنفيذ القانون، فضلا عن التنمية الاقتصادية والبيئة والمناخ.

إن زيارة شميد إلى منطقة آسيا الوسطى تمت في وقت صعب للغاية بالنسبة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. فالأزمة الأوكرانية خلقت، وعلى نطاق أوسع، أزمة التعاون والأمن في أوروبا بحد ذاتها، حقيقة جديدة تمامًا لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. حيث تبرز شائعات حول انسحاب محتمل لروسيا وبيلاروسيا من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وهذا يضع أمام المنظمة مهام ترتيب مختلف تمامًا. مع الاستقطاب الكامل داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حيث تبقى آسيا الوسطى المنطقة الأخيرة التي تحافظ على الحياد، وإن كان معلناً بشكل مزخرف.

Visited 7 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني