العلاقات التركية ــــ الأرمنية والسلام مع أذربيجان

العلاقات التركية ــــ الأرمنية والسلام مع أذربيجان

خالد العزي

كانت لافتة مشاركة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في حفل تنصيب الرئيس التركي المنتخب رجب الطيب أردوغان، كانت الزيارة قصيرة وتمت دعوة يريفان من قبل الجاليات الأرمنية في عدد من الدول لإعادة النظر في موقفهم من ناغورني كاراباخ. ومن هنا تسببت رحلة باشينيان في ردود فعل متباينة في أرمينيا نفسها.

ويرى البعض أن تطوير العلاقات الأرمنية ــــ التركية تعتمد كليا على تحسين العلاقات الأرمنية ــــ الأذربيجانية، مما دفع  باشيشيان إلى استغلال المناسبة والسفر الى انقرة لحضور حفل تنصيب اردوغان رئيسا لولاية جديدة في تركيا، فعلاقات تركيا مع أرمينيا كانت مقطوعة منذ فترة طويلة مع بداية الحرب في كاراباخ العام 1990، ولا يوجد أي تمثيل  دبلوماسي بين البلدين، لكن الزلزال الذي وقع في تركيا دفع بوزير الخارجية الأرمني ألى الذهاب الى تركيا وتقديم المساعدة للجارة بالرغم من حالة الصراع والخلافات المختلفة التي تحمل ناغورني كاراباخ القضية الاساسية.

في أنقرة، أجرى نيكول باشينيان محادثة قصيرة مع رجب طيب أردوغان، وكذلك مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.

في متابعة للمواقف الأرمنية يرى باشيشيان بأن روسيا باتت بعيدة عن بلاده وبالتالي يحاول التفتيش عن حل ينهي الأزمة العالقة بين البلدين من خلال دعم غربي يساعد على ايجاد حلول تؤدي لاتفاقية سلام.

مفاوضات أذربيجان وأرمينيا في بروكسل بات يراها ساسة  الأمن اقرب للمساعدة والتوصل الى اتفاق سلمي بحسب طروحات أرمينيا الاعترافات المتبادلة بالحدود وسيادة الدولة والتخلي الارمني  عن كاراباخ  سيؤمن  اتفاقية سلام مع الجارة أذربيجان مما يرضي بروكسل والغرب وقد يزعج موسكو والمجموعات التابعة لروسيا في كاراباخ، من هنا تلبيته  للدعوة التركية قد يساعد في الضغط التركي الإيجابي على باكو للسير بالاتفاقية وفتح الابواب امام يريفان. وخاصة أن أردوغان لم يذكر باشينيان أثناء سرده للضيوف البارزين الذين وصلوا إلى حفل التنصيب، حيث أثار ذلك على جزء من المجتمع الأرمني الذي يصف زيارة رئيس الوزراء لأنقرة بأنها إهانة أخرى لأرمينيا وشعبها. ويعتبر هؤلاء مثل هذه الأعمال غير مقبولة بعد الهزيمة في حرب 44 يومًا في ناغورني كاراباخ، والتي أعقبت ذلك إلى حد كبير بسبب المساعدة غير المسبوقة التي قدمتها تركيا لأذربيجان الحليفة. في رأيهم، تصريحات أردوغان المتشددة اللاحقة، وميل تركيا للتحدث مع أرمينيا من موقع قوة لا يفعل شيئًا لتحسين العلاقات، وكان كافياً لتهنئة الرئيس التركي غيابيًا بفوزه في الانتخابات وشرح غيابه عن التنصيب. بسبب الوضع السياسي الداخلي الصعب في بلاده.

ففي عام 1993، في خضم حرب كاراباخ الأولى، وجد الرئيس آنذاك ليفون تير بتروسيان أنه من الممكن تكريم جنازة زميله المتوفى تورغوت أوزال بحضوره. ولم يعتقد أحد أنها كانت خيانة.

لكن الخبراء الأرمن يشددون على أن الوقت مناسب جدا للتوصل الى اتفاقية سلام مع أذربيجان نظرا للعديد من العوامل التي يجب على يريفان استغلالها وعدم الرضوخ للمعارضة واستعمالها  الى العبارات والمفردات الشعبوية فتركيا دولة كبيرة في المنطقة وستتكلم مع أرمينيا ودول اخرى بفوقية  لانها اقوى منهم وقدراتها البشرية والعسكرية والمالية ، لكن هذا لا يمنع من الوصول الى اتفاقية مدعومة من تركيا .

أيضا الاتحاد الأوروبي يحاول الوصول الى تركيز ركائز في المنطقة (القوقاز) ويجب الاستفادة، الضعف الروسي وانخراطها  في الحرب ضد أوكرانيا، التطور الاقتصادي الأذربيجاني وخاصة في قطاع النفط مما يساعد الانعكاس الايجابي على أرمينيا من خلال ايجاد فرص عمل في أذربيجان وكذلك فتح الابواب التركية على مصرعيها امامها.

Visited 1 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

د. خالد العزي

أستاذ جامعي وباحث لبناني