مرايا الديمومة
شعر: مصطفى معروفي
تلك الأعشاب على الضفة
لم تنشأ في مدرسة النهر
إلى أن كبرت
إني صدّقت بأن الماء كبير
يعشق أن يتواصل عبر القلب
مع الغيمات الخُود
كما يعشق كشف يديه
لمرايا الديمومة
أنبأني الرجل الحذِق الموثوق
بأن الأرض تنام إذا اغتبطت
بالشجر الغض
وتقوم تهيئ روزْنامة منعرجات الظل
بتفصيل محترم
كم يبدو لي الطين وحيدا
ظل يعاتب بعض علاجمه
حتى أنقذه من باءتها الليل
وصار معافى
يحمل قائلة الأرياف
على كاهله
أمنيتي الآن إلي رمت بجدائلها المضفورة
بغيوم الوقت
فأن أعبرَ نافذة الورد إلى معلمة القرية
ليس من السهل
سأحتفل الليلة بزفير الروح
ومن لهب الدهشة أنهض
كي أسقي الأنموذج من بِرَكٍ مزةْ
عجبا
حتى القيلولة أحيانا
تسمع صافرة القيظ بعينيها
وترى المئذنة المسكوبة
في الحي بأذنيها
لا يكفي أن أستغفر للفضيان العابر
بضع سنين
وبعدئذ
أستقبل سنبلة كي أقنعها
بأصالة منشئها الأوّلِ.
مسك الختام:
وأسمى التصافح يجري بريئا
بــدون ولـــــو ذرة مـن نفـــاقِ
يد المــرء كاشفـــــة عن قلبه
ومبـديـــة ســـــره للـــــرفاقِ