تظاهرة حاشدة في باريس للمعارضة الإيرانية ورجوي تحذر من مهادنة النظام
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
تظاهر آلاف من أعضاء حركة معارضة إيرانية “مجاهدي خلق” اليوم في باريس ولوح العديد منهم بالعلم الإيراني السابق زمن الشاه، ضد النظام في طهران.
وتجمع متظاهرون جاؤوا من جميع أنحاء أوروبا، كما يتضح من عشرات الحافلات التي تحمل لوحات من ألمانيا وبولندا ودول اسكندينافية، عُلقت على الزجاج الأمامي لبعضها لافتات كُتب عليها FreeIran “حرروا إيران”، تلبية لدعوة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إحدى أبرز منظمات المعارضة خارج إيران.
قالت معصومة رؤوف، وهي صحافية وسجينة سابقة هربت من السجن في 1982 ووصلت في 1985 إلى فرنسا حيث تقيم كلاجئة سياسية “أنا هنا لأمثل صوت الشعب الإيراني، لكي يُسمع صوت الشعب”.
وأكدت هذه العضو في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لوكالة “فرانس برس|” أن مشاهدة هذه التظاهرة “سترفع معنويات الإيرانيين في البلاد” مضيفة “لا نريد نظام الملالي أو نظام الشاه. الإيرانيون لا يريدون العودة إلى الوراء. نحن نمضي نحو الديموقراطية “.
حولها، كان العديد من الاشخاص يرفعون العلم السابق لإيران، حيث يتوسط أسد يرفع سيفا الوان الأخضر والأبيض والأحمر. وقد تم استبداله بكلمة الله بعد الثورة الإسلامية في عام 1980.
أشار المنظمون إلى أن عشرات الآلاف شاركوا في التظاهرة، وهو ما لم يتمكن مراسل وكالة فرانس برس من التحقق منه، وتعذر الحصول على احصاء بالمشاركين من السلطات الفرنسية.
وقالت يغام ساميني (30 عاما)، وهي طالبة إيرانية تعيش في النروج منذ أكثر من عشر سنوات “من المهم للغاية أن نظهر أننا هنا، في بلد ديموقراطي، وأن نواصل مقاومتهم”.
واعتبرت آسال رضابور، وهي طالبة من لوكسمبورغ من أصل إيراني”إذا شاهد شباب إيران مقاطع فيديو من هنا، فإنهم سيجدون فيها إشارة إلى الدعم” مضيفة “نحن في الخارج، يمكننا أيضاً أن نعيش حياتنا. لكن في النهاية، نحن دائماً معهم”.
وهدف التجمع إلى التعبئة ضد قمع الاحتجاجات في إيران بعد وفاة مهسا أميني في أيلول/سبتمبر، بعد اعتقالها لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء في إيران.
والمجلس الوطني للمقاومة هو الواجهة السياسية لتنظيم “مجاهدي خلق” الذي تعتبره طهران “إرهابيا”.
وعقد اجتماع إيران الحرة 2023 بعنوان “إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية” في مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في اوفيرسورافاز شمالي باريس، في الوقت الذي كانت تقام فيه التظاهرة في ساحة فوبان بباريس، دعما لانتفاضة إيران من أجل إقرار جمهورية ديمقراطية قائمة على فصل الدين عن الدولة وخطة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية لفترة نقل السلطة الى الشعب بعشر نقاط كما جاء في بيان اعلامي لمجلس المقاومة.
وفي الاجتماع، القت رجوي كلمة اعتبرت فيها ان مهادنة نظام الملالي قد تؤدي إلی المزيد من الدماء من جسد شعبنا ومقاومتنا، وقد تطیل قائمة الإعدامات، وقد تملأ سجون خامنئي أكثر فأكثر، لكنها من المستحيل أن تنقذ خامنئي من السقوط. من المستحيل أن يعود النظام الذي وصل إلى طريق مسدود إلى التوازن السابق ويستطيع إطفاء بركان الانتفاضة. الديكتاتورية الدينية مثلها مثل الشاه قد وصلت إلى نهاية الخط. لم تنجحوا أن تحتفظوا بالنظام السابق ولا تستطيعون إبقاء هذا النظام رغم كل تقدیم عکازات له أو ضرب الهراوات على رأس المقاومة الإيرانية.
سواء بالاتفاق النووي أو بدونه، تكاد تكون شمس الفاشية الدينية تقترب من الغروب وهي على وشك السقوط والانهيار.
وأضافت: يجب عليّ أن أكرّر: نحن لم ولا نطلب من حكومات العالم مساعدة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لإسقاط النظام. بل نطلب منهم التوقف عن مساعدة الملالي.
وأكدت رجوي في كلمتها التي كانت تبث مباشرة للمتظاهرين في ساحة فوبان بباريس: لا نستبدل أبدا استقلال حركة المقاومة واستقلال إيران بأكبر ثروات العالم. ولا نقبل كسب السلطة أبدا بالتخلي عن المبادئ والقيم الإنسانية والنضالية والمثل العلیا. ولا نقبل ولو بقدر ذرة من نظامي الشاه والملالي ونهجهما الاستبدادي ولا نتطلع إلى أي قوة [اجنبیة] من أجل تحریر إيران.
وتابعت بالقول: خامنئي وقوات الحرس يرون بوضوح أن انتفاضات كبيرة أخرى قادمة وعلى الأبواب، ولذلك لجاوا إلى أمريكا وأوروبا للحيلولة دون وقوع التغيير في إيران. ولكي يصدوا طريق روّاد وفاتحي طريق انتفاضة الشعب واحتواء الانتفاضة وليسلبوا أبسط الحقوق من حرية التعبير والتجمع والنشاطات السياسية بحجة الأمن أو السيادة. هل هذه هي أوروبا القرن الواحد والعشرين؟
وشارك في الاجتماع أكثر من 500 من المشرعين ورؤساء الدول والحكومات ووزراء ومسؤولين سابقين من أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط حضروا هذا الاجتماع والقى بعض منهم كلمات. ومن بينهم نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس، وستيفن هاربر رئيس الوزراء الكندي السابق، وغي فرهوفشتاد رئيس الوزراء البلجيكي السابق، والسيدة ريتازوسموث الرئيسة السابقة للبرلمان الاتحادي الألماني، والسيد جون بيركو رئيس مجلس العموم البريطاني السابق، والسفير جون بولتون والجنرال جيمز جونز مستشارين سابقين لرؤساء أمريكا، وبرنارد كوشنر وميشل آليو ماري وودرين وزراء خارجية فرنسا السابقين، والسيناتور جوليو تيرزي وزير خارجية إيطاليا السابق، وجون بيرد وزير خارجية كندا السابق، والدكتور ليام فوكس وزير الدفاع البريطاني السابق، والجنرال وسلي كلارك القائد الأعلى السابق لحلف شمال الأطلسي والسيناتور جوزف ليبرمن، والنائب لانس جودن عضو الكونغرس الأمريكي من تكساس، وراؤول رويز عضو الكونغرس الأمريكي من كاليفورنيا.
كما تحدث كل من ليز تراس رئيسة الوزراء البريطانية السابقة وبومبيو وزير الخارجية الأمريكي حتى عام 2021 كلمات عبر الانترنت في هذا الاجتماع.