مؤسسة لقمان سليم تطلق مهرجان ميزان السينمائي: أفلام حول الاغتيال السياسي
السؤال الآن ـــ بيروت
تُطلِق مؤسّسة لقمان سليم بالتنسيق مع «مركز مينا للصورة» في بيروت، في ١٧، ١٨و ١٩ تموز/ يوليو، ٢٠٢٣، النسخةَ الأولى من مهرجان «ميزان» السينمائيّ المخصَّص لأفلامٍ وثائقيّةٍ ودراميّةٍ تحيط بالجريمة السياسيّة، والذي يشكِّل سابقةً عالمية في مجال المهرجانات الملتزِمة بقضايا حقوق الإنسان.
يَتزامن إطلاقُ المهرجان مع اليوم العالميِّ للعدالة الدوليّة. ويُفتَتَح مساءَ ١٧ تموز/ يوليو بالفيلم الوثائقيّ «مشروع كارتل» (٢٠٢١) للمخرج جول جيرودا. تُطرَح فيه مسألةُ تصفِيَة الصحافيّين الاستقصائيّين في المكسيك حيث تمَّ اغتِيالَ حوالي ٢٠٠ إعلاميٍّ خلال العقدَين الأخيرَيْن. يَندرِج الفيلم ضمنَ مشروع «القصص المحظورة» لشركة إنتاج فرنسيّة تحمل الاسم عينَه، يتتَبَّع فيه صحافيّون وصحافيّات من حول العالم قضيّةَ اغتيال زميلتِهم المكسيكيَّة رِجينا مارتينز، سعيًا لحلِّ لغز مقتلِها واستِكمالِ مسارِ التحقيقات التي تسبَّبت باستهدافِها. يَتبع العرضَ نقاشٌ موسَّعٌ مع عدد من الصحفيّين والسينمائيّين حَول موضوعِ قتل الإعلاميّين ودورِ الإعلام والسينما في التصدّي لهذه الظاهرة.
في ١٨ تموز/يوليو، يتمُّ عرضُ فيلمَين يُعنَيان بمسألةٍ قلَّما طُرحَت، وهي القتلُ السياسيُّ للنساء في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تُفتَتح السهرةُ السينمائيَّة بفيلم «رسالةٌ إلى أختي» (٢٠٠٦) تَتَتَبّعُ فيه المُخرِجة الجزائريّة حبيبة جحنين خُطى أختِها نبيلة جحنين المناضِلة اليساريّة والنسويّة.
يَليه الفيلم الوثائقيُّ «مالطا، بإسم دافني» (٢٠٢١) للمخرج جول جيرودا الذي يُعرَض للمرّة الأولى في لبنان. يَبحث الشريط في اغتِيال الصحافيّة المالطيّة دافني كاروانا غاليزيا التي قضَت عامَ ٢٠١٧ في تفجيرٍ مفخَّخ، وترك مقتلُها أثرًا بالغًا في الرأي العامِّ الأوروبيِّ، إذْ كانت قد كشفَت قُبَيل مقتلِها عن قضايا فساد طالَت مسؤولين كبار. فيه يسعى أبناء دافني بالتعاون مع شبكة من الصحافيّين الاستقصائيّين إلى كشفِ ملابسات اغتيالِها. يلي هذَين العرضَين نقاشٌ يتطرَّق إلى مسألةِ استِهداف النساء وكيفيّة مقاربتِها.
وفي ١٩ تموز/ يوليو، يعرض فيلمَين. بدايةً، شريط «في يوم من أيام العنف العاديّ، صديقي ميشال سورا» (١٩٩٦) الذي أنجزَه المخرجُ السوريّ الراحل عمر أميرالاي بعد عشر سنوات من إعلانِ مقتلِ الباحثِ الفرنسي. يُشكّل الفيلم وثيقةً تاريخيّة وسينمائيّة تتجسّد فيها قدرة المخرج على استنباط سردٍ سينمائيٍّ يَفرض جماليَّتَه الخاصَّة في موضوعٍ بالغِ القسوة. يلي العرضَ حوارٌ حَولَ سينما أميرالاي نتوسَّع منه إلى حقبةِ الثمانينات في لبنان وما شهِدَتُه من اغتِيالاتٍ سياسيّة. ثمَّ يُختَتَم المهرجانُ بعمَلٍ تركَ بصمةً خاصَّةً في نمطِ أفلامِ الجريمةِ السياسيّة وهو فيلم «زِد» (١٩٦٩) للمخرج الفرنسيِّ من أصلٍ يونانيّ كوستا غافراس الحائزِ على جائزةِ أوسكار أفضل فيلم أجنبيّ في حينِه، وهو استعادة دراميّة للأحداث المحيطةِ بمقتَل السياسيّ اليونانيّ غريغوريس لامبراكيس الذي اغتالَه اليمين المتطرِّف عامَ ١٩٦٣.