الأميركي م الباب للشباك..!؟

الأميركي م الباب للشباك..!؟

 محمود القيسي

“م الباب للشباك رايحة وجاية وراك

لكن مش شايفاك من باب ولا شباك

من بدري وانا واقفة مســــتنية اشــــوفــك..

وتــــعبت من الوقفة وانت تغيب على كيفك

ياشاغلني وياك من الباب للشــــباك..

من الباب للشباك رايحه وجايه وراك…”

*عبد العزيز سلام

    عندما يخرج الأميركي تاريخيًا من الباب يعود كما تعودت عليه الشعوب تاريخيًا من الشباك، في حين ينتظره الجميع تاريخيًا وينتظر دورًا للقاءه صفًا صفًا بالدور والتدوير على عتبة الباب أو أمام درفة الشباك.. صفًا صفًا أمريكا تحب التنظيم ولا تهتم لعاطفة يذرفها هذا العالم البائس..،هذا دون أن يغيب عن وعينا أو غبائنا أو كذبنا أو ذاكرتنا إذا كان لدينا شيءٍ من ذاكرة تُذكر أن الأمريكي في أحيان كثيرة يقفل “الترباس” على الجميع دون استثناء ويغلق الباب.. نعم، يقفل ترباس الباب والشباك على الجميع بالداخل والخارج ويدخل هو فقط متى يشاء وكيف يشاء وأين يشاء “م الباب للشباك”..!

    نعم، يخرج الأمريكي متى يشاء من الباب أو من الشباك.. هذا دون ذكر إن الأمريكي في معظم الأحيان يضع الجميع أو يترك الجميع في الانتظار.. يتركهم منتظرين على الباب أو على الشباك.. باب التنازلات والتسويات على مقياس مصالحه أولًا.. أو على شباك التنازلات والتنزيلات والتسويات على مقياس ريختر التحالفات ثانيًا والمصالح الأميركية دائمًا أولًا من هنا أو من هناك… من حساب هذا أو من حساب ذاك..!؟

    ما يجري ويلف ويجري ويدور… أو ما يدور ويجري ويلف ويجري في موضوع الأزمة اللبنانية من “لودريان” الفرنساوي إلى لودريان العربان  إلى لودريان ابو العبد اللبناني يجري ويلف ويلف ويدور.. ويلف ويجري ويلف ويجري حافي القدمين خالي الوفاض في  محاولات مكوكية لحلحلة (عقدة اوديب) اللبنانية المستجدة هذه الأيام المستجدة من إجتماعات ومفاوضات ونقاشات ولقاءات ومزايدات واقتراحات وتشنجات داخلية.. وتشنجات خارجية.. من هنا أو من هناك..!

    ما يجري ويدور ويلف ويدور ويجري ويلف ويدور.. و يدوخ ويدور و يدوخ ويدور ويلف ويدور… و يدوخ  و ندوخ ويقع فاقد الوعي.. ويقوم فاقد الوعي أو الذاكرة البراغماتية اللبنانية التجارية الخبيثة.. والذاكرة الديماغوجية اللبنانية التوافقية في البيع والشراء والحصص والسمسرة والمحاصصة الميثاقية.. ما يجري ويدور ويلف و يدوخ و ندوخ ونقع.. ونقع ونقوم ونقوم ونقع في الداخل اللبناني والخارج اللبناني بانتظار كلمة السر الأميركية المقدسة.. أو الضوء الأخضر الأميركي المقدس..!!؟

    لبنان تاريخيًا أيها السيدات والسادة بلد لديه من العقد والتعقيدات الوجودية المصطنعة والمصنعة التي تعد ولا تحصى ما يكفي لصناعة وإنتاج حروب تبدأ ولا تنتهي من هنا ومن هناك من الصورة إلى الواقع ومن الواقع إلى الصورة الافتراضية والماتريكس.. ناهيك ان لكل طائفة في لبنان لديها ما لديها ويكفي من عُقدها الخاصة وتعقيداتها بالطائفة الخاصة والطائفية العمومية العامة وتعقيداتها التى تسمى مجتمعة مع الطوائف الأخرى (الجمهورية اللبنانية) أو (الدولة الميثاقية اللبنانية).. أو (دولة الطوائف اللبنانية المتحدة) أو أي أسم تراه مناسبًا في هذه الوضعية التاريخية التي تراوح بين المأساة والمهزلة والتي تصبح معها (عقدة اوديب) التاريخية مجرد مزحة تاريخية سمجة وبايخة تضعك في الوسط عاجز عن الضحك وعاجز عن البكاء..!

    مجرد جردة سريعة على أهم وأخطر عُقدنا العالقة حاليًا على جناح بعوضة واهية ومريضة في احد المراحيض الوطنية العمومية دون ماءً أو كهرباء ودون ورق حمام وطني أو صابونة صناعة وطنية!.. نبدأ من عقدة اوديب اللبناني في إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية  والتي دعت المجموعة الخماسية بشأن لبنان مؤخراً خلال اجتماعها في العاصمة القطرية الدوحة الاثنين الماضي أعضاء البرلمان اللبناني إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفا للرئيس ميشال عون الذي انتهت ولايته في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأشارت إلى أنه تمت (مناقشة اتخاذ إجراءات صارمة ضد من يعرقل ذلك)..!

    أصغر طفل في لبنان أيها السيدات والسادة يعلم علم اليقين ان جميع الافرقاء المعنيين في لبنان (متفقون) مع سابق إصرار وتصميم وترسيم وترصد على عرقلة قرارات المجموعة الخماسية وغيرها دون ان يرف لهم ولهن جفن أو رمش… مرورًا إلى عقدة قرب أنتهاء توليه حاكم مصرف لبنان لثلاثة عقود وضعت البلد في الدرك الاسفل من جهنم الحمراء أو الجحيم الأسود أو الملون بالرايات الحزبية مجتمعة.. وإلى اين تقودنا السيناريوهات المُعدة والمطبوخة سلفًا على (نار باردة) لما بعد (المتهم) بمذكرات توقيف دولية ولبنانية رياض توفيق سلامة في 13 يوليو/تموز الجاري من تجديد أو تمديد أو اعتقال وسجن في لبنان أو خارج لبنان كي يبقى تحت سلطة ورثة شياطين مكيافيلي في لبنان وعيونهم التي لا تنام… وصولا إلى عقدة القرار الأوروبي بدعم بقاء اللاجئون السوربون على الأراضي اللبنانية وإمكانية قطع الدعم الأممي عنهم نظرًا لأنهم مقطوعين من (النسب الديموغرافي) كما جاء في إحدى أخطر التقارير الأممية قدّس الله سرها… التقارير الأممية والخرائط الجديدة الجذمورية المعلقة في حدائق كريستال الدولة العالمية العميقة..!؟

    ما يجري ويدور في عقدة العقد ويلف ويدور على الحدود الجنوبية اللبنانية الأمامية مع العدو الإسرائيلي مؤخرا من نصب وتركيب.. وتركيب ونصب خيم ومسح وجرف.. وجرف ومسح آراضي لبنانية.. وتبادل قنابل دخانية وقنابل صوتية عالية ومتوسطة وخافتة لا يخرج قيد أنملة عن سياق المفاوضات والمصالح الأميركية – الايرانية – الإسرائيلية.. والتي ليس فيها للبنان من دور أو مصلحة سوى الزعيق والنعيق والنحيب والترسيم والذي تصبح معها صواريخ ما بعد بعد حيفا مجرد قنابل صوتية أو قنابل دخانية.. أو مجرد قنابل مولوتوف في أحسن تقدير…!!!؟؟؟؟

Visited 12 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

محمود القيسي

كاتب لبناني