روتينيات الموسم الأدبي القادم
كاركاسون – المعطي قبال
على مستوى الكم، يختلف الموسم الأدبي القادم الذي بدأت نصوصه في أخذ مكانها على رفوف المكتبات، يختلف عن المواسم الفائتة. إذ ستصدر 466 رواية لا غير مقارنة بـ 490 نص التي شهدتها السنة الماضية أو 521 رواية التي صدرت عام 2021.
أسباب هذا التراجع عديدة لكن أهمها يبقى عامل التقشف على الرغم من أن مبيعات هذه السنة حققت قفزة نوعية هامة. كما أن فوز الروائية آني أرنو على جائزة نوبل للآداب السنة الماضية كان قوة دفع في كاتالوغات الناشرين لا يستهان بها. ثم إن إقبال جمهور القراء خلال عطلة الصيف على اقتناء الأدب الخفيف من روايات وحكايات «المانغا» اليابانية أو القصص المصورة، ضخ في شرايين المبيعات دما جديدا.
على أي شرعت الروايات الجديدة في احتلال واجهات المكتبات ومانشيتات الصحف والمواقع الاجتماعية. فسيكون الجمهور الفرنسي على موعد مع أسماء فرنسية مكرسة، من أمثال سورج شالندون الذي تصدر له عن منشورات غراسي رواية «المسعور»، أما فرانسوا بيغودو فتصدر له عن منشورات فيرتيكال رواية «الحب». ماتياس اينار الحاصل على جائزة الغونكور يصدر عن دار أكت سود، رواية «الفرار».
فنان الراب عبد المالك يصدر عن منشورات روبير لافون رواية «جولييت»، سيرج جنكور يصدر عن دار ألبان ميشال رواية «دفيء إنساني» الخ…
ثم هناك الكتاب والكاتبات الذين يصدرون رواية في العام يطوفون بها الصالونات الأدبية والمعارض الدولية وحلبات الإذاعة والتليفزيون من أمثال إميلي نوتومب التي تصدر رواية «بسيكوبومب». لكن على مستوى الكيف تبقى أغلب الروايات المنشورة بلا نكهة ولا طعم، سرديات مألوفة ومكرورة عن الحب، الأزمات النفسية، العلاقات المتصدعة مع العائلة، عزلة الأمهات المطلقات الخ… هناك جمهور يستهلك، بل يلتهم هذا النوع من الروايات.
كان لتقليص كم الروايات انعكاس على ما يسمى بالأدب المغاربي أو الأدب المكتوب بالفرنسية من طرف كتاب مزدوجي الهوية. إذ لم تتجاوز الإصدارات عشرة روايات من بينها رواية «منبع الأشباح» ليامنة بن حامد دحو، أو رواية «صمت الآباء» لرشيد بنزين، ليليا حساين تصدر لدى غاليمار رواية «بانوراما». الملاحظ أن بعض هذه الروايات، وبعد أن تمت تعرية الهوية المغاربية من طرف الأجيال الأولى من الكتاب، لا تعمر طويلا بسبب جهل أو تجاهل الجمهور والنقاد لها. إذ ما أن تمر فورة الحماسة الأولى حتى تنطفيء شعلتها.