متى ينزل نصر الله عن الشجرة؟

متى ينزل نصر الله عن الشجرة؟

حسين عطايا

منذ ايام وعلى وقوع حادثة الكحالة وذيولها  التي لا تزال تُشغل بال اللبنانيين عموما والاوساط السياسية، نتيجة دلالاتها وتداعياتها على الوضع الامني اللبناني كاملاً ، وقد ظهرت تجلياتها الكبرى في كمية الشحن والتجييش التي يعيشها اللبنانيون جميعا في مقابل ما يُقدم عليه حزب الله من استباحة الساحة اللبنانية بكاملها خدمة لمشاريع خارجية لايستفيد منها سوى مشغله الايراني في مفاوضاته مع الامريكي ، وذلك ما يُعزز اوراقه على حساب لبنان والدم اللبناني .

وبدل ان يعمل حزب الله وقيادته على استيعاب الازمة واحتوائها، لما لها من تداعيات عليه وعلى بيئته اولاً وعلى باقي اللبنانيين ثانياً ، جاءت إطلالة حسن نصرالله امين عام حزب الله بالامس لتزيد الامور تعقيداً وصعوبةً ، كونه ومثل العادة وجه كلمته موجهة لجمهوره فقط ليقول لهم انهم منتصرون، من دون ان يُراعي ادنى حقوق المشاركة مع بقية اللبنانيين في العيش في هذا الوطن المُبتلي بحزبه وقادته وعمالته لايران .

أتى كلام نصرالله محملاً الاخرين كل الآخرين مسؤولية ما حدث وما نتج عنه، لابل غسل يديه ويدي عناصره من الدم المُسال في الكحالة، وصب جام غضبه على الاعلام وخصوصاً محطة MTV , وكأن الامر بهذه البساطة وأنه وحزبه ابرياء من دم هذا الصديق، وهم جمعية خيرية توزع البركات والهبات المجانية على اللبنانيين .
هذا الاستخفاف بعقول اللبنانيين ولى زمانه، فاصبح نصرالله مُجرد حكواتي تتناقله بعض المحطات وحضوره وغيابه سيان ، حيث لم تعد مواقفه تُقنع جمهوره ، فكيف يقنع اخصامه .
لذا دأب نصرالله على إطلالات متتالية فقط ليقول لجمهوره انه قوي وانه منتصر وانهم اشرف الناس، لكن الحقيقة بمكانٍ آخر على الاطلاق ، ففي سوريا يتلقى هو وجماعة الحرس الثوري الايراني والنظام السوري الضربات المتتالية من العدو الصهيوني، وهم صامتون صمت ابو الهول في وادي النطرون ، وفي مسقط تستجدي ايران الولايات المتحدة الاتفاق الذي عوضها ببعض ملياراتها المحتجزة في كل من كوريا الجنوبية واليابان والعراق وستحول الى مصارف في قطر لتكون بمثابة ما استعملته سابقا مع العراق النفط مقابل الغذاء ، اما في العراق واليمن فالكل يعلم ما يدور من مشاكل ومصائب وفساد منقطع النظير لم يُعرف مثله قبلاُ حتى في جمهوريات الموز ،
اما في لبنان فحزب نصرالله وبعد سيل الانتصارات الالهية ، والتي لم تجد مكاناً تُصرف به ، وصل حزب الله الى مأزق حيث لم ولن يستطيع فرض رئيساً كما فعل سابقاً، وهذا الامر يُشكل له مأزقاً فعلياُ وغير قادر على هضمه إطلاقاً، وهذا ما يحتم على نصرالله وحزبه محاولة النزول عن الشجرة التي صعدوا اليها ، وهو يعمل على استدراج العروض الخارجية لاسيما الامريكية منها للحديث معه ، للتوصل الى اتفاقٍ ما شبيه باتفاق ترسيم الحدود البحرية .

Visited 11 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسين عطايا

ناشط سياسي لبناني