المعارك مستمرة داخل المستوطنات .. وغزة تتعرض لتدمير ممنهج
السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير
قال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم إنه لا يزال هناك مسلحون يتجولون في بعض المناطق الجنوبية ويختبئون فيها. وأضاف أن عمليات التفتيش مستمرة في منازل ومبان مجاورة لمركز الشرطة في بلدة سديروت.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن مسلحين فلسطينيين ما زالوا داخل الحدود وما زلنا بعيدين عن الإعلان عن القضاء عليهم.
من جهتها، قالت كتائب القسام إن مقاتليها لا يزالون يخوضون اشتباكات ضارية في عدة مواقع إسرائيلية. وافادت في بلاغ عسكري رقم 3 : “لا زال مجاهدو كتائب القسام يخوضون اشتباكات ضاريةً في عدّة مواقع قتال داخل أراضينا المحتلة منها: أوفاكيم وسديروت وياد مردخاي وكفار عزة وبئيري ويتيد وكيسوفيم، وتقوم مفارز المدفعية بإسناد المقاتيلن بالقذائف الصاروخية“.
وأفاد مراسل القناة 14 الإسرائيلية بحدوث تبادل إطلاق النار في مستوطنة ياد في غلاف غزة بين قوات الأمن ومسلحين فلسطينيين.
وقالت كتائب القسام إن مقاتليها سيطروا على قاعدة رعيم العسكرية، مقر قيادة فرقة غزة، وعادوا إلى القطاع.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن سلاح البحرية قضى على 5 مسلحين فلسطينيين تسللوا إلى منطقة زيكيم شمالي الحدود مع غزة. وبحسبه تم تصدى لمسلحين فلسطينيين حاولوا التسلل إلى مستوطنة عين هبسور في غلاف غزة.
يأتي ذلك، فيما شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على أهداف في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
هذا وانتشلت طواقم الإنقاذ الفلسطينية فجر وصباح اليوم الأحد، جثامين 18 شهيدا من بين أنقاض المنازل والأبراج السكنية التي دمرتها غارات الاحتلال الإسرائيلي. وبحسب إذاعة محلية، تم انتشال 4 شهداء بعد استهداف منزل يعود لعائلة شعبان غرب مدينة غزة. وسجلت إصابات بقصف إسرائيلي استهدف منزلا مأهولا بالسكان بمخيم النصيرات وسط القطاع. وأعلن عن وصول 5 إصابات لمجمع ناصر جراء قصف منزل القيادي في حماس زكريا معمر في خانيونس
وأطلقت المقاومة الفلسطينية فجر اليوم 100 قذيفة صاروخية من قطاع غزة صوب عسقلان، ما أدى لإصابة 6 إسرائيليين. وأصيبت إسرائيلية بجروح خطيرة بعد سقوط صاروخ على مبنى في عسقلان، فيما أصيب 5 آخرين بجروح طفيفة.
ودوت صافرات الإنذار في عسقلان وسديروت وعدد من مستوطنات “غلاف غزة” بعد إطلاق رشقات صاروخية جديدة، بالتزامن مع غارات عنيفة يشنها طيران الاحتلال على القطاع. وسجلت إصابة مباشرة لأحد المنازل في سديروت، دون أن يبلغ عن إصابات في المكان.
وكان ذ الجيش الاسرائيلي نفذ غارات استهدفت منازل قياديي حركة حماس في قطاع غزة، بينهم يحيى السنوار ونزار عوض الله ومحمود الزهار وفتحي حمد وعصام الدعليس وكمال أبو عوان وأبو معاذ السراج.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم 426 هدفا لحركة حماس فيها، منها 10 أبراج سكنية حتى الآن، وافيد عن سقوط 12 شهيدا نتيجة قصف إسرائيلي استهدف منزلين في بيت حانون شمالي قطاع غزة دون سابق إنذار.
بدورها، قالت وزارة الداخلية في غزة إن طائرات الاحتلال دمرت منزلا على رؤوس ساكنيه في بيت حانون شمال قطاع غزة. وقد استهدفت الغارات عمارات وأبراجا سكنية، بينها برج “وطن” المكون من نحو 14 طابقا القائم في شارع الجلاء غربي مدينة غزة ويتضمن مكاتب لمؤسسات محلية وشركات ومحامين، ودمرت الصواريخ الإسرائيلية البرج بشكل كامل وألحقت أضرارا بالمباني المجاورة، وهذا هو البرج الثاني الذي تدمره إسرائيل في غزة خلال أقل من 24 ساعة، بعد قصف برج “فلسطين” الواقع في شارع الشهداء بحي الرمال غربي المدينة.
كما دمرت الطائرات الحربية الإسرائيلية مقري البنك الوطني الإسلامي وبنك الإنتاج، إضافة لعدد من المنازل لمواطنين في أنحاء متفرقة من القطاع.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي بدأ في إجلاء سكان منطقة غلاف غزة، متوقعا أياما صعبة، وذلك بعد يوم من إطلاق كتائب القسام عملية عسكرية باسم طوفان الأقصى باغتت بها الاحتلال وأسرت عشرات الجنود.
وقال جيش الاحتلال إنه بدأ خلال الليلة الماضية إجلاء كاملا لسكان غلاف غزة، مشيرا إلى أن قواته تواصل البحث عن المسلحين في 7 مواقع، في حين كشف متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن عشرات الآلاف من القوات موجودون في مستوطنات غلاف غزة.
وزعم الجيش في بيان أنه تمكن من استعادة السيطرة على معظم المواقع التي اقتُحمت، وفق هيئة البث الرسمية، وأضاف أن القتال لا يزال مستمرا في مستوطنة بئيري حتى الآن، بينما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن سكان أشكول بغلاف غزة يتحدثون عن تسلل جديد لمسلحين إلى المنطقة.
كما أفادت القناة 14 الإسرائيلية بتبادل إطلاق النار في مستوطنة ياد في غلاف غزة بين القوات الإسرائيلية والمقاومة.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع حصيلة المصابين إلى 1864 إسرائيليا من بينهم 19 في حالة حرجة و326 في حالة خطرة و359 متوسطة. كما أفادت صحيفة جيروزالم بوست أن التقديرات غير الرسمية تشير إلى أن نحو 750 إسرائيليا لا يزالون في عداد المفقودين.
بينما قالت وزارة الصحة في غزة إن العمليات العسكرية الإسرائيلية أدت لاستشهاد 256 فلسطينيا بينهم 20 طفلا، وإصابة 1788 بجروح مختلفة بينهم 121 طفلا.
من جهة ثانية، لخص رئيس الموساد السابق إفرايم هاليفي، ما جرى في غلاف غزة والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع فجر أمس السبت بعبارة “لم يكن لدينا أدنى فكرة عما يجري”.
وأكد أن القوات الإسرائيلية لم تتلق أي تحذير من أي نوع، واصفاً تغلغل عناصر من الفصائل الفلسطينية إلى مدن إسرائيلية بالمفاجأة التامة.
وقال في تصريحات لشبكة سي إن إن الأميركية إن عدد الصواريخ التي أطلقتها حماس خلال أقل من 24 ساعة زاد عن 3000 صاروخ.
كما أكد أن هذا أمر يفوق الوصف والخيال، مضيفاً “لم نكن نعلم أن لديهم هذه الكمية من الصواريخ، وبالتأكيد لم نتوقع أنها ستكون فعالة كما حصل أمس”.
وشدد على أن هذا الهجوم كان فريدًا من نوعه ولأول مرة يحصل أن يتمكن عناصر فلسطينيون من “التوغل في عمق إسرائيل والسيطرة على عدد من القرى”.
والواضح أن التدريبات التي دأبت القوات الإسرائيلية على تنفيذها، والسيناريوهات المتعددة التي وضعتها للتصدي إلى أي هجوم بري من القطاع أو الضفة أو حتى الحدود الشمالية فشلت في تجهيزها.
واعتبر عدد آخر من المحللين أن عنصر المفاجأة لعب الدور الأكبر في تأخر رد الفعل الإسرائيلي، ما فسح المجال لحماس بأسر عدد أكبر من الإسرائيليين والتوغل بعمق أكبر في عدد من المستوطنات المحيطة بغلاف غزة.
ووضع هذا الهجوم المباغت الحكومة الإسرائيلية لاسيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موقع محرج، يؤكد العديد من المراقبين أنه سيفتح عليه لاحقا باب المساءلة على مصراعيه.
يشار إلى أن نتنياهو كان توعد بالانتقام من هذا اليوم الذي وصفه بالأسود.
فيما أكد الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد أن عملياته لا تزال مستمرة في 8 مواقع بمحيط غزة كان عناصر من حماس سيطروا عليها وعلى غيرها من المستوطنات، حيث أسروا العشرات.