أسرار ما حدث ويحدث في غزة
فهد موسى جابر
يوماً بعد يوم تتكشف بعضُ اسرار ما حدث و يحدث في غزة بعدَ ما سُمِّي بطوفان غزة و سهولة تنفيذه وبين ما صدر بالامس من موقف غير مفهوم من قيادة حماس المقيمة في فندق النجوم الخمسة في قطر صديقة اسرائيل الاولى و المطبّعة الاولى معها منذ حوالي 25 سنة .
وفي خطوة ملتبسة ٱعتبَرَها البعض كمحاولة لتخفيف الضغط عن مجرمي الحرب الاسرائيليين ولتحويل الانظار عن همجية الجيش الصهيوني .و لفتح جبهات داخلية بين الفلسطينيين لاراحة إسرائيل.
فإن حماس التي تدعو للتظاهر ضد السلطة الفلسطينية وضد ابو مازن بدل الاقتراب من منظمة التحرير لتكون جزء منها بدل تلك الدعوة الغريبة ،قد يكون تفسير ذلك انه إستكمالٌ للانهيار .
و نقلت بعض المصادر عن بعض المحللين و العارفين بخفايا الامور بمعرض تعليقهم على ما يجري في داخل الكيان الصهيوني قد ذكروا ان ما جرى و يجري في اسرائيل هو عملية تغيير لمجرى التاريخ قد يكون بحجم هجمات 11 سبتمبر… و إن صح ذلك فهذا معناه ان هناك شكوكا جدية في ان تكون اسرائيل وبالتعاون مع اطراف معينة عربية و اقليمية قد استدرجت الفصائل وبعض قياداتها لعملية سهلت لها النجاح بهدف خلق واقع مأساوي لاسرائيل يستدعي تصعيدا غير مسبوق واهم اهدافه هو انهاء أي تطبيع عربي اسرائيلي (بما فيه السلام بين الفلسطينيين و إسرائيل)، و دفن حل الدولتين للأبد .
والقضاء على مبدأ أن “منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”، والقضاء على قبول منظمة التحرير في مؤتمر الجزائر للعام 1988 ومؤتمر مدريد وكل قرارات الشرعية الدولية وأوسلو ، و التخلص من مبدأ (تنازل إسرائيل عن الأرض مقابل توقف العرب عن ممارسة أي عنف ضد الإسرائيليين) .
وهنا يظهر جلياً الدور الايراني باستخدامها حركتي حماس والجهاد ليخوضا عنها صراعا بالوكالة ،علما انهما خارج منظمة التحرير الفلسطينية و لا يبدو التخطيط الامريكي بعيدا عن هذا السيناريو .
وكما استطاعت ايران مع الولايات المتحدة من تحويل العراق ولبنان واليمن وسوريا، الى دول فاشلة وأحزمة بؤس، لا برامج لديها سوى العنف عن طريق ميليشيات و مرتزقة بعد اختراع داعش و اخواتها .
قوى مسلحة غامضة توالي مرشد الثورة الايراني تحت الطاولات المنتشرة ، على أمل أن تبتلع هذه الدول بالتفاهم مع إسرائيل، وبعدها ما تبقى من دول الخليج العربي. لقد افشى ” جواد ظريف” في مقالاته الماضية سرَّ “الخليج الفارسي الأوسع”.
وبعد التقارب الايراني ـــ السعودي الذي طلبته الصين وبروز التحالف الغربي الهندي الذي استجابت له السعودية ودول الخليج . هدفت ايران الى تخريب الوضع الذي احرج الصين التي تعتبرها ايران حليفتها القوية و بعد ان كاد التطبيع أن يحصل شعرت إيران ومعها قطر أن وقت الحرب الحاسمة قد حان ،
اوحت قطر لحماس الساذجة التي اجتازت الجدار واستطاعت تحقيق ما يشبه المفاجأة للاسرائيليين الذين اوهموا المجتمع الدولي انهم بُوغتوا ، و اظن ان حماس نفسها تفاجأت بدورها من عوامل ضعف الاسرائيليين الشديد التي صادفت مقاتليها . ربما كانت حماس اعتقدت أنها ستكون حربا كباقي الحروب الماضية (بضعة أسابيع ثم هدنة) لكن حجم الخسائر الاسرائيلية فرض منطقاً آخر لتتحول الحرب الى حرب على ارهاب حماس و الجهاد و يكون هدفها ما سموه ( تفكيك حماس) و اعادة رسم خارطة ديموغرافية لغزة والوجود الفلسطيني في الضفة و في اراضي ال٤٨ تحديدا والتي لم يفصحوا عنها الان لكونها الهدف النهائي لتثبيت نهائية يهودية الدولة .
يبدو ان اللعبة قد انكشفت مع إيران بعد كشف شبكة التجسس الايرانية داخل الحكومة الأميركية الذي سرّع في اقناع المترددين أن التسوية مع إيران مستحيلة.
اما قطر التي أدركت فداحة الموقف وعرضت فورا وساطتها لحماية حليفتها حماس، فلا اعتقد انها ستنجح بالوصول لهدنة أو لخفض التصعيد. خاصة و انها لعبت الدور الاخطر و تورطت بدفع حماس ولم تكن حساباتها تصل لهذا المستوى من التصعيد .
ويرى احد المراقبين انه إذا تفادى حزب الله الدخول في الحرب، فسيجنّب لبنان دمارا غير مسبوق إذ أن إسرائيل حاليا اصبحت معسكر كبير اطلسي يخوض حربا وجوديه ، ما يعني أنها تستعد لحالات حرب على اكثر من جبهة بدعم امريكي و غربي غير مسبوق .
و كل الامر مرتبط بالقرار و الأوامر الإيرانية. اذا تأكدت ايران ان الموس سيصل الى ذقنها فلن تطلب من حزب الله الهدوء . وهنا نستدرك لنقول : ماذا تركت حماس للسلطة الفلسطينية في غزة ؟ هل تركوا لاهالي غزة العزّل خيارا آخرا.
و هل نسي الفلسطينيون ماذا فعلوا بعناصر فتح وغيرها إثر انقلابهم في غزة بدعم من قطر و الاتراك والذي قصم ظهر السلطة الوطنية الفلسطينية الجامعة للشعب الفلسطيني وما كان ذلك سيتم بدون تشجيع و رعاية ايران و أليست غزة مخطوفة كما لبنان مخطوف.
معيب ان يدعو اسماعيل هنية البارحة ومن قطر للتظاهر في الضفة ليس ضد الصهاينة بل ليسقط عباس و لتسقطَ السلطة كلها و يبقى هو و حركته المدعومة من ايران. إن اسرائيل تتقاطع معهم بالتأكيد لانهاء فكرة نشوء دولة فلسطينية على اراض فلسطينية .
إن هذه المواقف اللامسؤولة تلقي ظلالا على ان كلام هنية في دفن فكرة حل الدولتين وليتم تسليم القرار الفلسطيني لايران و من بعدها قطر وتديره منظمة الاخوان العالمية و قيادتها العميقة الموجودة في لندن لصالح مشروع دولة للفلسطينيين في بعض غزة و بعض سيناء .
هذا المشروع الذي انخرط فيه الرئيس المصري السابق محمد مرسي والذي ينص على انشاء كيان فلسطيني في غزه وتوسيعه باتجاه مصر ليتم تجميع الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة وفي اراضي ال48 و يحملون الجنسية الاسرائيلية فيه . والهدف تثبيت واقع يهودية دولة اسرائيل لتكون تلك الدولة هي البديل عن اراضي ال67 التي ترفض اسرائيل تركها وكما قلت في مقالات سابقة لتقضي على مجرد التفكير بدولة فلسطينية تزدهر و تشكل خطرا وجوديا على دولة اسرائيل .
و كما تعرفون فقد تم اعتقال مرسي و مواجهته بالتسجيلات الصوتية له مع افراد الشبكات الارهابية في سيناء والتي خططت لعمليات خطف وقتل وتفجيرات ضد الجيش المصري .لقد تم تسجيل مقاطع كامله بين مرسي و بينهم للتآمر على خطف و قتل العشرات من افراد الجيش المصري ليتسنى لاخوان مصر الهيمنة على قرار الجيش المصري وتطويعه لخدمة مشروعهم المدعوم من قطر وايران والانكليز.
اننا متضامنون مع القضية ومع الشعب الفلسطيني المعطاء وندعو حماس للعودة الى منطمة التحرير و ان تقطع صلاتها بإيران و من هم مثل إيران قبل فوات الاوان.
Visited 20 times, 1 visit(s) today