قصص قصيرة
عزالدين الماعزي
رواية قصيرة جدا
رفقة :
من أعمق أعماق النفس انطلقتْ غيمة وهاجة برفقة شمس؛
كانت الشمس مطمئنة إلى الغيمة في رحلتها.
سريعا… تسربلت الغيمةُ بالسواد
فأضحت الشمس جمرة ملتهبة.
نقش :
كانت تنقش كفّها الصغير بالحناء خطوطا ودوائر وهي تضحك. تمسح دمعا سال على خدها، تنقشُ يد طفلة تمنّتها أن تكونَ ابنتها في الجنة.
إعجاب :
بهذا الرأس الضخم أبدى إعجابه،
كل صباح يغسله بجديد الشامبوان ويصبغُه بالحناء.
خبيزة طايبه :
انتبهت إلى أنّها عدلت من جلستها؛ تثنية الركبتين، الرأس منحن..
جذبتْ حزمة أوراق أمامها، ناولتها التي..
الورقة الأولى.. قالت لها قولي:
-ها تخمامي..
أعادت نفس الحركة وهي تأمرها بأن تضع يدها على مجموعة من الأوراق تجاه قلبها : ها باش يأتيني الله..
عدلت جلستها.. تنهدت.. وانتظرت (خبيزة طايبه)..
رواية قصيرة:
صباحَ كل يوم، يخطّ، يكتب، ينقح، يمحو، يصحح، يمزق أوراق وسطور يوميات لم تكتمل..
أصابعه تنتهك حرمة أمكنة قديمة، استوطن غيرها كي ينسى أنه كان – هناك – بطلا لأحداث لم تقع أبدا منذ عشرين سنة بالتمام.
القبض على الفراشات :
الطفلُ الذي يوجد في حلم الحكاية، يتابع أستاذة مادة اللغة يعلوها غبار الطباشير وصدأ الانتظار، تشرح، تشرحُ.. وهو ساهٍ سارح بين شساعة الحقول، يلتقط الفراشات يمرح، يسرح،
التفت في تلك اللحظة، كانت نحلة قد لسعته عندما اصطدم بلسان الحكي. توقفت هي عن الشرح، أمامه طالبته ببسط كفيه،
أحسّ بالذنب كلما حاول الوصول إلى غاية كلما ابتعدت وتشكلت سحب خلف كتفه
يده بثور، تبسمت… بنقاط، توقفت عن ..
في انتظار التقاط الفراشات المتبقية في المرآة وبعض الدقات اللاسعة .
ظرف التقاعد :
منتشياً رفع رأسه بالحصول على الشهادة، ظل حريصا أن تكون بين يديه نظير السنوات التي قضاها في الخدمة.. حسن السيرة والسلوك والتفاني في العمل.. لم تشفع له في المطالبة والزيادة في الحوالة. ضحك لأن (المانضا) لم تتغير بتاتا وظلت صفراء كوجهه والرأس اشتعل شيبا، اكتفوا بتقديمها.. مذيلة بخط مطرز حريري.. شهادة تقدير.. ومجموعة من الصور تذكارا واعترافا بمجهوداته، وضعها تحت رأسه ونام . كانت شهادة وفاة تسلمتها الزوجة من المعزين الذي جاؤوا يتساءلون عن السبب.