شهية أردوغان المفتوحة على أرض العرب
حسين قاسم
بين سطور خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان امام البرلمان التركي، تجدد الاطماع التركية. فمن المعروف عنه انه في اي حديث يُدلي به رئيس او زعيم او قائد، او اي شخصية نافذة، او كاتب سياسي معروف، يكون احد اهم اهدافه ايصال رسالة او رسائل لمن يعنيهم الامر، او ان ثمة قطبة مخفية رغب في ذكرها وابرازها كي تؤخذ في الاعتبار من الاطراف التي ستشرف على ترتيبات نهاية اي ازمة، او كمال يقال بالفرنسية Nuance، وبالتالي ما هي Nuance او رسالة الرئيس أردوغان في خطابه امام البرلمان التركي، فقد وردت الفقرة التالية في حديثه:
انني أدعو إلى إقامة “فلسطين مستقلة” وعقد مؤتمر يجمع إسرائيل والفلسطينيين، وان تركيا على استعداد لان تكون “ضامنة” لأي اتفاق يتم التوصل إليه في المستقبل.
بيد ان تلك الفقرة وهذا الموقف ليس زلة لسان ولا هو موقف عابر، لا سيما انها اتت في سياق حديث حماسي مليء بالمزايدات، عادة المزايدات تأتي كمن يقود سيارة متجهاً الى اليمين فيوسع الانعطافة نحو اليسار. ان دعوته الى مسيرة حاشدة في اسطنبول من اجل غزة وفلسطين، ورفضه اعتبار حماس منظمة ارهابية، مترافقاً مع هجوم على الدول الغربية التي يشترك معها في حلف الناتو، تأتي هذه الدعوة في سياق هذه الانعطافة.
علماً ان لتركيا علاقات ديبلوماسية طبيعية مع اسرائيل، وبينهما علاقات في مختلف المجالات لا سيما في اطار التعاون العسكري والامني وفي تطوير المعدات العسكرية. كذلك بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين الى العشرة مليارات دولار في السنة الفائتة، مع برنامج لزيادته ليصل الى الخمسة عشر مليار.
والاهم في هذا السياق، ان الاهداف التركية في عهد اردوغان وحزبه الاسلامي غير مخفية عبر محاولاته الحثيثة للتدخل بل التمدد في الداخل السوري والعراقي بحجج مختلفة، وصولاً الى تدخله عبر ارساله آلاف المرتزقة الى ليبيا ورفضه الانسحاب من هناك تسهيلاً لحل للازمة الليبية، ناهيك عن التوتر الذي شاب علاقات تركيا مع مصر والسعودية.
تشير بعض المصادر المُطلعة ان البحث جارٍ بين اكثر من طرف متدخل في حرب غزة الراهنة حول من سيملأ الفراغ الامني بعد الانتهاء من الحرب، والتداول يصطدم بعدم قدرة السلطة الفلسطينية تعبئته، ورفض مصر حتى الآن ادواراً كهذه في ظل الحرب الطاحنة، فتنبري تركيا لإظهار شهيتها في التمدد بارض العرب عبر قضيتهم المركزية،بحجز مقعدٍ مبكر لها، وهي تستند على علاقات جيدة باسرائيل، وكذلك مع حماس.
لكن العاقل يدرك ان ثمة لاعبون كُثُر لكن اللاعب الابرز ستفرزه مجريات الحرب وميزان القوى عند نهاياتها.
Visited 3 times, 1 visit(s) today