أكثر من 400 شهيد وجريح في غارات محت حيا سكنيا في جباليا

أكثر من 400 شهيد وجريح في غارات محت حيا سكنيا في جباليا

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

مجزرة وحشية جديدة ارتكبها الجيش الاسرائيلي بقصفه حيا سكنيا محاذيا للمستشفى الإندونيسي في جباليا شمالي غزة، مخلفا مئات الشهداء والجرحى.

وأشارت وزارة الصحة في غزة ان ماحصل إبادة جماعية أدت إلى سقوط 400 بين شهيد وجريح، وفق حصيلة أولية، مؤكدة أن العدد قد يكون الأكبر وقد يناهز عدد ضحايا مذبحة مستشفى المعمداني، لأن المنطقة التي قصفت كانت “مكتظة بالسكان”.

ووصف المتحدث باسم الوزارة الوضع في المستشفى بأنه “كارثي للغاية”، مشيرا إلى أن العدد الأكبر من الضحايا هم من الأطفال والنساء.

وقالت وزارة الداخلية في غزة إن مخيم جباليا تعرّض لقصف بـ6 قنابل تزن كل واحدة طنا من المتفجرات، وإن الاحتلال دمّر حيا سكنيا وسط المخيم بشكل كامل. كما قال مدير المستشفى الإندونيسي إن ضحايا القصف يعانون حروقا وتشوهات تظهر أن الاحتلال استعمل في القصف “أسلحة محرمة دوليا”، منوها إلى أن المستشفى سيتوقف عن العمل بالكامل مساء غد بسبب نقص الوقود.

من ناحيته، قال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة إن ما شهدته جباليا ليست المجزرة الأولى للاحتلال بحق المدنيين في القطاع، مشيرا إلى وجود عدد من المواطنين على الأرض بين شهيد وجريح. وأكد أن الدفاع المدني يحاول بإمكانياته البسيطة والمحدودة انتشال الجرحى وإنقاذهم.

في السياق ذاته، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في تصريحات صحافية إن عدد الضحايا كبير في مخيم جباليا وقد يناهز عدد الضحايا في القصف الذي طال مستشفى المعمداني.

وأضاف “نحاول إنقاذ أكبر عدد ممكن من الجرحى في ظل عدم توفر الإمكانيات”، محذرا من أنه لم يعد يتوفر سرير واحد لعلاج الجرحى “نتيجة انهيار المستشفيات”. كذلك قال القدرة إن “الطواقم الطبية لا تتوفر لديها مستلزمات العلاج لأن الاحتلال يمنع إدخالها. ونقص المستلزمات الطبية ينعكس سلبا على عدد الجرحى الذين يتم إنقاذهم“.

وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة إن عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية على القطاع زاد إلى 8525 منهم 3542 طفلا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وأضاف أنه تم استهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 15 مستشفى و32 مركزا صحيا عن الخدمة نتيجة الاستهداف وعدم إدخال الوقود. كما قتل 10 اشخاص في غارات على مخيم الشاطىء.

ومع توسيع إسرائيل عملياتها البرية في قطاع غزة اندلعت اشتباكات بين مقاتلي حماس والقوات الإسرائيلية في شمال وجنوب مدينة غزة.

وترددت أنباء عن تقدم قوات إسرائيلية من محوري شمال غرب مدينة غزة وجنوبها. في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يخوض “معارك ضارية” في عمق قطاع غزة، متحدثاً عن مقتل “عشرات المسلحين” في الساعات الماضية.

كما أشار في بيان اليوم إلى أنه قصف “خلايا إطلاق صواريخ مضادة للدبابات ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات ومواقع مراقبة” مشيرا إلى مصادرته العديد من الأسلحة بينها بنادق ومتفجرات.

من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها خاضوا “اشتباكاً مع القوات الاسرائيلية المتوغلة شمال غرب غزة”، لافتة إلى أنهم استهدفوا “آليتين” ما أدى الى “اشتعال النيران فيهما“. كما أشارت إلى أنها طوقت قوة إسرائيلية بعد دخولها مبنى” في بيت حانون شمال القطاع.

وكانت القسام أفادت في وقت سابق بفتح النار من كمين في تجاه “الآليات المتوغلة غرب منطقة التوام شمال القطاع”، مشيرة الى أنها استهدفت “3 آليات بقذائف ياسين 105”.

إلى ذلك، أعلنت “كتائب القسام” قصف قاعدة نيفاتيم الجوية وبلدة نير إسحاق بغلاف غزة برشقة صاروخية، فضلا عن مدينة تل أبيب. فيما انطلقت صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل، حسب الجيش الإسرائيلي.

يذكر أن إسرائيل كانت وسعت، منذ الجمعة الفائت، عملياتها البرية بغزة في إطار سعيها لمعاقبة حماس على الهجوم الذي شنته في 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، وفق السلطات الإسرائيلية. فيما كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة أن 20000 جندي إسرائيلي دخلوا القطاع منذ يوم الجمعة الماضي، وفق ما نقل موقع أكسيوس. كما أشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي دفع بفرقتي مشاة ومدرعات إلى داخل غزة منذ أواخر الأسبوع الماضي.

إلا أن تقدم القوات الإسرائيلية حتى هذه اللحظة لم يحقق أي تقدمات سريعة، لعدة أسباب، منها التخوف من الأنفاق واحتمال نصب الكمائن، فضلا عن ملف الأسرى.

إذ يرجح العديد من المسؤولين الإسرائيليين أن القتال سيصبح أكثر خطورة وصعوبة بمجرد دخول القوات الإسرائيلية إلى داخل المدينة المنكوبة، التي لا تزال تتعرض لهجوم من الغارات الجوية الإسرائيلية.

وكانت كافة القيادات الإسرائيلية السياسية والعسكرية أقرت مرارا خلال الأيام الماضية بأن المعركة من أجل “تدمير وسحق” حماس ستكون “طويلة وصعبة”. كما ألمحوا إلى أنها ستؤدي بلا شك إلى مقتل العديد من الجنود الإسرائيليين والمدنيين الفلسطينيين على السواء.

وقالت مصادر إن الجيش الإسرائيلي يستخدم أيضاً مصادر استخباراتية على الأرض لمحاولة تحديد مكان الأسرى وتحريرهم.

وتشجع المسؤولون الإسرائيليون في نهاية هذا الأسبوع عندما أنقذت قوة خاصة تابعة للجيش الإسرائيلي وجهاز المخابرات الشاباك مجندة إسرائيلية هي أوري مجيديش، من مبنى بعيد حيث كانت حماس تحتجزها أسيرة.

هذا وأكد مستشار الأمن الإسرائيلي تساحي هنغبي، أن إسرائيل لن تتراجع عن بذل أي جهد للإفراج عن الأسرى لدى حماس، موضحاً أن لا مفاوضات تجرى حالياً بشأن ذلك، وأضاف أن لا قتال بدون ثمن باهظ.

وأضاف في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء، أن الجيش لن يتوقف حتى إنهاء حكم حماس في غزة، مشيراً إلى أن استمرار المعركة يعني دفع إسرائيل ثمناً كبيراً خصوصاً على المستوى الاقتصادي.

كذلك قال في معرض رده على أسئلة الصحافيين، إن التركيز في قتال غزة على الشمال ودور الجنوب سيأتي لاحقاً.

وكان حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، قد كشف في تصريحات اليوم أن الهجمات والغارات الإسرائيلية العنيفة تعيق أي مفاوضات حول الأسرى.

كما شدد على أن الهجمات الإسرائيلية لا تتوقف وتعيق أي تفاوض، مضيفا أن الاجتياح البري الإسرائيلي سيزيد المخاطر على حياة الأسرى.

يشار إلى أن قطر ومصر كانت دخلت خلال الفترة الماضية على خط المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل. إلا أن تمسك السلطات الإسرائيلية بمنع إدخال الوقود إلى قطاع غزة المحاصر، والذي باتت مستشفياته على شفير الانهيار مع تناقص الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود أيضاً، عرقل جهود اللحظات الأخيرة.

فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بوقت سابق اليوم أن 240 أسيراً محتجزون لدى حماس منذ السابع من أكتوبر إثر الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلو الحركة الفلسطينية على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة.

 

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة