إسرائيل تستعد للمرحلة الثالثة من الحرب .. وأهالي غزة يبادلون ممتلكاتهم بالغذاء

إسرائيل تستعد للمرحلة الثالثة من الحرب .. وأهالي غزة يبادلون ممتلكاتهم بالغذاء

السؤال الآن ــــ وكالات وتقارير

يستعد الجيش الإسرائيلي للانتقال إلى “المرحلة الثالثة” من الحرب في غزة خلال الأسابيع المقبلة، وشهدت المرحلة الأولى من الحرب غارات جوية وبرية وبحرية مكثفة، فيما تضمنت المرحلة الثانية اجتياحا بريا موسعا بالدبابات.

وقالت هيئة البث الاسرائيلية أنه على ضوء الإنجازات المحققة سيتم وقف الاجتياح البري، وتسريح عناصر من قوات الاحتياط، وتقليص العمليات العسكرية، والانتقال إلى عمليات واغتيالات محددة، وإقامة منطقة عازلة آمنة داخل قطاع غزة، وإخراج المقاتلين بانتظام، والاستعداد للقتال بشكل مستهدف.

وأشارت الهيئة إلى أن الجيش يسيطر على جزء كبير من شمال قطاع غزة، ولا يزال بعيدا عن السيطرة على الجزء الجنوبي من قطاع غزة، خاصة في خان يونس ورفح، حيث لا تزال هناك معارك طاحنة.

وتهدف العمليات في جنوب قطاع غزة إلى تصفية كبار مسؤولي حماس، وهي تتم في منطقة كثيفة السكان ومعقدة، في ظل حرص على عدم إصابة الأسرى الإسرائيليين.

وكان مستشار الأمن القوي الأميركي جيك سوليفان أكد خلال زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي، أنه “سيكون هناك تحول لمرحلة بالحرب تركز على الاستهداف الدقيق لقادة حماس”، مشدداً على “ضرورة تحول العمليات لتكون أقل حدة”.

من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها أجهزوا على أربعة جنود إسرائيليين من نقطة صفر بمخيم جباليا شرق قطاع غزة. وكانت ذكرت في وقت سابق أن مقاتليها يخوضون اشتباكات مع قوات إسرائيلية متوغلة في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.

وافادت على تليغرام أن مقاتليها استخدموا خلال الاشتباكات عبوات العمل الفدائي وقذائف “الياسين 105″ المضادة للدروع والقذائف المضادة للأفراد والتحصينات، و”أوقعوا خلالها عددًا كبيرًا من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح”.

وقالت كتائب القسام أمس الجمعة إنها أوقعت 5 جنود إسرائيليين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بين قتيل وجريح بعد استهدافهم بقذيفة مضادة للتحصينات والاشتباك معهم.

في السياق، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس صباح اليوم مقتل 18 شخصا في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم النصيرات وسط القطاع خلال الليلة الماضية. وأكدت أن الجيش الإسرائيلي يواصل “القصف المكثف” لمختلف أنحاء القطاع، مشيرة الى مقتل أكثر من 400 شخص في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة.

 وكان الجيش الإسرائيلي أعلن ليل الجمعة تدمير مجمع أنفاق “استراتيجي” ومقرات لحماس في مدينة غزة بشمال القطاع.

يأتي ذلك بعيد صدور قرار مجلس الأمن الرقم 2720 الذي دعا “كل الأطراف الى إتاحة وتسهيل الإيصال الفوري والآمن ومن دون عوائق لمساعدة إنسانية واسعة النطاق” إلى غزة، واتّخاذ إجراءات “عاجلة” بهذا الصدد و”تهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية”.

وطالب باستخدام “كل طرق الدخول والتنقل المتاحة في كل أنحاء قطاع غزة” لتوصيل الوقود والغذاء والمعدات الطبية إلى القطاع.

وصدر القرار بتأييد 13 من الأعضاء وامتناع الولايات المتحدة وروسيا. لكن تأثيره على الأرض يبقى موضع تساؤل، إذ أن المساعدات التي تدخل قطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن بالحاجات المتعاظمة لسكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحت غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار الذي طال غالبية مقومات الحياة اليومية.

ويقترح القرار نظاما تحت رعاية “منسّق” أممي مسؤول عن “تسريع” عملية التسليم من خلال “التشاور” مع الأطراف، ما يعني أن إسرائيل ستحتفظ بالإشراف التشغيلي على توصيل المساعدات.

وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حتى الآن 20057 قتيلا، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 50 ألف جريح، وفق أحدث حصيلة لحكومة حماس.

وأدت الحرب الى دمار واسع في غزة، وأحالت أحياء بكاملها ركاما. كما بلغ الوضع الإنساني مستويات كارثية بعدما شددت إسرائيل حصارها على القطاع بعيد اندلاع الحرب، وقطعت إمدادات المياه والكهرباء والوقود والمواد الغذائية.

ورغم السماح بدخول قوافل إغاثية، تؤكد منظمات دولية أن هذه الكميات تبقى أدنى بكثير من حاجات السكان.

وفي الآونة الأخيرة، أعلنت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم بين أراضيها والقطاع بشكل “مؤقت”. وتقوم إسرائيل بتفتيش كل المساعدات قبل أن تجيز إدخالها.

ويواجه نصف مليون شخص، أي قرابة ربع السكان، خطر الجوع بحسب تقرير صادر هذا الأسبوع عن برنامج أممي يرصد مستويات الجوع في العالم. وفي الأسابيع الستة المقبلة، قد يجد جميع سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، أنفسهم في الوضع نفسه.

إلى ذلك، فإن تسعة فقط من مستشفيات غزة البالغ عددها 36 لا تزال تعمل جزئيا، وفق منظمة الصحة العالمية.

واليوم قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، غيبريسوس، إن الناس في غزة يواجهون الجوع، ويبيعون ممتلكاتهم مقابل الغذاء.

 وأكد غيبريسوس في تدوينة له في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “إكس” أن هناك جوع ومجاعة في غزة. وأوضح: “يواجه الناس الجوع ويبيعون امتعتهم مقابل الغذاء، الآباء والأمهات يجوعون حتى يتمكن أطفالهم من تناول الطعام، وهذا الوضع كارثي على صحة الناس في قطاع غزة”.

من جانب آخر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه عزز قواته في خان يونس بـ5 ألوية جديدة، جاء ذلك بعد ساعات من كشف وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال سحب كتيبة في لواء غولاني من غزة بعد 60 يوما من القتال تكبدت فيها خسائر كبيرة.

وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن جنود الكتيبة في لواء غولاني -الذي يصنف ضمن قوات النخبة الإسرائيلية- غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم.

 وكان 42 من جنود وضباط غولاني -بينهم قائد الكتيبة الـ13- قد قتلوا في معارك حي الشجاعية بغزة.

وفي سياق متصل، تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية من منطقة تل الزعتر شمالي قطاع غزة ومحيط المستشفى الإندونيسي في جباليا خلال الليلة الماضية.

وذكر شهود عيان أنه تم العثور على عشرات الجثامين لفلسطينيين بعضهم نساء وأطفال ملقاة بالطرقات بعد أن قتلتهم القوات الإسرائيلية بالقذائف وصواريخ الطائرات المسيرة والقنص بالرصاص الحي.

ووصف الشهود مشاهد الجثامين المتحللة في الطرقات بالفاجعة والمأساة، حيث نهشت الكلاب والقطط أجزاء منها، فيما تحللت أجزاء أخرى.              

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن إسرائيل استخدمت مئات القنابل من طراز “إم كيه-84” ذات القوة التدميرية العالية -بعد حصول تل أبيب عليها من واشنطن- في مناطق صنفتها آمنة للمدنيين، وذلك استنادا إلى تحليل الأدلة البصرية المدعمة بالذكاء الاصطناعي.

وأشارت الصحيفة إلى تشكل حفر ضخمة جراء سقوط القنابل على مناطق في جنوب غزة، وتبين بعد مسح صور الأقمار الصناعية أن قُطر كل حفرة يزيد على 12 مترا.

وبحسب خبراء الذخائر، لا تتشكل حفر بهذا الحجم في التربة الرملية الخفيفة في غزة إلا إذا تم استخدام قنابل يبلغ وزنها ألفي رطل.

وردا على سؤال نيويورك تايمز بشأن هذا الموضوع، قال متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي (لم تذكر اسمه) إن أولوية إسرائيل القضاء على حماس، وسيتم تناول هذه الأسئلة في مراحل لاحقة.

وقال محقق جرائم الحرب السابق في الأمم المتحدة مارك غارلاسكو إن شدة القصف الإسرائيلي على غزة في الأسابيع الأولى لم يشهد لها مثيل منذ حرب فيتنام، مؤكدا أن القصف بهذه الكثافة في حربي العراق الأولى (1991) والثانية (2003).

من جهته، أكد مسؤول في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، اليوم السبت، أن الجيش الإسرائيلي أصدر أمس الجمعة أمرا لسكان منطقة في وسط قطاع غزة بالانتقال إلى أماكن تشهد غارات جوية، ولكنه قال إنه لا مكان آمنا في غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي نشر باللغة العربية منشورا طلب فيه من سكان مخيم البريج وأحياء عدة مجاورة “المغادرة فورا حفاظا على سلامتهم” باتجاه دير البلح. وقال في الأمر “من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري إلى المآوي في دير البلح” وسط القطاع.

وكتب مدير شؤون الأونروا في غزة توم وايت على منصة “إكس”: “الناس في غزة بشر وليسوا قطعا على رقعة شطرنج.. كثيرون تم تهجيرهم فعلا مرات عدة”. كما أكد أن “الجيش الإسرائيلي يأمر الناس بالانتقال إلى مناطق تشهد غارات جوية وليس هناك مكان آمن، ولا مكان يذهبون إليه”.

وبحسب الأونروا، فإن أمر الإخلاء الأخير يشمل “أكثر من 150 ألف شخص”.

 

 

Visited 2 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة