في الانجلاء السياسي.. من أجل كتلة ديمقراطية متجددة ناظمها ملتمس رقابة
عبد الله راكز
سبق وأن طرحنا سابقا في إحدى مقالاتنا وجوب تأسيس كتلة ديمقراطية متجددة.تنهض برافعة تحويل الشعار المانع للتدهور العام، من الاجتماعي إلى السياسي (وهذا هو الأهم الآن)، كون هذا التحول، يساعد لامحالة على استكناه كون السياق الاجتماعي في وضعه وملابساته، قد يشكل (على الاقل) عنصر توحيد رئيسي للحركة الديموقراطية المتضررة حتى من وجودها كحركة تاريخية شرعية، أمام كائنات سياسوية مافيوزية، همها وكل همها: الإجهاز على بشكل مُفقر، وحشي ولا أخلاقي على مكتبات الشعب المغربي.
1/ الانجلاء الواضح في التردي الاجتماعي:
سبق وأن طرحت رأيا بهذا الخصوص، بجريدة “الاتحاد الاشتراكي”، والآن وقد نضجت الرؤيا لدى قادة الحزب ومتحالفيه (حزب التقدم والاشتراكية)، نعود لنؤكد من جديد، أن رغبتنا (وأعتقد بأنها رغبة كل الراغبين في التغيير) ليست ولم تكن مزاجية إطلاقا، هذا من جهة، أما من جهة ثانية، فإن من يدعو لمثل هذا القرار هما حزبان وطنيان بالبلاد، فهذا يعني أن الاقتناع قد تم، بضرورة الانتقال من خانة تسجيل مطلب قائم بالواقع إلى خانة صياغة تصور يفترض في قيامه، تساوقا جدليا بينيا، بين المطلب السياسي والآخر الاجتماعي. والحال، وعلى سبيل التذكير، فإن مذكرة الكتلة الظيموقراطية العام 96، وميثاق الشرف العام 97، كانت شكلت مقدمة أساسية ضمن مقدمات أخرى لا تقل أهمية، استهدفت نقل قضية الديموقراطية، من الصعيد الليبرالي الشكلي إلى صعيدها الاجتماعي، بمختلف تمظهراته الحقيقية. وهذا هو المطلوب الآن في ظل حكومة متوحشة منعدمة القرار الاجتماعي وحتى الأخلاقي.
22 / الاتحاد الاشتراكي بتاريخه، في الواجهة:
إلى حين قيام حكومة التناوب التوافقي العام 98، شكل الاتحاد الاشتراكي دائما واجهة لما يُعامل في المشهد السياسي المغربي، يتقوى بنهوضه ويضعف بخموده ، هذا حقيقة، غير الأهم في اعتقادي، هو أن إحساس هذا الحزب بمُشكلة الانجلاء المذكورة، هو مايصوب تفكيره احيانا، إلى استكناه السياق الاجتماعي في وضعه وملابساته،لأن تماهيه مع تاريخه المنسي، ومع قواته الشعبية (على أية حال)، يفرض عليه لا محالة، أن يشكل عنصر توحيد رئيسي، للحركة الديموقراطية في نضالها وبرنامجها المطلبي والسياسي منه بالأساس.
3/ حزب التقدم والاشتراكية: الكم والكيف:
إن ماقلناه سابقا لينطبق على حزب التقدم والاشتراكية (حزب التحرر والاشتراكية، أي نعم).فهذا حزب العمل الوحدوي دائما (حزب السي علي يعتة، والسي عبدالله العياشي، وبورقية وغيرهم) . لايمكن إطلاقا التفريط في هذا الحزب في أي عمل وحدوي يروم الإصلاح والديموقراطية. لقد عانى هذا الحزب من آفات ومفارقات وقع استدراكها مع الوقت، ليس أولها راديكاليات يسراوية قصمت ظهره أيام نهوضه. راديكايات انتقائية شكلت في مسلكياتها وأسلوب تفكيرها التدميري أحد الأسباب التب أخرت تتويجه كأحد الاحزاب الوطنية الرئيسية بالبلاد. ليكن، ومهما يكن، فحزب التقدم والاشتراكية متميز باسقلالية قراره السياسي، وسيكون لامحالة، في اللحظة المناسبة مع بقية القوى الحقيقية ، لتحريك البركة المتخترة.