من الأكثر فعالية بإنقاذ سكان رفح.. الموت أم الذكاء الاصطناعي؟!

 
سمير سكاف 
 
     مليون ونصف “ما في أي مكان آمن في غزة”!
 مليون ونصف “وين بدنا نروح؟”
مليون ونصف “ما عنا لقمة خبز ناكلها”!
مليون ونصف نسمة ينتظرون الموت في رفح، في “هولوكوست فلسطيني” بأيادٍ إسرائيلية وسط لا مبالاة دولية!
 
   مليون ونصف المليون محاصرون في مربع لا يسع لأكثر من 100.000 نسمة. تهجروا من مدينة غزة ومن شمال القطاع. ثم تهجروا ثانيةً من خان يونس إلى رفح! والآن وصلوا إلى “وين بدنا نروح”! وهم يرون الموت أقل إيلاماً من تهجير جديد!
 
  فالتهجير “المحتمل”، غير “المحتمل”، هو الى مصر! ففي غزة، لم يعد هناك أماكن! لا مستشفيات ولا حتى مقابر! والخيارات محصورة بين التهجير القسري والإبادة الجماعية!
 
  ترفض الحكومة الإسرائيلية عودة المحاصرين في رفح شمالاً! ما يعني أنها تجعلهم في مرمى النار والقذائف والصواريخ!
 
 الإسرائيلي، من جهته، يحاول، ليس كثيراً، كسب بعض الوقت لتحرير أكبر عدد من أسراه. وهو يدرك، وغير آبه في الواقع، أنه مع اقتحام رفح قد يموت الأسرى الباقون جميعاً. “فالنصر” الموعود أهم من حياة مواطنيه الأسرى!
 
 أما العالم فهو منشغل في مصالحه! الأوروبي في البحر الأحمر. والأميركي في البحر الأحمر أيضاً وفي المعركة الرئاسية. والروسي يستعيد المبادرة في حربه. والأوكراني يعاني بسبب عجز الأميركي بإقرار الـ 61 مليار دولار لتمويله. والعرب يجهدون بديبلوماسية بلا أفق!
 
العالم عاجز كلياً! إذ ليس هناك حكومة أو جبهة أو مؤسسة دولية، أممية أو قارية، حقوق إنسانية أو دينية، إسلامية أو مسيحية قادرة على منع اقتحام رفح! والرأي العام “عام الرأي” وغير مؤثر!
 
في زمن الذكاء الاصطناعي وحقوق الانسان والقانون الدولي… يعجز الذكاء الإنساني عن منع وقوع جريمة عصر يراها وينتظر حدوثها!
Visited 7 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني