“23 مارس 1965”.. جلال الاحتفاء

“23 مارس 1965”.. جلال الاحتفاء

أحمد حبشي

  23 ، رقم في التاريخ دليل بداية لحكايات وخزان أسرار، انبلاج أحلام وصحوة جيل، خطوات واثقة في صراط عسير وطموح طافح بالعناد. لا شيء يخفي ما أصبح معروفا كتفاصيل لمرحلة شكلت منعطفا في تاريخ باسق لبلد لا ترهقه عوائق المسافات.

23،  مسيرات حاشدة ودم مراق، خطوات ثابتة لتجاوز دهاليز الخوف والاستسلام، أصوات تعددت ألوانها وتوافقت على الإصرار، فاضت شوارع بوقع صخبها ولعلع رصاص. زنازين غصت للحد من سطوة البطش وقواعد الخنوع والانحناء                                                                                                                                      

23، أناشيد وحكايات، تلك كانت الرجة الأولى بعد أن توهم الكل أنا على وفاق هي لحظة إعلان عن فتح آفاق وتجديد مسارات. توهجت الأيام وأينعت ألف زهرة فتحت رحاب وفاحت نسائم العطاء.

23، كتاب تعددت ألوان صفحاته واستقام المعنى، لا سبيل للنكوص ورفع أعلام الهدنة. سواعد رفعت بمختلف الأحجام، صوت الوطن يعلو ونداءات تتوالى للم الكلمة وضبط إيقاع الخطو على نهج الاختلاف في كنف الوحدة. هدف واحد وتنوع في المعنى.

23، هدير صوت امتد لمسافات تصحبه رجة، يعلو هامته وعد على ان القادم أبهى، حدائق وجد ومراتع تتفتق في مروجها ألف زهرة. صخب الحياة يسمو تعفره الأناشيد، وألوان رايات النصر قانية تداعب نسائم البهجة.

23، آية من آيات العزة تتلى، بيارق تحد وشموخ جيل وثق البصمة على حضور وازن، وكان لمروره دلالات تحيل على منعطف أينعت في كنفه ينابيع لتزهر الحياة. سما وقع الكلمات، تشعب الحديث وصارت له منتديات، فضاءات للبحث عن عميق المعنى في كل تجليات تداول الأيام وصخب الحياة.

23، تعدت مساحة رقم يحده زمن ويحيل على ذكرى، أو يوم ليست له سمات تلته أيام بلا ملامح ولا معنى. هي مفترق على ناصيته نصبت مشانق وجلدت ارادات عمدها الإصرار على أن تجلي حقيقة وتفضح خبايا بهتان.

صورة تجمع بعض قدماء منظمة 23 مارس‎
صورة تجمع بعض قدماء منظمة 23 مارس‎

23، حكايات لا تحدها مسافات، أرواح زهقت وشموخ أينع وتعددت تفاصيل فقراته. صارت من حديث هامس إلى جرائد ومقالات تعج بالمعنى وتدعو لمواصلة الإكبار، منتديات تحصر قضايا وتعمم فكرة لتصير شعلة تضيء المسار…

23، مارس اشراقة يوم وانبثاق تاريخ جيل، سخاء مشهود وعطاء دافق على أكثر من واجهة. حاضرة في ثنايا كل حديث، أواصر اكتملت وصراط استقام، مفخرة ستظل علامة ساطعة على أن شبابا استنهض أمة، كانت على حافة الاستسلام لزمهرير الطغيان والإذلال.

فتحية اكبار وإجلال لمن رحلوا، ولمن واصلوا السير في شموخ وإصرار يعمدهم الوفاء ونبل الغايات. نساء ورجال شدو على الجمر بالنواجذ لتكتمل عزة وطن وتصان كرامة وحرية الانسان.  

Visited 15 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

أحمد حبشي

فاعل جمعوي وناشط سياسي