هل تنجح إسرائيل في توريط أمريكا بحرب ضد إيران؟!
سمير سكاف
سترد إيران على ضرب قنصليتها في سوريا مع محافظتها على “قواعد الاشتباك” من طرف واحد، بعد كسر إسرائيل لهذه القواعد!
الرد الإيراني سيكون غالباً عبر أذرعتها في المنطقة! علماً أنه حتى الآن لم تقم إيران باستهداف أهداف إسرائيلية خارجية!
السيناريو الأول، والأقرب إلى المنطق العسكري الإيراني هو استهداف إيران للعمق الإسرائيلي بصواريخ من اليمن أو من العراق، يطلقها الحوثيون أو المليشيات العراقية القريبة من إيران.
صواريخ هدفها فقط بلوغ الداخل الإسرائيلي، من دون هدف محدد! سوى لتسجيل فوز بجولة بالنقاط! فوز يمكن لاحقاً استثماره في نصر إعلامي وإلكتروني، كما مع قصف قاعدة عين الأسد الفارغة في العراق رداً على اغتيال الجنرال قاسم سليماني!
السيناريو الثاني، وقد يكون موازياً للأول، هو الرفع من وتيرة استهداف المسيّرات في البحر الأحمر للبواخر الحربية الأميركية، ولكن أيضاً الأوروبية. وهو على الأرجح لن يؤدي إلى أضرار حقيقية.
السناريو الثالث، هو استهداف إيران لأهداف إسرائيلية في إحدى الدول الخارجية في أوروبا أو في أميركا الجنوبية. كاستهداف سفاراتها أو اغتيال أحد موظفيها. وحتى الآن لم تنجح إيران في “اصطياد” أهداف إسرائيلية موجعة، كما مع اغتيال إسرائيل للقيادي في حماس صالح العاروري، في صميم منطقة حزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت. وقد يكون الاستهداف هو للحجر، وليس للبشر! منعاً للتصعيد!
السيناريو الرابع، وهو سيناريو ضعيف. وهو رد من جنوب لبنان من حزب الله أو من الجولان. لأن الرد من هاتين المنطقتين، إما أن يكون ضعيفاً، أي كأنه لم يكن. وإما أن يكون قاسياً، ويمكنه عندها أن يطلق شرارة الحرب الإقليمية! الأمر الذي ما تزال إيران تتجنبه حتى الآن! وقد نجحت في ذلك، لتجنب مواجهة مع الولايات المتحدة، تسعى إسرائيل جاهدة لافتعالها!
السيناريو الخامس، وهو الأضعف. وهو رد إيراني صاروخي على إسرائيل من الأراضي الإيرانية. يمكن لهذا الرد أن يشبه صواريخ سكود التي أطلقها يوماً صدام حسين على إسرائيل، من دون أي فعالية، سوى أنها وصلت إلى داخل إسرائيل!
إن فعالية أي رد إيراني قد لا تتجاوز فعالية قصفها لقاعدة عين الأسد في الرد على اغتيال قائدها قاسم سليماني! أي ردود قد لا تحدث إصابات! ويبقى لإيران أن تحاول تسجيل بردها على إسرائيل لكمات مباشرة لترك آثار تزيد عن تسجيل حفنة من النقاط!
إن حفظ ماء الوجه الإيراني في كل الأحوال ليس كافياً لإنقاذ ولو طفل واحد من مجزرة يترقبها الجميع في رفح، ويقف أمامها عاجزاً ومتفرجاً، عسى أن تنتهي بالنسبة له بأسرع وقت ممكن!
الرد الإيراني سيكون على الأرجح بأهداف إعلامية… لا ميدانية!
Visited 15 times, 1 visit(s) today