ذاكرة “مسرح البدوي” في الرباط
بوشعيب الضبار
في ممرات بهو المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، وفي كواليسه، وعلى منصة خشبته، كانت حسناء وكريمة البدوي، مساء الأربعاء 15 ماي الحالي، تتحركان بحيوية وحماس، تستقبلان الجمهور بكل ترحاب، وتناقشان الطلبة والشباب حول شؤون المسرح وشجونه، بابتسامة لا تغيب عن وجهيهما أبدا.
المناسبة كانت افتتاح “معرض عبد القادر البدوي التوثيقي.. سيرة و مسيرة” المفتوح في وجه العموم إلى غاية 25 ماي الجاري.
اللافت للانتباه، وبكل استغراب واندهاش، غياب أجهزة الإعلام الرسمية، من إذاعة وتلفزيون، باستثناء بعض المواقع والمنابر التي تقدر المسؤولية حق قدرها، وتقوم بواجبها في التغطية الإعلامية لحدث ثقافي مثل هذا، يرتبط بالذاكرة الفنية لفرقة مسرحية، كافحت ولا تزال، وعلى مدى سنين وأجيال، من أجل قيام نهضة مسرحية حقيقية في البلاد.
اللافت للانتباه، وبكل استغراب واندهاش أيضا، غياب المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، طلبة وطالبات وإدارة، عن هذا المعرض التوثيقي الذي يؤرخ لفترة مفصلية من تاريخ تأسيس المسرح الوطني، ويكتسي أهمية في تسليط الضوء على مراحل نشوء أب الفنون وتطوره في المغرب.
الجمهور الرباطي الذي حج بكثافة لمشاهدة مسرحية “في انتظار القطار”، تابع العرض باهتمام بالغ، وهو يلمس عن كثب كيف أن هذا العمل، الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ستين سنة، استطاع أن يلامس قضايا واهتمامات راهنية، ويعالجها برؤية معاصرة، تتجاوب مع تطلعات الناس وانشغالاتهم وهمومهم وأمالهم وأحلامهم.
تحية لحسناء وكريمة وجميع أفراد فرقة مسرح البدوي على وفائهم لروح الفقيد عبد القادر البدوي، واستمرارهم في الحفاظ على نهجه، فنا وأسلوبا، وهي مهمة ليست سهلة، وتكتنفها صعوبات جمة، يواجهونها بالصمود والتضحية والصبر والتحدي والمثابرة.
Visited 59 times, 1 visit(s) today