هو الأول
صلاح الأحمر
مهموماً يممتُ
ُفؤادي شطر َهواه
رددتُ حزيناً وحدي رجعَ صداه
وطنٌ أنجبنا أطعمنا فغدرناه
بلدي ياحُلماً تسكنني كلُ رؤاه
يا أثراً قبلَ الأزلِ عريق
ْوطني يا جرحاًينزفُ في القلبِ عميقْ
يا سجنا ً مفتوحاً بين النيلينِ يضيقْ
يا ألماً من حدِ النصلِ إلى وجعِ الآه
يا الله يا أحداً لامعبودَ سواه
الهمني يا ربَ الأربابِ
هل يجدي فعلاً لوك ُ أساه؟
***
ياخلاً تجمعنا الذكرى والآتي
حاول ألا تنسى
بل اسبلْ جفنيكَ
تعامى
لكن لا تغمض عينيك
سافر في ريحِ المأساةِ تجلدْ
علِّم نفسَك أن تسأل
من أشعلَ نيرانَ الفتنة؟
من هو الدجالْ ؟
فالقاتلُ ليسَ هو المقتولْ
والخائنُ من باعَ الوطنَ ببضعِ دراهمْ
ببخسِ مكاسبَ تافهةٍ ستزول
***
يا خلي سافر عطراً
اهطُل مطراً
بين الغيماتِ تسللْ
جاهد نفسكَ أن تدركَ كُنه الجبروت ْ
وكيفَ يُرَدُ السيفُ بكفٍ أعزلْ
اسمعْ صوتَ الحقِ هديراً كالرعدِ يزلزلْ
حاول أن تفهم أن الأشياءَ ليست هيّ الأشياءْ
وأنّ المنظورَ ليسَ كما يبدو
فالظِلُ خيالٌ يتحركْ
يتمددْ.. يتبدلْ
وككلِ الأشياءِ يمشي يتأملْ
يلبسُ إفكاً جلبابَ الزُهادْ
منتحلاً زوراً سمتَ الأحرار ْ
لكن لن يغدو أبداً
روحاً في طُهرِ الشرفاءِ الأبرارْ زنديقٌ في زي ملاكْ
لا يترددْ أن يقتلْ
فاقتلْ يا خلي أو إرحل
لأنكَ في الغالبِ وفي رؤيته السوداء
مقتولٌ أو مشروعٌ للذلِ ستُسحلْ
لكن لا تنسى يقيناً أن الوطنَ هو الأول ْ
فلا أزلامَ ولا أصنام
مهما جُنَّ ظلامُ الليلْ
أو يئستْ من فارسِها الخيلْ
فلا حمدانَ
إمامٌ ولا برهان رسولْ
لأنكَ أنت َ المأمولْ
أنتَ الماضي
وأنتَ الحاضرُ والمستقبلْ
ويحكَ لاتحزنْ
كُنْ شفقاً
كن برقاً من ضوءِ النجماتِ تشَّكلْ
قنديلاً من عزٍ
لا يخبو
قمراً من فرحٍ لا يأفلْ
كُنْ جبلاً من عزمً لا يرحلْ
***
يا خلي إن كُنتَ عجولاً
أو أنكَ تجهلْ
فالنصرُ ما إلا ثانيةَ ثباتٍ
والفجرُ لزاماً آتٍ آتْ
هذا سوداني ثاني لاشيءَ
بلْ هو َ الأول ْ
هوَ الأولُ يا خلي
هوَ الأولْ