غاستون باشلار: طائر العنقاء (الحلقة 2)
ترجمة: سعيد بوخليط
استطاع شاعر ميتافيزيقي كما الشأن مع توماس ستيرنز إليوت، ملامسة واقعة طائر النار المبهِرَة ضمن تجرُّدها، مثل استراحة للزمن. كاتب مرهف الحس، راكم جملا متناقضة غاية أقصى مستويات حميمتها، تصاحبها تباينات عديدة،حول طائر الرفراف، طائر العنقاء في أريافنا، نار محلِّقة، وردة النار، يحيا بين طيات وميض الخيال.
تروي إحدى مقاطع ”سيدة نوهان”مصادفة كائن وحيد عند طريق بقرية بيريشون: ”طريق يقود نحو وجهة، لا أحد منكم، أعزائي القراء، قد مرَّ منها قط تقريبا، لأنها لاتفضي لمكان يستحق عناء تورُّط من هذا القبيل، سوى لدى متهوِّر. تحدُّه حفرة، تنمو وسط مائها الممزوج بالوحل، أجمل زنابق الماء الموجودة في العالم، أشدُّ بياضا من أزهار كاميليا، وأكثر عطرا من السَّوسن، ونقاء من ثياب العذراء، وسط أنواع السمندل وكذا الثعابين التي تعيش هناك في تربة الوحل وبين النباتات، يحلّقُ الطائر الرفراف، فيضيء هذا الحيّ ضفافا، كأنَّه إشراقة نار فوق الغطاء النباتي البريِّ المدهش للمستنقع” (1). هكذا، حضرت صورة طائر النار كي يضع النص نقطة نهاية لتحمسه الأدبي.
بوسعنا تفضيل رصانة الشاعر الانجليزي. لكن ربما حين تأمل وثيقتي إليوت وكذا جورج ساند، يمكن تحديد ما يمكن تسميته طواعية بحقل الصور. نتعقَّب داخل هذا الفضاء بين قطبين، خيالا ينغمس مفرطا في التخيُّل وكذا خيالا يستعصي عليه الانعزال داخل صورة خاصة،يحتاج إلى ربط الزنبق المائي بالطائر، تلك الوردة النابضة بالحياة والملتهِبة.
عند تحقيق هذه الوضعية لخيال ثنائي القطب، أتلمَّس تحليلا إيقاعيا عن خيال يناقش: هل يلزم الاعتدال أو المبالغة؟ أغدو مرهف الحسِّ صوب الحركتين، فقد أدركتُ جيدا بأنَّ تقييد الصورة يعني وضعها ضمن سبيل قوامه الكبت، أيضا جعل نفس الصورة مندفعة ربما جعلها آلية للإفراط، لكن على الأقل، من خلال مزيَّة هذين القطبين المتطرفين، وقفتُ عند حدود حرية التخيُّل؛ وتغاضيتُ عن ضرورة ربط الدال بالمدلول.
يقتضي إطار ملاحظاتي الإيحاء بتصور عن خيال مستقل دون صلة بالحقيقة الواقعية.لذلك، تناولت نموذج كائن من العالم، أقصد طائر الرفراف الذي وصفته فعلا الكتب المهتمَّة بعلم الطيور، أظهرت مع ذلك حركتين للصور، وحاجتين للتخيُّل، غير مرتبطتين بأيِّ نقطة مشتركة.
الطائر الرفراف، طائر بلا وظيفة زمانية، ولاكونية، ثم يصبح في خضمِّ نافورتي صور، كائنا زمنيا وكونيا استثنائيا. الوثيقتان الأدبيتان لتوماس إليوت وكذا جورج ساند، تعكس حقا شهادات عن هذيان الدلالة. قد يتأتَّى هنا إلى فؤاد حالم أمام النهر، بعض الحكي عن الطائر الأزرق. لكن هذه الطيور الزرقاء، شاحبة جدا كي تتحمَّل قواعد شعرية النار.
يلزمني كي أعضِّد، صور طائر العنقاء الشخصي، أفضل من السابق، السعي نحو رؤية الصقور، وطيور العقاب، والكوندور، بالتالي وَقْعِ صواعقهم التي تمزِّق السماء. بهذا الخصوص، أشار العديد من الكتَّاب، إلى طائر العنقاء ضمن حديثهم عن هذه الطيور الكبيرة والأسطورية خلال العصر الوسيط، وقد مزجوا بين أساطير التاريخ وأساطير المسافرين. نعم، فأن تشاهد كثيرا خلال رحلات طويلة، يتيح قليلا إمكانية حقِّ التخيُّل. فيما بعد، سأبرز خلال قراءاتي، هذه الحاجة المتمثِّلة في إدراج كائنات التأمل الشارد ضمن الكائنات الحقيقة.
لقد استبعدت من مهمتي كل بحث نحو موضوعية تاريخ الأساطير. ذلك أنَّ مشتغلين أكثر تأهيلا مني أنجزوا أبحاثا من هذا النوع. لكن التناول الموضوعي للوثائق، يجسِّد شيئا، بينما يعكس الامتثال الذاتي لزخم هذه الوثائق منحى ثانيا. وجب تحقيق تلازم بين ثقافة صبورة وكذا تأمل جديد.
عموما، إذا توخيْتَ، الإبقاء على حكايات العنقاء المذهلة، يلزم أن تكتشف داخل ذاتكَ، من خلال ذكرياتكَ، وتأملاتكَ الشاردة إبان فترات خيالكَ، بذرة صور طائر النار. إذا افتقدتَ هذه النواة، فإنَّكَ بصدد فقط النفاذ كباحث متبحِّرٍ في الحقل الهائل للفولكلور والأساطير. أنتَ بصدد التعلُّم، وبقدر ازدياد تثقيفكَ، يتضاءل اعتقادكَ. تراكم الوقائع أكثر فأكثر، من طرف علماء الآثار، ومؤرِّخي الديانات، وكذا علماء الأساطير، تجعلكَ موضوعيا أكثر فأكثر، مقتفيا القاعدة الجيدة لعلوم الآثار. لكن، بموازاة هذه الموضوعية التي تنمو تبعا لعدد الوقائع المصنَّفة حقا، تكمن مجازفة حدوث انغلاق على مستوى الاختيار: أنا أو الكون. جدلية حاسمة تطرح نفسها قصد الحلم باحتراق العنقاء: الشمس أو الجوهر الحميمي للعنقاء؟ يشتعل العنقاء بتركيز أشعة السماء، أو يهيِّئ موقد حيًّ شعلة صنيعه؟
حسب بعض الأساطير، الشمس تلهب الموقد. شعاع واحد فترة الفجر يحدث الحريق. شَعْرُ فيبوس (إله الشمس)، يشعل طائر العنقاء. لذلك، هو طائر من السماء ترتبط حياته وموته، بمصير شمسي. وجهة العنقاء شمس راكضة؛ تتوافق حياته وموته مع إشارات السماء. يتكلَّم طائر العنقاء حقائق الكواكب.
عندما نتَّبع محور هاته الأساطير، نحِّسُ بفعل تأملات شاردة تفكِّر، وتنظِّمُ ظواهر السماء.صار طائر العنقاء، من خلال موته المتوهِّج، نار للسماء. تنمو الدلائل، عبر القرون، وفق المعنى الفلكي المرتبط بحياة هذا الطائر. مثلا تؤكد دلائل، امتلاكه ثلاثمائة وستين ريشة، ”بقدر أيام السنة”. تأملات شاردة معاصرة أكثر، تتعجَّل التقويم بإضافتها خمس ريشات أخرى. لكن بئيسة هي التأملات التي تحصي!
أحلم أفضل بكائن العنقاء، فوق الغصن الأخر للجدل، نحو مركز النار الوثيق تماما؛ بمعنى ثان في إطار إفراط لصور النار نختبر فعليا الدلالة الظاهراتية الحقيقية لطائر العنقاء، والدلالة المتبلورة بين طيات الوعي الأول وفق رغبة تشتعل نارا وهي تلتهب. كي أتخيَّل بكل صدق أسطورة العنقاء، يلزمني باستمرار أن أصبح عنقاء نفسي!.
في خضم هذا المثال الأعلى للشعلة المأمولة وليس الماثلة، تهيَّأ أموميا موقد طائر العنقاء، مثل مَهْدٍ فائق، وموطن للموت. يجمع الطائر الرائع عطورا، بمثابة نيران صماء ومحتملة. أعتقد أنا حالم الكلمات، بأنَّ كلمة ”عطر” تضمر دفئا خفيَّا تجعل الحالم، يبتهج سلفا بتوهُّجِ النار الكبير.
يحطُّ طائر العنقاء فوق عشِّهِ المعطَّرِ،يلتهب داخل موقد أعشابه ذات الرائحة الطيبة،حينها نضع أيادينا على عنصر يتعلق بأسطورة النكهات.وحدها النكهات تهيئ أساطير.تندلع نار حاسمة داخل المأوى الفَوَّاحِ،عند تحقُّقِ أقصى درجات التركيز العطري.منذئذ،يوجد لكل عطر طائر عنقاء.تنفتح جدلية خيال بين طيات التأملات الشاردة لتلك العطور :إما يحتفظ العطر بجوهره أو يمنحه تمدُّدا.يقتضي السياق كلمتين قصد التعبير عن هذه القوة الثنائية : التحنيط و ماقبل التحنيط.حينما يختار طائر العنقاء عطره،فإنه يهيِّئ عدمه المعطَّر.هو كائن البخور الذي يعيش ضمن تناسب يندثر معه .
غير أنَّ التأمل الشارد، لا يكمن دائما في إطار الطمأنينة التي توفرها الجواهر السائدة، بل يتطلَّع صوب تخيُّل الوقائع. التأمل الشارد يفكّر، يعتقد بأنه يفكّر. يرغب في إخبارنا عن كيفية احتراق طائر العنقاء.يستحضر علماء الأساطير نصوصا، توضِّح كيفية تخفيض طائر العنقاء لجناحيه بغية الالتهاب. هل يلزم التذكير، بأنَّ رفرفة الأجنحة تلك تمثِّل احتكاكا حميما، ودفئا أوليا؟ هل يعكس الجناح المثابر فوق أول شرارة، وظيفة منفاخ؟ هل ينطوي على حزمة أسباب معقولة تفسر المعجزة؟
لكن لاشيء أكثر غرابة من مفهوم العِلَّة، قصد تحديد ملائم للصور. البحث عن تعليل للصور، يعني فورا افتقاد أساس الصور، ثم إمكانية أن تحيا السمة النفسية المباشرة للصورة. دائما، الصورة أكثر تفرُّدا من تأويل سببها. لذلك، ابتعدت أبحاثي الحديثة حول الخيال، عن منهجية التحليل النفسي.
بغية اكتشاف فرادة تجربة معينة معاشة، لا ينبغي إخضاعها إلى استواء المقارنات. فالسببية التي يتوخاها التحليل النفسي، بخصوص الصورة تعتبر سببية ثقيلة، تجعلنا متخلِّفين حيال اندفاع إعجابنا.
تتيح لنا الظاهراتية، وتجعلنا نعيش الصورة من خلال جاذبية حساسيتها. تأخذ تفاصيل الصورة تضخمها نتيجة توسُّع في النظام الشعري. يتغيَّر كل شيء عبر فعل قابل لزيادة الشعري. تغيِّر تفاصيل الصورة زمنية الخيال.
يقول مقطع للأسطورة، عندما خَفَّض طائر العنقاء جناحيه: هل قبل،أو خلال الفعل النَّاري، أو بعده؟ ينعدم الزمان، عند إدراك هذه الدرجة من سموِّ احتراق الكائن.يرفرف بجناحيه على العشِّ، لأنه امتلك أصلا جناحا للنار. نار تحلِّق، شعلة محلِّقة، إنه النَّفَس الهوائي الذي يلهب النار. لحظة بلوغنا كنه التأملات الشاردة،نكون على يقين بامتلاك النار أجنحة، وبأنَّ الجناح في الشمس شعلة حيَّة.تضمَّنت الأساطير صورا عديدة، تبدو معها النار غير قابلة للاحتراق، منيعة على ذاتها. تقاوم طاقتها الخاصة، تمتلك جوهريا نارا مضادَّة، هكذا الحال بالنسبة لجناح النار. يشتدَّ زخم المجازات، تتبادل مواقعها، ثم تتشكَّل حقيقة الشعري، انطلاقا من نواة صور شعرية.
مثلما أشرت سابقا،لايتعلق الأمر لديّ بتلخيص،وإن بكيفية مقتضبة لتاريخ أسطورة مميَّزة جدا كما الشأن مع طائر العنقاء.بل هل يمثِّل أسطورة؟الم تقل ماري دولكور :”طائر العنقاء صورة أكثر منه أسطورة”(2). يكفي القول بأنه صورة أسطورية،تندرج ضمن أساطير أكثر تعقيدا. يلزم الإحاطة بثقافة أسطورية كبيرة قصد اقتفاء تأثيرات صورة من هذا القبيل.
عندما ذكرتُ، خلال الصفحات السابقة، بعض السمات المقتبسة من التراث، أردتُ تحضير الإشكالية الأدبية الأساسية التي تشغلني: هل نحتاج إلى رمز تراثي حتى تتمكن شعرية طائر العنقاء من التطور، وبشكل عام، هل نحتاج إلى تاريخ أسطورة كي نثري قوى شعرية للأساطير؟ منذئذ، أضحى هدفي واضحا للغاية. أودُّ توضيح بأنَّ طائر العنقاء صورة شبه طبيعية لشعرية النار.
يعكس السرد الذي يستثمر التراث دون إيمان، محاكاة ساخرة بئيسة حقا. من أمكنه إعادة قراءة ”أميرة بلاد بابل” حيث سعت بعض فقرات كتاب فولتير، إعادة صياغة أسطورة طائر العنقاء؟ فجعل منه طائرا يمزح لحظات تقديمه النصيحة إلى عشَّاق الأميرة قبل أن يقتله خاطب. غير، أنَّ هذا الطائر قبل احتضاره، أملى وصية حدَّد وفقها طقوس جنازته. بادرت الأميرة الجميلة، إلى تحضير سرير معطَّرٍ يكسوه رماد الطائر: ”ترفع يداها الجميلتان موقدا صغيرا من القرنفل وكذا القرفة. كم تفاجأت حينما لاحظت اشتعال الموقد تلقائيا، بمجرد أن بعثرت داخله رماد الطائر!بعد فترة وجيزة، تحوَّل كل شيء إلى رماد. انبثقت بيضة كبيرة، خرج منها الطائر لكن وفق نموذج أكثر تلألأ من ذي قبل. لقد شكَّل الوضع أجمل لحظات الأميرة التي عاشتها طيلة حياتها”(3).
هذا الطائر المجتمعي، ملِك الطيور الذي اقتحم بلاطا شرقيا، تعويذة متوقِّدة تخلق سعادة فتاة جميلة، يكلِّمها تباعا كخادم ومربِّي، حظي ثانية بقيمته المجازية، من وقت لآخر عبر سرد فولتير، الذي ميَّزه تداخل بين الأجناس: تغدو اليرقة فراشة، تنبعث مختلف الحيوانات المدفونة نباتا،الأجسام المطمورة مجرَّد سماد. يمتلك طائر العنقاء ميزة الانبثاق ثانية من ذاته وليس من ”رماد” الآخرين.
وبما أنه طائر، يساعد لدى فولتير على أكبر الأسفار.قصد الجري سريعا أو التحليق عاليا، فقد وضع فولتير رهن إشارة الأميرة، فريقا من الكائن الخرافي المسمى الغِرفين قصد مصاحبة طائر العنقاء، الذي يعبر مختلف القارات عبر كل الاتجاهات، فكان السياق مناسبة بغية الانتقال بالسرد من بلاد الرافدين غاية الصين، ومن الصين إلى إنجلترا. استثمرت تلك الأسفار بهدف دراسة العادات، بالتالي يشبه طائر العنقاء عند فولتير صحفيا.
خلال الصفحات الثلاث الأخيرة لهذه الحكاية المتعِبة، ينبعث فولتير ثانية من رماده، هاهو في باريس، يواجه عصره، وكذا قوى الحاضر.إذن، رمى سهامه ضد الرقباء بشجاعة كبيرة!
غالبا ماتضعف الصور خلف النغمة الممتعة،ويصعب دائما مقاومة السخرية. نحتاج إلى فنٍّ مفرط كي نجعلها تشتغل في عمق وتبيان ذلك على السطح. سخرية طائر العنقاء عند فولتير بلا تأثير، لكن بوسع ميزة شعرية إنعاش كل شيء.
يستعصي طائر العنقاء في مسرحية ”سيرانو دو بيرجيراك” لصاحبها إدموند روستان، على الانخداع الساخر، إنه ”طائر مدهش” للومضة الشعرية. يعيش في بلاد الشمس شعب من الطيور. الطائر الذي يعلِّم سيرانو خلال هذا السفر الرائع، يخاطبه قائلا: ”ألاحظ جيدا بأنَّكَ بدين حتى تدرك طبيعة هويتي. أنا من يسمَّى عندكم بطائر العنقاء. يوجد واحد فقط في كل عالم، خلال الآن ذاته،حيث يعيش ضمن مدى مائة سنة؛ فخلال قرن من الزمن، يتخلَّص من بيضة كبيرة وسط جمرات موقده، فوق إحدى جبال شبه الجزيرة العربية، تفرز مواد أغصان الصبار، القرفة وكذا اللبان، ثم يأخذ انطلاقته، ويتوجَّه بتحليقه صوب السماء، هناك يستنشق قلبه طويلا. بذل سابقا مختلف مجهوداته بهدف تحقيق هذا السفر، بيد أنَّ وزن بيضته، بسبب سُمْكِ قشرتها الكبير، اقتضى فقسها قرنا من الزمن، مما أبطأ دائما سبيل سعيه إلى السفر. أرتابُ فعلا بخصوص إمكانية تصوركَ هذا المنتوج المذهل، لذلك ارتأيتُ شرحه لك. طائر العنقاء خنثى، ثم بين الخنثوين، هناك طائر عنقاء آخر مذهل تماما،لأنه…”(4).
ينتهي التفسير عند ”لأنه”. يدرك سيرانو جيدا، بأنَّ أفضل طريقة لتفسير المذهل تكمن في إضافة المذهل إلى المذهل.
يتوخى الرَّاوي الرائع، حين تذكيره بأسطورة طائر العنقاء، إعطاء تراث لسرده، وقد انتعش بخيال جديد للغاية. يبدو كأنَّه يخاطب القارئ: ”أنت، من يرفض الإيمان بأسفاري، هل نسيتَ اعتقادنا خلال أزمنة قديمة جدا، بأنَّ طائر العنقاء كائن بلد الشمس؟”. تمتلك الطيور،كل الطيور، نارا في خضَمِّ وجودها. لذلك: ”بصمت الطبيعة الطيور برغبة سرِّية للتحليق غاية هنا”، التحليق عاليا جدا كي يقطن الشمس، عالم النار، ثم وطن مختلف كائنات النار.
سيرانو دو بيرجيراك، شخص ناري إذا أمكنه ذلك، حلم بأن يصبح ابنا للشمس.بخلاف فولتير، الذي تطلَّع بحلمه نحو طائر العنقاء.
______________________________________________________________________________
Gaston Bachelard :fragments d une poétique du feu (1988).PP :57-65.
(1) Notice ;p .2. Francois le champi. 1838 ، George Sand
(2) ماري دولكور: الخنثى، أساطير وشعائر الثنائية الجنسية خلال العصر الكلاسيكي، المطابع الجامعية الفرنسية، 1958، ص 55 .
(3)”أميرة بابل”،مختارات من أعمال فولتير، أشرف على إصدارها جورج بينغسكو، مكتبة هاوي الكتب، 1888، ص 148 .
(4) سيرانو دو بيرجيراك: العالم الآخر، ستوك، 1947، ص 253 .