فرنسا ستشكل أضعف الحكومات في تاريخها!

فرنسا ستشكل أضعف الحكومات في تاريخها!
سمير سكاف 

     تدعو الجبهة الشعبية الى التعايش في حكومة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برئاسة منها، من دون أن تملك سوى 31.5% من عدد مقاعد المجلس النيابي!

وذلك، بعيداً عن الغالبية المطلقة التي كانت تحصل عليها في السابق الحكومات التي مارست التعايش مع رؤساء الجمهورية. وهو أمر إن حصل سيجعل الحكومة الجديدة هشة جداً! على الرغم من أنه لا حكومة فرنسية جديدة على الأرجح قبل نهاية الألعاب الأولمبية!

في الواقع، فاز التجمع الوطني بالانتخابات النيابية الفرنسية بالأصوات بنسبة تفوق 32%، مقابل 25% فقط للتجمع اليساري و23% لفريق ماكرون. ولم يتمّ ترجمة هذه الأصوات بعدد موازٍ في المقاعد! ولكن التجمع الوطني أصبح هو الحزب الأكبر في فرنسا!

الأرقام “الرافضة” هي أكثر دلالة من الأرقام “الداعمة”! وهي تشير بوضوح الى التمزق الفرنسي، مع صعوبة حكم فرنسا، خلال سنة على الأقل، حتى يستعيد الرئيس ماكرون حقه بحل المجلس النيابي من جديد.

هذا التمزق سيجعل الخلافات تكبر في اختيار رئيس للمجلس النيابي، ورئيس حكومة، وتشكيل حكومة، وخاصة بعدها؛ في التوجه السياسي المختلف بين حزب فرنسا الأبية وبين الأحزاب الثلاثة الأخرى في داخل الجبهة الشعبية، وبين الجبهة وبين الرئيس ماكرون.

وذلك يعني أيضاً، أن التجمع الوطني يهدد باقي الأحزاب الفرنسية في أي انتخابات مقبلة، رئاسية (7 تموز 2027) أو نيابية بعد سنة، إذا ما قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحل المجلس النيابي الجديد، بعد سنة من الآن!

التجمع الوطني، الذي ضاعف أرقامه في سنتين، ينوي تكرار ما حصل في إيطاليا من قبل مع جورجيا ميلوني التي تمثل أقصى اليمين الايطالي، والتي نجحت في النهاية بفوزها منفردة ضد الجميع وحصلت على الحكومة وعلى رئاستها!

إذ أن خيبة أمل التجمع الوطني بالنسبة لاستطلاعات الرأي، ولتوقعات قادته “المتسرعين”، لا تمنع واقع أنه أصبح الحزب الأقوى والأكثر تطوراً في فرنسا، منطلقاً من الصفر الى 143 مقعداً في 7 سنوات. وهو قد يكون في منتصف الطريق للحصول على الغالبية المطلقة.

فما حصل، وقد أعطى نتيجته بين الدورتين الانتخابيتين، هو أنه قد تحالفت 4 أحزاب يسارية في الجبهة الشعبية في توزيع الأصوات مع فريق الرئيس ماكرون ومع القسم الأكبر من اليمين التقليدي للتغلب على التجمع الوطني بعدد المقاعد.

توزيع القوى في عدد المقاعد!

وفي تكملة للمجموعات الأربع الرئيسية، فقد حصل فريق الرئيس ماكرون على 6.3 مليون صوت مقابل أقل من 1.5 مليون للحزب الجمهوري. وقد توزعت المقاعد  لهذه المجموعات على الشكل التالي:

الجبهة الشعبية 182 مقعداً (151 مقعداً في 2022)

فريق الرئيس ماكرون 168 مقعداً (250 مقعداً في 2022)

التجمع الوطني 143 مقعداً (89 مقعداً في 2022)

الحزب الجمهوري 66 مقعداً (62 مقعداً في 2022).

مشهد جديد لفرنسا سيكون من فائق الصعوبة التأقلم معه داخلياً، أوروبياً، ودولياً. وهو يضعف دور فرنسا ودور رئيسها “المنتحر” إيمانويل ماكرون تحديداً!

 
Visited 13 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

سمير سكاف

صحافي وكاتب لبناني