مكافحة التطبيع في المغرب والانتقام الإسرائيلي

مكافحة التطبيع في المغرب والانتقام الإسرائيلي

 اليزيد البركة

       ما جرى في لبنان في الأيام الأخيرة، من تفجير مخطط له من طرف استخبارات وجيش إسرائيل، لأجهزة “البيجر” وأجهزة اللاسلكي “وولكي تولكي“، يجب أن يدفع كل من يعارض سياسة إسرائيل ويخلق لها متاعب إلى الجزم على أن القانون الدولي، الذي يمنع العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين، لن يعوق إسرائيل ويمنعها من تنفيذ عمليات إجرامية في أي بلد ضد كل من يعوق تحقيق أهدافها المرسومة.

لقد صرح مسؤول أمريكي عمل سابقا في الاستخبارات الأمريكية، أن استخدام “البيجر” في العمليات الخاصة كان قد جرب منذ 2014 من طرف CIA وتم التخلي عنه، لأن إصابة مدنيين احتمال وارد في استخدامه، والصحافة الغربية اليوم لا تنشر إلا أخبارا تتعلق بأعضاء حزب الله المصابين، بينما هناك أعداد من المواطنين والمواطنات، وحتى الأطفال، أصيبوا بسبب تلك الانفجارات .

هدف الهيمنة على المجتمع المغربي هدف وارد عند صناع القرار الإسرائيلي واذا لم يتحقق، يجب على الأقل  تحقيق خلق فوضى هوياتية، والتي سيجعلها، إذا ما حصلت وبلغت أوجا عاليا، تعزز مكانتها بالابتزازات السياسية للدولة لتحقيق المزيد من التطبيع نحو الهيمنة الاقتصادية والتجارية.. لهذا فإن النضال ضد التطبيع وخلق شروط إسقاطه يزعج ساسة إسرائيل.

رد فعل اسرائيل ضد نشطاء النضال ضد التطبيع في المغرب  ليس واردا اليوم، إذ هي منشغلة بما هو عسكري في جوارها، لكن لا يعني هذا غض الطرف عنه وكأنه لن يحصل أبدا.

لذا فان الحذر واجب، وأول ما يجب التخلي عنه هو الشراء عبر الويب لأن الشاري يقدم حسابه الإلكتروني ورقم هاتفه، ولعمري فإن ما جرى في لبنان يمكن أن يحدث من خلال عدة مواد تباع عبر الويب، ولا يدري أحد كم من يد مرت بها تلك المواد، حتى إلى ذلك الشاب أو الشابة الذين يجدان طوال النهار للحصول على مشتر. هناك لوحات الطاقة الشمسية، والساعات، وكل الأجهزة الإلكترونية، وحتى الأحذية.

في مصر تلتجئ أعداد كبيرة من الشعب المصري إلى شراء مختلف المواد من الويب، وهي بذلك عرضة لمثل ما جرى في لبنان، ولكن بنتائج أكبر وأفظع، لأن قنوات استيراد البضائع متعددة في البلاد، والإقبال على الشراء من الويب يتزايد، بمن فيهم الجنود والضباط، والعلاقة بين مصر وإسرائيل متوترة منذ الحرب على غزة. واذا لم يبادر الجيش المصري إلى التحري بشكل دقيق وأخذ العبرة مما جرى في لبنان قد تكون الكارثة كبيرة ولا ريب.

Visited 36 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

اليزيد البركة

كاتب وصحفي مغربي