ثلاث قراءات للقرار 1701.. وكلمة “كاملاً” في التطبيق هي المشكلة!
سمير سكاف
لا يكفي التوصل عاجلاً أم آجلاً لحل النزاع بين إسرائيل وحزب الله وبالتالي بين إسرائيل ولبنان (بمعزل عن الحرب على غزة) بالاتفاق على تطبيق القرار الأممي 1701!
فالمشكلة تكمن في ثلاث قراءات مختلفة للقرار. وبالتالي “الشيطان يكمن في “التفاسير”!
يتوقف حزب الله في طلب تنفيذ القرار 1701 غداة ذكرى 7 أكتوبر عند طلب وقف النار… فقط! أي تماماً كموقفه غداة إنهاء ال 1701 لحرب تموز 2006! على الرغم من أنه أخلى جنوب الليطاني لاحقاً يومها، قبل أن يعود إليه بالسلاح ومخازنه وبالصواريخ ومنصاتها وبالعديد والعتاد فيما بعد! وقبل أن تسجل اسرائيل آلاف الخروقات له!
ويتعهد الرئيسان نجيب ميقاتي ونبيه بري بتنفيذ الـ 1701 “كاملاً” لجهة تحقيق منطقة منزوعة السلاح كلياً جنوب الليطاني. على أن تكون بعهدة الجيش اللبناني وحده. وهما كررا مرات عدة عبر ميقاتي كلمة “كاملاً”!
وكذلك أنطوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي شدد بدوره على كلمة “كاملاً” في تطبيق القرار 1701! ما قد يستفيد منه رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو للتأكيد من تنفيذه “كاملاً”! ليس فقط لجهة الوصول الى حزام أمني، بل لتنفيذ البند الثالث منه؛ أي عن تنفيذ القرار 1559 و 1680 وبالتالي عن نزع سلاح حزب الله!
وبمعزل عن الخيار الأميركي لأي من القراءات الثلاث، فإن بنيامين نتانياهو يريد الحرب أياً يكن موقف حزب الله!
وسيحاول نتانياهو فرض قراءته بالميدان وليس بالتفاوض. وفي هذه النقطة تتقاطع إيران وحزب الله مع نتانياهو بقناعة الجميع؛ فليكن القرار للميدان!
إيران تربط النزاع والمسارات وتوجه باستمرار الحرب!
حرصت إيران بتوجيهات وزيرها الذي أوفدته الى لبنان، حرصت على ربط النزاع وعلى ربط المسارات في الحرب على لبنان مع الحرب على غازة.
ربط المسارات وحده هو معطى كافٍ وكفيل بتأكيد استمرار الحرب لوقت طويل.
أما حزب الله، فهو يكتفي بالتسليح والتجهيز والتمويل الإيراني من دون أن يقترح على إيران، أو على سوريا، المساهمة المباشرة في الحرب!
طبيعة المواجهات الميدانية لاستعمال الميدان في السياسة!
يعرف حزب الله طبيعة الميدان على الأرض اللبنانية أكثر من مشاة الجيش الاسرائيلي. وهو بالتالي قادر على تكبيدها خسائر بشرية وخسائر في التجهيزات وفي الآليات، متأملاً أن ينجح في منعها من التوغل البري.
ولكن الجيش الاسرائيلي يعتمد على التفوق الجوي والبحري وعلى إمكانية منع المقاتلين من التزود اللوجستي ومن وسائل التواصل، وعلى الإصابات التي كبدها للحزب بضرب آلاف المقاتلين بالبايجرز واللاسلكي، وبضرب وتهجير بيئة الحزب، وبضرب مؤسسات الحزب المالية، وبتصفية قياداته العسكرية، وباغتيال أمينه العام حسن نصرالله، وهي ضربة للحزب (ولكافة المحور) قاسية جداً جداً!
مسيّرات الديبلوماسية تسقطها صواريخ الميدان!
وستكون كلمة الفصل السياسية والديبلوماسية للميدان ولإيقاعه. فالقصف الاسرائيلي ضرب بصواريخه كل مسيّرات المبادرات الديبلوماسية التي تحوم بالأجواء، من مبادرة وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو المدعومة أميركياً ودولياً لوقف النار في لبنان لمدة 3 أسابيع، الى مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن ومبعوثيه الى المنطقة بلينكن وهوكشتاين…
ولا تخفي الولايات المتحدة سرورها لاغتيال نصرالله ولضرب حزب الله، وإن كانت بمفارقة غير واقعية تسعى لوقف النار، بإعطاء الضوء الأصفر التحذيري، والضوء الأخضر لنتانياهو… معاً!
على الهامش، قد تنجح هذه المبادرات في تحقيق خرق في الانتخابات الرئاسية اللبنانية ليكون الرئيس الجديد موجوداً على طاولة التفاوض عند بلوغ مرحلة تطبيق لأي من قراءات القرار 1701!
الكل ينتظر نهاية التفوق الميداني في أي اتجاه يكون، مع تحقيق حزب الله نجاح ملحوظ، بعد سنة كاملة على بدء الصراع، بإصابة أهداف في حيفا.
حزبةالله، طالب على لسان الشيخ نعيم قاسم بكلمته الأخير التوصل إلى وقف النار، بشروطه! وهو يدرك أن الجانب الإسرائيلي لن يتجاوب معه!
وعندما تتقدم عملية “لي الأذرع” نحو تفوق أحد الطرفين، وهو يميل بالخسائر البشرية والدمار والتهجير للجانب الإسرائيلي، عندها ينطلق الضوء الأخضر لتفعيل التواصل في إطار القرار 1701! وعندها ينتقل الوضع إلى العمل الديبلوماسي. ولكن ذلك لن يكون على المدى المنظور!
أما الآن، فلا صوت يعلو على صوت الـ MK وصفارات الانذار ومدافع البوارج وجدار الصوت والقذائف الصاروخية المرعبة للغارات الجوية!
Visited 10 times, 1 visit(s) today