هل أصبح مطار بيروت بخطر؟!
هل سييقفل مطار بيروت كلياً أو يبقى “فاتح”، ولو بالحد الأدنى؟ في وقت فقط شركة طيران الشرق الأوسط تسيّر ما ندر من رحلاتها من وإلى بيروت، حيث الناس “ترى الغارة من الطيارة”!
مع التصعيد المستمر وغياب أفق التوصل إلى حلول للحرب، من المرجح أن تدخل بيروت جولة جديدة من إعصار النار الذي يلف لبنان!
فهل دقت ساعة الصفر لمطار بيروت؟ هل تعني الولايات المتحدة بتحذيرها الأخير لرعاياها بمغادرة لبنان أنها رفعت “الرعاية” عن استمرار العمل بمطار بيروت؟
من يحمي مطار بيروت اليوم من تدمير إسرائيل له؟ هل الطائرات الحربية اللبنانية؟ أم قبة لبنان الحديدية؟ أم مسيّرات حزب الله؟ أو التهديد بضرب مطار بن غوريون؟ أم رعاية الولايات المتحدة له؟
هل أنهت الدول الكبرى إجلاء رعاياها من لبنان؟ هل أنهت الصين وأوستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا… بالإضافة الى الولايات المتحدة عملية الإجلاء هذه؟
هل انتهت فترة السماح لحرية النقل الجوي واقترب موعد الحصار؟ وهل يستكمل عندها الحصار الجوي بحصار بحري وبري؟ على أي حال، فإن مؤشرات الحرب تذهب في هذا الاتجاه.
قد لا يتعرض مطار بيروت، مطار رفيق الحريري الدولي، إلى التدمير. فالهدف قد يكون شل المطار لا تدميره!
والتهديد بضرب المطار يكفي لتعطيله. أو يكفي ضرب الطرق المؤدية إليه أو ضرب المدارج من دون تدمير المباني ومن دون استهداف أي من الطائرات…
أي أن الخطر على المطار ليس وشيكاً، على الرغم من ارتفاع منسوب خطر فرض الحصار عليه وشل حركته!
لماذا يضغط كل من إسرائيل وحزب الله على الآخر بالنار؟!
من شبه المؤكد، بقراءة للتطور الميداني، وأمام عجز الديبلوماسية الدولية عن وقف النار أن تتدهور الحرب على لبنان، وأن تصبح من دون سقوف زمنية أو خطوط حمراء!
فقط، عندما تأكل النيران الأخضر واليابس يلجأ أحد طرفي النزاع (على الأقل) الى الديبلوماسية الدولية راجياً منها التدخل.
إن القاسم الميداني المشترك بين اسرائيل وحزب الله (بقرار إيراني) هو استعمال النار للوصول الى حل سياسي!
فهما متفقان أن لا حل ممكن بالديبلوماسية في الوقت الحاضر وأن لا وقف للنار إلا بمزيد من النار!
فاسرائيل تريد بالنار فرض واقع جديد على حزب الله وعلى لبنان بالتدمير والقتل والاغتيالات، بعد نجاحها باغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ومعظم قادة الصفوف الأولى من العسكريين!
وحزب الله يعتقد أنه بمزيد من النار على اسرائيل يمكنه فرض وقف النار عليها، وجرها “بالنار” للجلوس على طاولة المفاوضات… معه (ولو بشكل غير مباشر)!
فالمطالبة بوقف النار تفترض تنفيذ القرار 1701. وتفسير تنفيذ الـ 1701 يختلف حتى بين الرئيس نبيه بري وحزب الله.
ويفترض تطبيق ال 1701 ضمناً، بالنسبة للبعض، وخاصة بالنسبة للجانب الإسرائيلي، تنفيذ بنده الثالث أي تنفيذ القرارين 1559 و1680… ما يعني أن الأفق الديبلوماسي مقفل على الرغم من مؤتمر باريس في الرابع والعشرين من الشهر الجاري! والمتوقع أن ينجح انسانياً ويفشل سياسياً!
وحدها المسيّرات ستقلع!
ما يعني أن النار ستزيد النار اشتعالاً ولهيباً الى أن يقبل أحد الطرفين من جانب واحد بوقف النار! ما سيعتبره عدوه خسارةً له!
ومنعاً لتكرار نتائج حرب ال 2006 السياسية، حيث دمرت اسرائيل لبنان… وانتصر حزب الله! فإن اسرائيل ستحاول أن تذهب الى تدمير أكبر بكثير لفرض حل سياسي بمثابة الاستسلام على الحكومة اللبنانية، إذا ما نجحت بتحقيق نصر ميداني ما يزال بعيداً!
الأمر الذي لن يمنع حزب الله على أي حال من إعلان انتصاره!
في زمن الانتخابات الرئاسية الأميركية الضائع، والذي سيستمر الى الربيع المقبل، أي ما بعد يوم التنصيب في 20 كانون الثاني/يناير المقبل فإن حزام النار على لبنان، كما على غزة، سيكون ملتهباً.
ولن يكفي “توازن الرعب” مع حيفا ولا صمود مقاتلي حزب الله “الحدودي” للسماح للطائرات بالاقلاع من مطار بيروت! وحدها المسيّرات ستتمكن من الإقلاع!