مذكرات الخريف: صحافيون رياضيون (1-7)
صدوق نورالدين
كان لمحاولات الكتابة في الصحافة الرياضية، أثرها في التعرف على أسماء صحافيين حرصت على متابعة وقراءة ما يبدعونه عن حق من آراء، مواقف وانطباعات. أذكر من هؤلاء: عبد الفتاح سباطة، محمد بنيس والراحل الحسين الحياني.
أشرف عبد الفتاح على القسم الرياضي لجريدة “الأنباء”، حيث اتسمت الصفحة الرياضية بالتنوع الهادف رسم صورة عن واقع الرياضة في المغرب. وتمثل أولا في الإحاطة بمختلف الأنواع الرياضية، ولئن ظلت كرة القدم تشكل هيمنة على مستوى الأخبار والتحليلات. وضمت الصفحة ثانيا، مراسلات أسهمت في تغطية الوضعية الرياضية التي تعرفها المدن المغربية. وأما ثالثا، فتستوقفنا كتابات عبد الفتاح سباطة بلغتها الواضحة وتركيزها الدقيق، إثراء للحقل الرياضي وما يقدم عليه بقية الصحافيين الرياضيين من مواكبة ومتابعات.
عكست تجربة الصحافي الرياضي محمد بنيس إيقاعا مغايرا في الصحافة الرياضية داخل المغرب وخارجه. التجربة التي روهن فيها على اللغة. فمفهوم الكتابة عن الرياضة لا ينحصر في الإخباري المطبوع بالتقريرية، وإنما ينبني الصوغ على اللغة الشعرية الشاعرية التي تترجم المعنى الرياضي وتعيد إنتاجه.. ولأكثر من مرة ألفيتني أقرأ مادة رياضية كتبت بكفاءة أدبية عالية.
ترأس محمد بنيس القسم الرياضي لجريدة “العلم”. فزاول مهامه تحت مسؤولية الأديب والقاص عبد الجبار السحيمي، وإلى جانب كل من محمد الأشهب وعبد القادر شبيه والمحجوب الصفريوي، وذاعت شهرة عموده أبيض وأسود. يقول في كتابة استعادية:
“عندما كنت داخل رحم الوجع، كان الألم ينتزعني من العدم. من وجدان مكسور. من نفس مهشمة. وكان الصدى لا يرجع إلا كطيف يسرق الضياء من العتمات. كان الظلام يفور. يسيطر بحلكته. وأنزوي في غرف الزوايا القاتمة. أصبح الألم عادة. وتحولت أرى للقمر مخالب. هل كنت أعشق قمرا متوحشا. فقد أصبح الليل بلا لون. بصمت القبور.
أزيح الألم وأتذكر.
بدايتي المهنية في جريدة “العلم”. أتذكر”.
ومثلما أكد قوة حضوره داخل المغرب، رسخها في الخليج من خلال مجلة “الصقر” القطرية. وتحقق لاحقا إحداث جريدة “المنتخب” الرياضية (1986)، إلى كل من مصطفى بدري و بدر الدين الإدريسي.
على أن السؤال الذي أطرحه هنا : يا ترى هل سرق جبران الرياضة، جبران الأدب؟
إذا كان لم يتأت اللقاء مع الصحافيين عبد الفتاح سباطة ومحمد بنيس، فإن لي أن أؤكد هنا بأني عرفت الراحل الحسين الحياني عن قرب. وأعيد نص كلمة دونتها عقب وفاته (2024).