مسؤولو الأمم المتحدة ومنظماتها يرتعدون خوفا من إسرائيل
اليرزيد البركة
لم يسبق لأية دولة في العالم أن تنطعت وبصقت على قرارات الأمم المتحدة بقدر ما فعلت إسرائيل، ولم تحظ أي دولة في العالم بغض الطرف بقدر ما حظيت به إسرائيل من طرف مسؤوليها وموظفيها.
كم هائل من الأفعال الشنيعة اقترفته وتقترفه إسرائيل منذ قيامها ولا تنال ما تستحقه من عقاب أممي، قد يقول قائل إن مجلس الأمن مؤمم بالفيتو الذي تمارسه أمريكا على الخصوص في كل ما يتعلق بإسرائيل، ولكن هناك منفذ الجمعية العامة التي يمكنها اتخاذ القرارات وتطويق باقي الأجهزة والمنظمات بها، بمتابعة التنفيذ النشط. لو كانت هناك إرادة حقيقية عند مسؤولي الأمم المتحدة، لكن مع الأسف الإرادة مفقودة، كيف استطاع داغ همرشولد (الأمين العام للأمم المتحدة بين 1953 و1961)، أن يجابه مجلس الأمن أيام العدوان الثلاثي على مصر، ويرغمه على وقف العدوان، ولم يستطع الأمين العام الحالى القيام بأي خطوة حقيقية؟!
وحتى الوصف الحقيقي للأحداث مفقود، وعندما يتكلم مسؤول أممي في قضية تتعلق بإسرائيل، يلحظ كل متتبع في ثنايا كلامه خوفا وهلعا فظيعين من إسرائيل، وسأقدم هنا مثالين فقط من عدة أمثلة كثيرة:
في بداية هذا الأسبوع، أي في 29 أكتوبر 2024، قال الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) تعليقا على قرار إسرائيل حظر أنشطة منطمة “الاونروا”: ” إن حظر إسرائيل نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ستكون له عواقب مدمرة على اللاجئين الفلسطينيين”. والحال كما يعلمه القاصي والداني أن حياة الفلسطينيين مدمرة حاليا ومنذ مد ، وبصفته الأمين العام للأمم المتحدة مطوق بإخضاع إسرائيل للمواثيق الدولية، وكان عليه أن يقول – لو كان يؤمن حقيقة أن إسرائيل بلغت حداً اقصى في جرائمها – بأن قرار إسرائيل بحظر “الأونروا” ستكون له عواقب مدمرة على إسرائيل، لكن هذه السلبية التي أخذ بها الموضوع، وكأنه يخاطب عقل إسرائيل بأنه أخطأ التقدير، وهو يبلغها ما سيحدث، هي سلبية رعديد وجبان.
ويوم الجمعة، بمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، والذي يحل يوم السبت، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك: “إن الصراعات في الشرق الأوسط جعلت المنطقة واحدة من أخطر الأماكن في التاريخ بالنسبة للصحفيين”، كذا، وبكل وقاحة، كبَّر المساحة أي الشرق الأوسط، بدل ذكر إسرائيل لكي لا يغضبها.
آه يا زمان، أينك يا همرشولد لترى ما أصبح عليه مسؤولو الأمم المتحدة من خوف.. لقد واجهتَ رؤساء الدول العظمى في مجلس الأمن، وهؤلاء لم يستطيعوا حتى أن يقولوا “أف” لحاكم كيان مفبرك بقرار أممي، لا هو في مجلس الأمن ولا هو ممن خلق الأمم المتحدة.
Visited 7 times, 1 visit(s) today