والقلبُ يبكي على شعبٍ سيدرِكُهُ الزوالُ

والقلبُ يبكي على شعبٍ سيدرِكُهُ الزوالُ

 حسان الحجّار

 بلادُ الارزِ أنهكها القتالُ

وضاعَ الأمنُ وٱنهدَّ المِثالُ

 وصوتُ البومِ يطغى في رُباها

وضَيّعَها وفَتَّتها الضلالُ

 ومن بعدِ التفاخرِ والتعالي

تهتَّكَ في تلاسُنِها المقالُ

 وضاعتْ في مسارحِها الآماني

ودُكَّتْ في تنازعِها الجبالُ

 وصوتُ طيورِها أضحى نعيبًا

وحطَّمها وأنهكَها الجِدالُ

 فبعضٌ يدَّعي الإيمانَ دربًا

وبعضٌ قد تلبَّسهُ الضلالُ 

تجاوزَ حَدَّهُ رفسًا و لبطًا

ومنهُ اليومَ ينفلتُ العِقالُ

تجاوزَ  “دُوْنَ كِيشُوتٍ” مِرارًا

وأعيتهُ الغياهبُ والظِلالُ

ولم يحسبْ لقدرتهِ حسابًا

وظنَّ النصرَ بالفوضى يُطالُ

وأَكثرَ منْ تبجُّحِهِ غرورًا

 ولم يُقنِعْهُ رأيٌ أو سِجالُ

تمادى في تعنُّتِهِ بجهلٍ

 وأغرتهُ المنافعُ والحِجالُ

 تمطَّى  رأسُهُ عالٍ شَموخًا

  ويسكنهُ التفاخرُ والجدالُ

 فلا نُصحًا يُحبِّذُ أو رشادًا

وإن يُسأَلْ فَيُعيِيهِ السؤالُ

 وإن ألقى أوامرَهُ ٱستَجابوا

 ومِنْ خيباتهِ عمَّ الوَبَالُ

 نطقتُ عبارتي والقلبُ يبكي

 على شعبٍ سيدرِكُهُ الزوالُ 

تغنَّى بالبهارجِ دونَ  علمٍ

  وينقصهُ التبحُّرُ والكمالُ

 ويُقعِدُهُ عنِ التجديدِ فكرٌ

 ويسكنهُ معِ الفوضى هُزَالُ

 فكمْ من مرّةٍ  قد   هُدَّ بيتٌ

وكم من خيبةٍ حصدوا ونالوا

 تمادوا بالتعصُّبِ دون وعيٍ

 وزادَ غرورُهم وبهِ تعالوا

 فلم  يُبقوا بديرتهمْ صديقًا

وفي القُفرانِ ما بقيتْ غلالُ

رموا الأحقادَ في إيمانِ شعبٍ

و أوقدوا نارَهم وبغوا وغالوا 

 وذا لبنانُ قد أضحى طريحًا

وسيلُ دمائهِ، لا همَّ قالوا

Visited 9 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

حسان الحجار

كاتب وشاعر