الانتخابات الأمريكية وانعكاسها على مشاكل لبنان وغزة
أحمد مطر
الكثير من اللبنانيين انتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية، وهم يأملون أن تؤدي نتائج الانتخابات إلى وصول رئيس جديد في الولايات المتحدة الأمريكية، ينتهج سياسة مغايرة للسياسة الحالية، تؤدي إلى وقف الحروب التي تشنها إسرائيل على أكثر من جبهة في الشرق الأوسط، وبينها لبنان، وتعمل على إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة كلها.
على ضوء النتائج، دخل العالم مدار دونالد ترامب رئيساً منتخباً للولايات المتحدة الأميركية، وقد عاد بانتصار شعبي حاسم قد يجعل منه حاكماً فوق العادة للبيت الأبيض، ليحسم بذلك التكهّنات حول السيناريوهات المنتظرة للمشهد اللبناني بعد إنجاز الاستحقاق الأميركي.
فعليه هل الآمال اللبنانية بتغيير مرتقب للسياسة الأميركية بالشرق الأوسط، ينسحب إيجابا على لبنان، في محلها، أم أنها مجرد أوهام.
من السابق لأوانه التنبؤ، بما تكون عليه سياسة الإدارة الأميركية المنتخبة، تجاه الشرق الأوسط، وما إذا كانت ستشهد تبدلا ملموسا، يؤدي إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان على وجه الخصوص. ولكن من الطبيعي أن يكون للرئيس الاميركي المنتخب نهج سياسي يختلف عن سلفه، يميزه بأداء أفضل في التعاطي مع الأزمات والمشاكل المختلفة في العالم، ويسعى لوقف الحروب وإيجاد الحلول اللازمة لها.
وانطلاقا من هذا الواقع، يأمل كثير من اللبنانيين، أن يكون نهج الرئيس الأميركي المنتخب، في التعاطي مع الحرب الإسرائيلية،على غزة ولبنان أكثر جدية وصرامة، لوقف هذه الحرب، وكبح جماح تطرف الحكومة الإسرائيلية، للاستمرار بهذه الحرب، على حساب أمن واستقرار المنطقة كلها، ما يؤدي في النهاية إلى وضع حدٍ للحرب الإسرائيلية على لبنان وإنهاء معاناة الشعب اللبناني جرائها.
إلا أن ما يخشى منه، أن يكون نهج الرئيس الأميركي المنتخب تجاه التعاطي مع إسرائيل ودعم سياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين ولبنان، استمراراً لنهج الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، تماشيا مع سياسات أكثر الرؤساء الأميركيين عادة، ما يعني جنوح رئيس الحكومة الإسرائيلية لمزيد من الحروب والاعتداءات على الفلسطينيين، في قطاع غزة والضفة الغربية، ولبنان، وتوسع دائرة الحروب والاعتداءات الإسرائيلية على المنطقة كلها.
الآمال المعلقة على الإدارة الأميركية المنتخبة، تنطلق باعتبار استمرار التعاطي الأميركي مع سياسات وممارسات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في المرحلة المقبلة، كما هو عليه حاليا، وتجاهل أسباب عملية طوفان الأقصى ونتائجها، وتعطيل جهود ومساعي إقامة الدولة الفلسطينية، لن يؤدي إلى توسعة حلقة الحروب والمواجهات العسكرية مع دول المنطقة فقط، بل يؤدي إلى إفشال مشروع واشنطن للسلام عموما، وتوسع حلقة التطبيع الإسرائيلية مع باقي دول الخليج العربي والدول العربية الأخرى أيضًا.
وانطلاقا من هذا الواقع، يتوقع بعض اللبنانيين أن تنتهج الإدارة الأميركية الجديدة نهجا مغايرا للإدارة الحالية، يأخذ بعين الاعتبار وضع حدٍ للحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة ولبنان بأسرع وقت ممكن، ما يساعد على وقف إطلاق النار في لبنان والمباشرة بمفاوضات لحل مشاكل الحدود وإحلال الأمن والاستقرار في الجنوب استنادا للقرار الدولي رقم1701، تفاديا لردات فعل، وتداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة كلها، يستفيد منها خصوم الولايات المتحدة الأمريكية وفي مقدمتهم إيران على وجه الخصوص.
ختامًا، إن احتمال حصول وقف لإطلاق النار في وقت قريب لا يزال بعيداً. هذا ما يزيد من سوداوية المشهد وبشاعته، خصوصاً إذا تمكّن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من توظيف المرحلة الانتقالية الفاصلة بين انتخاب رئيس أميركي جديد وبين تسلّمه مقاليد الحكم، في تصعيد عملياته العسكرية بشكل جنوني أكثر.
Visited 1 times, 1 visit(s) today