عودة إلى أحداث الأهداف الخمسة!
عبد العلي جدوبي
في محاولة لخلق عدو مشترك، وتهدئة الرأي العام الدولي المساند للقضية الفلسطينية، أخد معهم جنود الاحتياط في جيش الاسرائيلي عقيدتهم الإجرامية إلى ملعب يوهان كرويف، وظنوا أنفسهم في غزة! وكأنهم في مهمة عاجلة يستعرضون قوتهم وعدوانيتهم بين الهولنديين، تجاوزت تلك الممارسات المشينة حدود التصرفات العفوية للمشجعين، لتصبح جزءا من خطة مدبرة تهدف الى تشويه المواقف المتضامنة مع غزة، ومحاولة تحويل الانظار عن الجرائم الإسرائيلية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوميا في غزة وفي الضفة وفي لبنان، إلى إحداث ضجة مفتعلة لتسليط الأضواء عليها إعلاميا من خلال وزارة الخارجية الإسرائيلية التي خرجت بسرعه ببيان بررت فيه ما حدث “بمعاداة السامية الجديدة” تستهدف إسرائيل وحقها في الوجود وفي الدفاع عن نفسها”! لكن هذه الاسطوانة المشروخة لم تعد اضاليلها تنطوي على أحد، وأصبحت بعد الحرب على غزة مكشوفة عبر الفضاء الرقمي المفتوح..
وكجواب على بيان الخارجية الإسرائيلية، أصدرت الجالية اليهودية بهولندا بيانا توضيحيا قالت فيه أنها تعيش في أمان وتفاهم مع كل الجاليات المقيمة بهولندا وأن ما قام به الاسرائيليون لا علاقه له بهم، ولا بمعاداة السامية، بل له علاقه مباشره بالاسرائيليين فقط !!
والظاهر أن الكيان الإسرائيلي فشل في محاولته التضليلية البئيسة، وفي كيفيه استغلال حدث رياضي لتوظيفه في دعاية لنفسه كضحية، اعتقد انه يحق له ما لا يحق لغيره في القتل والاستيطان وإبادة شعب واحتلال أرضه بالقوة.. لكن عدوانية اسرائيل ظهرت واضحة في سلوك أفراد جيشها الاحتياطي وأفراد الموساد المتسللين إلى داخل ملعب يوهان كرويف عندما افتضح أمرهم وظهروا كمجرمين منتشين بمحققه جيشهم في غزة من قتل الأطفال وتشريدهم وتحطيم البنايات فوق رؤوس ساكنها، واعتقد الجبناء أن بإمكانهم تخويف وترهيب المناصرين من العرب والهولنديين للقضية الفلسطينية، وبقية الأحداث تعرفون تفاصيلها..
قالت صحيفة (صن تلغراف) الهولندية، إن المدافعين عن القضية الفلسطينية أثناء الاشتباكات كانوا في الأساس من سائقي سيارات الأجرة، وشبان الدراجات الهوائية، وليسوا من النشطاء المؤيدين الفلسطينيين الذين كانوا يتظاهرون في العاصمة الهولندية منذ شهور، ولقد أعادث أحداث ملعب يوهان كرويف طرح السؤال من جديد حول السبب الحقيقي الذي يجعل إسرائيل تشارك تحت مظلة الاتحاد الأوروبي لكره القدم في المسابقات الكروية الأوروبية على الرغم من تواجدها بمنطقه الشرق الأوسط؟
فريق أجاكس امستردام ضرب الإسرائيليين بقوة الخمسة أهداف، ومناصرو القضية الفلسطينية كانوا في الموعد .