بعد إسقاط رئيس الوزراء الفرنسي وحكومته.. فرنسا على كف عفريت
باريس – المعطي قبال
اليوم، الأربعاء مساء، ستدق ساعة الحسم بالنسبة لرئيس الوزراء الفرنسي، ميشال بارنييه ولحكومته، إذ تجمع الآراء والتقارير على أن عمر الحكومة قد قضى. وإن لا تزال لبارنييه قدم على رأس الحكومة، إلى غاية هذا المساء، فإنه من المحتمل أن يغادر نهائيا ماتينيون، مقر الوزارة الأولى، وذلك قبل أن تحط طائرة الرئيس ماكرون القادمة من العربية السعودية، بعد زيارته الرسمية للملكة.
بعد استخدامه للمادة 49,3 من الدستور لتمرير قانون الضمان الاجتماعي المثير للجدل ضمن موازنة الدولة لعام 2025 من دون التصويت البرلماني، كان رد أحزاب المعارضة، اليمين منها واليسار بمختلف أجنحتها هي التصويت للإطاحة بحكومة بارنييه. وتقدمت “فرنسا الأبية” بزعامة جان ليك ميلنشون وحزب التجمع الوطني الذي يرأسه جوردان بارديلا بعريضتين أو ملتمسين في هذا الاتجاه. إن قررت “فرنسا الأبية” عدم التصويت لصالح عريضة اليمين المتطرف فإن هذا الأخير سيصوت لصالح العريضة التي تقدمت بها فرنسا الأبية وبذلك ستحصل هذه الأخيرة على الأغلبية للإطاحة بالحكومة.أي 325 صوت لصالح الإطاحة.
هذا الانتصار في حالة تحققه، سيدفع بميلنشون وأنصاره إلى إعادة المطالبة باستقالة ماكرون، الذين يعتبرونه المسؤول الرئيسي عن الأزمة ومآزقها الحالية. وإن توالت النداءات من ماكرون إلى احزاب الوسط إلى شخصيات سياسية صعدت إلى جبهة وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بإنقاذ الجندي ميشال بارنييه، فإن البعض الآخر دق جرس التخويف مشيرا إلى أن الذين يدافعون عن الإطاحة لا يحبون فرنسا بل هم اعداؤها. غير أن الفرنسيين والطبقة المتضررة منهم اجتماعيا واقتصاديا، تنظر باستهزاء إلى صيحات الإغاثة هذه.
يشار إلى أن قاعدة التجمع الوطني المتطرف تطالب بإطاحة رئيس الوزراء. من جهة أخرى يلاحظ أنه داخل عائلة اليسار المتشرذم ثمة حزازات إيديولوجية قد تتفاقم بعد تنحي بارنييه، فيما قد يتأثر حزب مارين لوبان بما ينتظرها من لدن قرار المحكمة فيما يخص اختلاق مناصب برلمانية شبحية.
وعليه فإن إسقاط حكومة بارنييه لا يعني نهاية مشاكل فرنسا، اقتصاديا واجتماعيا، بل توغلها في أزمة أكثر عمقا حيث سيعلق إلى أجل آخر العثور على حلول عملية لهذه المشاكل. في انتظار ذلك سيدشن الرئيس ماكرون الورش الجديد لكتدرائية نوتردام بحضور ازيد من 50 شخصية من ملوك ورؤساء العالم، سيتعامل مع إسقاط وزيره الأول بنوع من اللامبالاة ولربما أخرج من جعبته رئيس وزراء جديد خارج اليسار واليمين المتطرف، نكاية بهم.
ويكون بذلك وفيا لسلوكه الذي يصفه البعض بـ “التعنت” فيما يطلق عليه البعض الآخر “العجرفة”، اللهم إلا إذا سحب التجمع الوطني مقترحه وعادت الأمور إلى نصابها وهو سيناريو مستبعد لأن مارين لوبان غير مستعدة ولا قادرة على السير في التيار المعاكس لقاعدتها.