هل تهاجم إسرائيل حزب الله براً من سوريا عبر البقاع؟!
سمير سكاف
يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تحقيق المزيد من أمن إسرائيل في وجه السلطة السورية الجديدة، وفي وجه حزب الله من جانب سوريا! ولن يكون مفاجئاً مثلاً، ولو كان لا يبدو واقعياً، محاولة دخول إسرائيل إلى لبنان عبر بوابة البقاع!
يصعب التصور أن الدبابات الإسرائيلية تريد دخول دمشق! ولكن الأمر يتحول كل لحظة إلى احتمال واقعي! ومع ذلك، فالهدف لن يكون البقاء في العاصمة السورية.
يمكن انتظار أن إسرائيل لا تريد أن تبقى في سوريا بعد التوغل، بل ستسعى لتحقيق حزام أمني بعمق قد يصل إلى 20 كم أو أكثر، أي قريباً جداً من العاصمة السورية، التي تبعد حوإلى 35 إلى 40 كم عن هضبة الجولان! جولان سيبقى أكثر فأكثر تحت الاحتلال، ولزمن طويل!
تريد إسرائيل تدمير كل القدرات العسكرية السورية التي يمكن أن تشكل خطراً عليها؛ وبالتالي تدمير أي قدرات للجيش السوري من سلاح الطيران والمدرعات وقواعد الصواريخ ومصانع الأسلحة ومخازنها إلى مراكز حزب الله ومراكز الحرس الثوري الإيراني، التي أُخليت فعلياً بشكل شبه كامل…
تريد إسرائيل أيضاً تدمير حزب الله “لوجستياً” بقطع طريق الحرير الإيراني عليه، وبقطع إمكانية تزويده بالأسلحة والصواريخ، التي أياً يكن حجمها في لبنان، فهي ستتقلص حكماً مع الوقت، مما يترك الحزب مكشوفاً أكثر فأكثر في الميدان!
تسعى إسرائيل في سوريا أيضاً إلى تضييق كل السبل اللوجستية على حزب الله؛ ومن بينها دخوال الأموال “الكاش” إليه من إيران عند الحاجة، علماً أن حركة أموال الكاش لدى الحزب تتأتى بشكل أساسي من داخل السوق اللبناني، وليس من خارجه.
وقد “تفاجيء” إسرائيل اللبنانيين والعالم بمحاولة دخول لبنان التفافاً من البقاع، حيث تحصينات حزب الله وخطوطه الدفاعية ليست، على الأرجح، في نفس القدرات الجنوبية! ولكن لأي هدف؟! كما يمكن لإسرائيل اسقاط اتفاق وقف النار في البقاع لتدمير قدرات الحزب في البقاع… كل الاحتمالات تبقى مفتوحة!
قد يصعب على الكثيرين اعتقاد أن إسرائيل كانت تدرك أن نظام الأسد سيسقط! أو أنه يمكن أن يسقط بهذه السرعة. فمن المرجح أن التوغل البري في سوريا لم يكن في سلم أولويات الجيش الإسرائيلي خلال السنة الماضية.
وعلى الرغم من ذلك، كان من المتوقع، إرادة إسرائيل قطع الذراع الإيراني في سوريا، من دون إسقاط نظام الأسد، الذي يمكن اعتباره حليفاً موضوعياً “سلبياً”، بمعنى أنه لم يرد مرة واحدة بالنار على النيران الإسرائيلية التي كانت تستهدف أهدافاً مختلفة في الداخل السوري!
ليس هناك قوة رادعة لإسرائيل في سوريا الآن! فالسلطة الجديدة لا تملك قدرات عسكرية تسمح لها باعتراض الجيش الإسرائيلي. ولا حزب الله قادر على “الإسناد”!
أسقطت إسرائيل في سوريا إيران، والرئيس بشار الأسد ونظامه، وحزب الله… وهي وحدها قادرة أن تحدد ما تريد من دون أي إدانة دولية، ومن دون أي تدخل إقليمي، لا إيراني ولا روسي! فالصمت الإيراني مريب! وهو يعكس عجزاً إيرانياً واضحاً سيكون مشجعاً لإسرائيل لإستهداف طهران عما قريب!
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن التوغل الإسرائيلي البري في سوريا يستطيع أن يحمل المزيد من “المفاجآت” للسوريين ولحزب الله وللّبنانيين ولكل المراقبين! فكل لحظة تحمل تطورات ميدانية جديدة. ولكن إلى أي مدى؟!