أين ستسقط الـ 1.800 قنبلة من وزن 907 كلغ التي تصل قريباً إلى إسرائيل؟!
سمير سكاف
ماذا تعني موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على “تحرير” تسليم القنابل من زنة طن تقريباً إلى إسرائيل بعد منع تسليمها من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، بالإضافة إلى تسلمها الكثير من الأسلحة والعتاد والتجهيزات العسكرية الأخرى؟!
هذه القنابل العملاقة المرعبة، التي استعملت في عمليات اغتيال السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين وفي تفجير أنفاق في غزة… يمكن أن تستعملها إسرائيل في استكمال حروبها في المنطقة وفي عمليات مشابهة.
وهذه القنابل الرهيبة إذا كانت ليست لمواجهات في الضفة الغربية بحكم طبيعة الأرض، فهي يمكن أن تخصص بشكل أساسي لضرب حزب الله وبيئته أولاً، وضد غزة أو ما تبقى منها وأهلها ثانياً، وضد الحوثيين بشكل أقل ثالثاً، مع استبعاد استعمالها ضد إيران حالياً.
وهو ما يعني أن إسرائيل في زمن وقف إطلاق النار تتحضر للحرب!
18 فبراير موعد للتهدئة أو موعد مع الحرب!
مدد الجيش الإسرائيلي إقامته في لبنان حتى 18 شباط/فبراير المقبل، بقرار أميركي، وليس بقرار أممي! هذا في حين تستمر عملية عودة الأهالي برفقة الجيش اللبناني إلى المناطق التي يقوم الجيش الإسرائيلي بالانسحاب منها.
18 شباط- فبراير من الجانب الإسرائيلي هو الوقت التي تحتاجه إسرائيل لتدمير ما تعتبره مخازن ذخيرة ومراكز لحزب الله في المناطق التي ما تزال تحتلها. وهي أيضاً بالنسبة لها للبحث عن الأنفاق ولتدميرها! فهل يتمّ تمديد هذا التاريخ مرة أخرى، أو تلتزم إسرائيل بالتاريخ الجديد؟!
نهاية الستين يوماً تأجلت إلى 18 شباط/فبراير المقبل من قبل البيت الأبيض! وقبلت الحكومة اللبنانية بالتاريخ الجديد مرغمة! فما باليد حيلة من جهة، و”لحاق الكذاب عا باب الدار” من جهة أخرى! ومن صبر الكثير يمكن أن يصبر القليل! ولكن هل يلتزم حزب الله بالموقف الحكومي؟ ولو بعدم التعليق عليه؟!
لا يريد حزب الله التصعيد المباشر على ما يبدو. وهو في المقابل اعتمد التصعيد الشعبي في العودة، باستعمال كثيف لأعلام الحزب من دون الأعلام اللبنانية.
وكان التصعيد الشعبي أيضاً في المسيرات السيارة وبمواكب الدراجات النارية وبأعلام الحزب وشعاراته في عدد من المناطق خارج بيئته. ما اعتبره كثيرون عمليات استفزازية للمناطق الأخرى.
22 شهيداً بـ “وقف النار”!
من جهة أخرى، تفوق عدد شهداء وقف إطلاق النار على عدد شهداء إطلاق النار! 22 شهيداً و125 جريحاً في اليوم الأول لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بعد نهاية الوقت الأصلي للحرب وللستين يوماً!
وهذا الرقم يفوق شهداء وجرحى في أيام قصف عديدة خلال الحرب الأخيرة! فهل سيتكرر عدد الشهداء هذا في الأيام المقبلة؟
22 شهيداً هو رقم مرعب يفوق بعض الأرقام في أيام القصف الرهيبة! والسؤال هو: لماذا؟! لماذا ارتفع عدد الشهداء إلى هذا الحد المخيف في يوم العودة الأول! والأخطر هو هل سيتكرر تساقط الشهداء في “وقف إطلاق النار”؟!
عودة الأهالي إلى قراهم كانت، وما تزال، ممكنة ومفرحة في القرى التي واكبهم بدخولها الجيش اللبناني بعد أن انسحب منها الجيش الإسرائيلي. وهي كانت “انتحارية” عند تمنع البعض عن الالتزام بتعليمات الجيش الذي نصحه وحاول منعه من دخول أماكن تعرض حياته للخطر!
اعتمد حزب الله خطة تحريك الأهالي في اليوم الحادي والستين للذهاب إلى كل القرى التي انسحبت منها إسرائيل، والتي لم تنسحب منها! وهو خيار يعتمد على جمهوره وليس على الخيارات “العسكرية”… بعد!
وإذا كان من شبه المؤكد أن إسرائيل لن تلتزم بتطبيق الاتفاق. وقد لا تنسحب لاحقاً من التلال الإستراتيجية الخمس التي تحدثت عنها! فأن حزب الله يسعى لتكرار ما قام به بعد حرب تموز لجهة تطبيق، أو بالأحرى عدم تطبيق، القرار 1701!
الإفراج عن معتقلي حزب الله مقابل…
كيف سيتمّ إطلاق معتقلي حزب الله لدى إسرائيل؟ ومقابل ماذا؟ في حين أنه ليس لحزب الله أسرى إسرائيليين لمبادلتهم!
ما الذي ستطلبه إسرائيل بمقابل الإفراج عنهم؟! هل ستطلب طلباً يخص حزب الله؟ أم يخص أسراها لدى حماس؟! هل سيكون المطلوب موقفاً ما أم شخصاً ما؟! هل سيكون المطلوب إطلاق عملاء؟ أم أن إسرائيل ستفرج عنهم من دون مقابل؟! وهو أمر غير مرجح!
لا تبدو أجواء تطبيق القرار 1701 مريحة على الرغم من انسحاب إسرائيل من عدد من المناطق والقرى. فإسرائيل من جهتها تريد ضمان عودة آمنة لمستوطني الشمال وحزب الله يريد تكرار موقفه ما بعد حرب تموز 2006! وهذه كلها مؤشرات عدم استقرار، وعدم أمان، ومؤشرات حرب جديدة، قريبة كانت أم بعيدة!