الجامعة المغربية تتمدد خارج أسوارها

الجامعة المغربية تتمدد خارج أسوارها

متابعة محمد الدنيا وأحمد لعيوني

        شهدت دار الشباب بابن أحمد يوم 25/01/2025، ابتداء من الساعة الخامسة مساء، لقاء تواصليا أكاديميا، لتقديم محور البحث العلمي المنجز من طرف الفنان والباحث علي علاوي، تحت عنوان: المسرح المغربي المعاصر وسؤال الفكر، البحث العلمي المسرحي من الفكرة إلى الإنجاز، البحث المقدم من تأطير د. عبد اللطيف محفوظ، وإدارة الفنان ياسين عفيفي ومشاركة الباحثة سميرة بكري، والباحث يوسف الصابيح. وحضور د. عبد اللطيف محفوظ وفريقه لمدينة ابن احمد، إنما هو حضور للجامعة المغربية التي آلت على عاتقها توزيع إشعاعها خارج أسوارها، وبالضبط على مستوى فضاء محيطها الشاسع. الدكتور عبد اللطيف محفوظ الذي أدار اللقاء بحكمة العارفين، وألقى في الروع تمثلات ورؤى جديدة حول مفهوم التراجيديا، فهو أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني – الدار البيضاء، خبير وطني (ضمن اللجنة الوطنية لاعتماد الماسترات وتكوينات الدكتوراه).

انطلق منسق الندوة، بتقديم وضح من خلاله مفهوم التراجيديا، باعتبارها فكرة يونانية، ذات حمولة فكرية فلسفية، وفرق بينها وبين الكوميديا التي تتوجه لمخاطبة الفئات الدنيا، وتهتم بالمواضيع الفكاهية الهزلية والساخرة، والقريبة من البهلوانية. وتطرق إلى كون مفهوم التراجيديا، يختلف عن المأساة، لأن التراجيديا لا تعبر عن مصير محزن، وإنما تعبر عن موقف من العالم، كما تعبر عن صراع بطولي. وقد تطرقت لها الملحمات الشهيرة في تاريخ الفكر والأدب، منذ عصر الإغريقي، وتصورات الفلاسفة قديما وحديثا.

الفنان المسرحي، ياسين عفيفي، تحدث عن نشأة محترف شامة للإبداع المسرحي منذ 2009، واهتمامه بقضايا الحداثة، وصياغة التصورات الثقافية داخل المجتمع المغربي، وتوظيفه للتراث المحلي. كما تطرق إلى تجربة ذ. علي علاوي المسرحية الفنية والفكرية، وحضوره في النقاشات المتعلقة بتجربة الخطاب المسرحي، والتي تجاوزت حدود المغرب، ليحتفى به في مصر والعراق.

 الأستاذة الباحثة سميرة بكري، تناولت بالدراسة والتحليل البحث الذي أنجزه علي علاوي من جانب: المسرح وسؤال الفكر، في مقارنة بين تجربة المسرحي عبد الكريم برشيد، والمؤلف المسرحي خالد أمين، وقضية النقد الذاتي، باعتبار الباحث هو ناقد ومبدع. الباحث يوسف الصابيح، بدوره قدم عرضا عن النص المسرحي المعاصر، بكونه وسيلة للتعبير عن قضايا مجتمعية تعالج جوانب من حياة الناس في مختلف المجالات، والتأسيس لإبداعية جديدة.

أما صاحب البحث، علي علاوي، فأكد في كلمته، على أن الفيلسوف ليس بالضرورة أن يكون عالما، بل هو إنسان عارف بمجال من المجالات، يبرع في التفكير في قضايا تخاطب الإنسان، إما مباشرة، أو بطريقة رمزية تتعمق في الذات البشرية. وأشار إلى أن اختيار وزارة الشباب والتواصل والثقافة، التي وافقت على دعم وطلب تقديم بحثه بمدينة ابن أحمد، إنما هو اعتراف لما لهذه المدينة من فضل في تكوينه المسرحي منذ الطفولة الذي بدأه بدار الشباب التي احتضنت اللقاء. هذه المدينة، وبنفس القاعة، قدمت عروضا لفنانين مغاربة مقتدرين خلال الثمانينيات والتسعينيات، أمثال المرحومة ثريا جبران، وعبد الحق الزروالي، وغيرهم.

Visited 41 times, 3 visit(s) today
شارك الموضوع

أحمد لعيوني

باحث في تاريخ امزاب