هل تضم إسرائيل غزة بالكامل؟! وهل تدخل إلى دمشق؟

سمير سكاف
هل حان الوقت لتحقق إسرائيل أقصى أحلامها في المنطقة؟! علماً أن هذه اللحظة قد تكون أفضل لحظة في تاريخ “دولة” إسرائيل منذ تأسيس الكيان في العام 1984.
من الأرجح أن تستغل إسرائيل هذه الفرصة لتحقيق ما لم تحلم به من قبل! فالظروف مؤاتية جداً. وليس هناك سوى كفة واحدة في الميزان الدولي في سياسات وموازين القوى في المنطقة.
ولا يعني ذلك أن إسرائيل لن تواجه معارضة أو مقاومة ضد أطماعها. ولكن الظروف ليست في صالح معارضيها أو مقاوميها، في هذه الفترة على الأقل.
لم يكن مفاجئاً تهديد وزراء إسرائيل، وقد يكون أكثر من تهديد، بضم غزة بالكامل إلى إسرائيل. وما الذي يمنع استكمال هذه الطموحات بترانسفير عملاق لاحق للضفة الغربية؟!
قد يبدو للبعض هذا السيناريو مبالغاً به. ولكن قراءة الظروف تؤشر إلى أن كل الأمور ممكنة!
أهداف الحرب على غزة!
دخلت إسرائيل مرحلة جديدة في الحرب على غزة. وهدفها اليوم هو تحقيق الأهداف التي لم تنجح في تحقيقها في ردها على 7 أكتوبر أو حتى على حرب الإسناد.
فالحرب التي كانت قد مرت بهدنة تبادل الأسرى في غزة، وهدنة اتفاق وقف إطلاق النار غير المكتملة مع حزب الله في لبنان، أطلت برأسها من جديد بهدف “سحق” أي مخاطر مستقبلية يمكن أن تتهدد إسرائيل. وليس فقط العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر!
وقد تغيرت المعطيات في الشرق الأوسط كثيراً ما بعد 7 أكتوبر. ولا شك أن عملية طوفان الأقصى قد ساهمت، ولو بشكل محدود، في هذا التغيير. وأبرز هذه التغييرات “الانتداب الأميركي للشرق الأوسط”، ودخول المنطقة في زمن “الأمن الإسرائيلي“.
فالأميركيون، أصبحوا اللاعب الوحيد في المنطقة. وهم يظللون التحركات التركية بعد أن أقصوا الاتحاد الأوروبي عن الساحة وعن المشهد كله. وهم يقومون بالتنسيق مع روسيا في الشؤون كافة بعد تبادل للنفوذ في الشرق الأوسط وأوكرانيا!
وهذا الأمر يُسهل تحقيق الأهداف الإسرائيلية في المنطقة.
أما “النيو” أهداف في الحرب على غزة هي:
1 – استعادة ما تبقى من الأسرى لدى حماس بأسرع وقت… أحياءاً أم أموات
لا وقف للحرب في غزة قبل عودة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس! ولكن عودة الأسرى لا تعني إنهاء الحرب بشكل “سلمي“!
لم تكن عملية تبادل الأسرى مشجعة للجانب الإسرائيلي، لا في عدد الأسرى ولا في عدد الأحياء منهم مع اتهامات إسرائيل لحماس بالغش في رفات القتلى منهم.
ومع ذلك، فإن الأسرى هم نقطة ضعف إسرائيل في هذه الحرب. والضغط الشعبي على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو كبيرة جداً. وللخروج من هذا المأزق عاد نتانياهو لاستعمال القصف القاتل والمدمر ضد المدنيين في غزة. على أن يكون هذا الضغط كافياً لاستعادة الأسرى.
وليس بالضرورة بالنسبة لنتانياهو استعادتهم أحياءاً! بل إخراجهم من قبضة حماس. لأن يوم حماس بعد الأسرى سيكون انتقامياً وقاسياً جداً!
2 – القضاء على قدرات حماس العسكرية
أثارت استعراضات حماس العسكرية، والاستعراضية في آن، غضب الإسرائيليين من مختلف انتماءاتهم السياسية. ما أشعرهم أن الحرب لم تضرب قدرات حماس العسكرية كلياً.
وذلك، مع الإشارة إلى أن عدداً من الصواريخ، ولو كان غير كبير، استمر في الانطلاق من شمال غزة كما من رفح إلى الداخل الإسرائيلي. ما يعني أن إسرائيل لن توقف الحرب في غزة طالما يمكن لحماس إطلاق صاروخ، ولو صغير يستهدف “أراضيها“!
3 – تدمير حماس سياسياً. وإقصاءها عن القرار السياسي في غزة
تريد إسرائيل إزالة حماس عن الخارطة السياسية في فلسطين. وهي لا تنوي إشراك حماس في حل “اليوم التالي” في غزة. أياً يكن هذا الحل!
هذا الحل الذي لا تُدخل فيه إسرائيل حل الدولتين كما تطالب وتحاول معظم دول العالم العربي والغربي معاً.
لبنان في عين عاصفة الحرب من جديد!
“بيروت مقابل المطلة”! تهديدات إسرائيلية ضد لبنان بعد 3 صواريخ من لبنان باتجاه مستوطنة المطلة في شمال إسرائيل.
وتعني هذه التهديدات أن الشمال الإسرائيلي ليس بمأمن بعد من جانب حزب الله! وأن 60.000 مستوطن ليسوا قادرين بعد على العودة إلى منازلهم. وهي أكبر مشكلة في الداخل الإسرائيلي اليوم بعد الأسرى!
ما يعني أن خيار إسرائيل العسكري تجاه لبنان ما يزال قائماً وجدياً! وهو لن ينتهي بالتأكيد قبل عودة “آمنة” كلياً لهؤلاء المستوطنين إلى “قراهم” وإلى “منازلهم“!
وكذلك، قد تُفجر الضغوط على لبنان الوضع الداخلي فيه. إذ أن ما يُحكى أن ما يطلب منه إن لجهة العمل على نزع سلاح حزب الله أو التطبيع مع إسرائيل هي أمور لا يمكن للحكومة اللبنانية تحملها!
ومع ذلك، فإن لبنان، كما كل المنطقة في فلسطين وسوريا، يعيش في زمن “الأمن الإسرائيلي” الذي يحاول البعض مقاومته أو رفضه أو إنكاره. ولكنه عسكرياً هو الغالب حالياً.
وقد تذهب إسرائيل إلى استكمال الحرب التي كانت بدأتها الصيف الماضي، للقضاء على ما تبقى من قدرات حزب الله العسكرية. وإن كان مقاتلو الحزب في قرى الحافة نجحوا في منع الجيش الإسرائيلي من التقدم براً. ولكن إسرائيل قد تعمد إلى تفوقها الجوي التدميري، كما فعلت من قبل!
“هل يدخل الجيش الإسرائيلي إلى دمشق؟!*
يتحرك الجيش الإسرائيلي في سوريا كما يشاء!
يرابض الجيش الإسرائيلي على مسافة 16 كم تقريباً من دمشق. وهو لا يتقدم… ولا يتراجع! ولم تتوضح بعد أهداف دخوله إلى الأراضي السورية!
ومن غير المعروف بعد ماذا تريد إسرائيل من سوريا. إذ يمكنها أن تدخل دمشق حالياً من دون أي مقاومة جدية! والغريب أن إسرائيل لم تدمر الجيش السوري إلا بعد سقوط نظام الأسد وبعد هروب الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى روسيا!
علماً أن التواجد الإسرائيلي غير البعيد عن منطقة المصنع يمكن أن يؤشر أيضاً إلى احتمال الالتفاف على حزب الله من داخل الأراضي السورية!
اتفاقات ابراهام تطل من جديد بشروط الانتداب الأميركي للشرق الأوسط!
لن تتأخر محركات اتفاقات أبراهام عن التحرك. فالرئيس الأميركي يعتبرها جزءاً من خياره في صنع السلام في العالم. وهو ما يعني دخول عدد من الدول العربية، بالترغيب أو بالترهيب، في فضاء الاتفاقات، للتفاوض أو للتوقيع.
في اليمن، تقاتل الولايات المتحدة بالنيابة عن إسرائيل. وتقصف قدرات الحوثيين، الذين يستهدفون الأسطول الأميركي في المنطقة. وبمعزل عن إرادة التغيير السياسي في اليمن، فإن الهدف هو تدمير قدرات الحوثيين العسكرية في إطلاق صواريخ تستهدف الأميركيين في البحر أو الإسرائيليين في البر!
أما إيران فستكون على الأرجح هدفاً أساسياً، أقل ما فيه هو تدمير المنشآت النووية. ولن تكتفي الولايات المتحدة باتفاقات نووية معها! فالاتفاق يعني استسلام إيران نووياً وعسكرياً!
يكثر الحديث عن السلام في المنطقة وتكثر التحضيرات للحرب. ولكن طريق الحرب تبدو أقصر وأقرب بكثير!