نواف غادر .. بهاء غاب… السنيورة قطف!!

نواف غادر .. بهاء غاب… السنيورة قطف!!

فتح استنكاف الرئيس سعد الحريري ترشحا ومشاركة لتيار المستقبل في الانتخابات النيابية المقررة في 15 ايار/ ماي المقبل، شهية الكثيرين من أقطاب الطائفة السنية، لوراثة القطب السني الاقوى، خاصة أن الحريري وتياره قد فرض شروطا قاسية على من يسعى من كتلته للمشاركة في الانتخابات المقبلة. 

ولا يسعى ” المغتربون” من أبناء الطائفة السنية، العائدون إلى بلاد الأرز بعد غياب دام عشرات السنين، إلى الجلوس في صفوف النواب، وإنما على رأس حكومة بمواجهة أعضاء برلمان عام 2022، وإلا الهجرة من جديد. 

هذا الأمر  ينطبق على بهاء الحريري في الدرجة الأولى ، يليه مندوب لبنان السابق في الأمم المتحدة القاضي نواف سلام. فالأخير الذي قام بزيارة استطلاعية إلى بيروت واستمزج آراء بعض أصحاب الحل والربط داخل الطائفة السنية، غادر العاصمة اللبنانية، من دون أن يعلن موقفا واضحا مما إذا كان سيعود مجددا أو أنه سيرأس لائحة انتخابية في بيروت، مما ترك أكثر من سؤال حول تصرفه هذا. 

أما السيد بهاء الحريري الذي وعد مناصريه بالعودة إلى بيروت في ذكرى استشهاد والده الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير، فإنه أخلف بوعده ، وغلف ذلك بضرورات أمنية، تاركا أكثر من علامة استفهام حول مشاركته شخصيا في الانتخابات، أو دعمه لمرشحي حركته السياسية ”سوا للبنان”.

 ويبدو أن حالتي بهاء الحريري ونواف سلام قد تراجعتا بعد إعلان رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة دعوته للمشاركة الفاعلة ترشيحا واقتراعا لأبناء الطائفة السنية في الانتخابات المقبلة، كي لا تتكرر تجربة مقاطعة المسيحيين لانتخابات عام 1992، التي أدت إلى ما سمي بالإحباط المسيحي. وفهم من حركة السنيورة في حينه، نيته في سد الفراغ الذي خلفه سعد الحريري، الأمر الذي اعتبره أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري، قفزا فوق قرارات التيار وزعيمه سعد الحريري. 

لاقى اندفاع السنيورة ترحيبا من المرجعية الدينية السنية، واعتمد السنيورة في الاستمرار بخطوته على المفتي عبد اللطيف دريان، إلا أنه خفف من سرعتها، تجنبا لعدم الصدام مع جمهور تيار المستقبل أولا، ومع قيادته ثانيا، وهو بانتظار تطورات خارجية، قد تدفعه إلى المضي في سعيه لسد الفراغ، أو الإيعاز إليه بالتخلي وإفساح المجال لشخصية لم تتبلور مواصفاتها حتى الآن.

صبحي زعيتر – كاتب وصحفي لبناني

Visited 19 times, 1 visit(s) today
شارك الموضوع

السؤال الآن

منصة إلكترونية مستقلة